بقلم ابراهيم المحجوب 


تعود ابناء قبيلة الجبور على التفاخر امام القبائل الاخرى برمزهم العشائري الشيخ مجبل علي الوگاع هذه الشخصية الاجتماعية الوطنية التي لأيمكن بل من المستحيل ولادة بديل عنها....شخص حمل هموم الوطن قبل هموم العشيرة ومنذ ريعان شبابه حمل على عاتقه مسؤولية كبيرة جدا واستطاع التوفيق بين المضيف والمنصب. حقق لأهله وابناء قبيلته ما تتناقله وتستفاد منه اليوم كل الاجيال من العلم والمعرفة فبفضله انشئت اولى المدارس في مناطق جنوب الموصل وتخرج منها المئات من الطلبة الذين حصلوا على مناصب عليا في المجتمع سواء كانت عسكريّة ام وظائف مدنيه...

نعم اننا نقف بكل اجلال واحترام امام قبرك ايها المرجع الرشيد لقبيلة الجبور بالذكرى السنوية التي رحلت عنا ففي عام ١٩٩٧ وبالتحديد في اول يوم من الشهر الخامس لبست منطقة جنوب الموصل السواد حزناً على فقدان قائدها واميرها ومصلح الخير فيها الشيخ مجبل الوگاع  ...

ايها الامير الراحل 

بالأمس كانت تطلب مشورتك الملوك والرؤساء واليوم مازالت قبيلة الجبور تتذكر مواقفكم الرجولية والانسانية وتتذكر ذلك الرمز المتواضع البسيط الذي يمر على المجالس مصافحاً الصغير والكبير..

انك ايها العم مدرسة لا يمكن ان يكررها التاريخ فالحكمة التي وهبها الله لك ورجاحة العقل استطاعت ان تحول من شيخ العشيرة الى مستشار للدولة في اغلب المجالات  وكانت زيارة الملوك لك واستشارتهم وتوجيه وزراء الدولة بأخذ الخبرة منكم خير دليل على ذلك....

لقد كتب التاريخ عنكم الكثير والكثير ولكنه لم يعطكم الا القليل جدا من استحقاقكم وخدماتكم للناس التي قدمتموها على مدى اكثر من ثمانون عام. لقد حققتم انجازات على مستوى العالم لبلدكم العراق وحققتم مشاريع عملاقة على مستوى العراق لحافظتكم نينوى وانجزتم المستحيل في ذلك الوقت لأهلكم في منطقة جنوب الموصل ومنها تبليط الشارع الرئيسي على ضفاف نهر دجلة والذي يمر من اغلب مناطق جنوب الموصل الى العاصمة بغداد. والمدارس الطينية في الاربعينيات والخمسينيات والمراكز الصحية وتشجيع القطاع الزراعي وغيرها كلها تشهد بان لكم بصمة تاريخيّة بها....

واضافة الى كل ما تقدم فأنكم كنتم ومازال اسمكم يتصدر دواوين ومضايف كل القبائل العربية وقبيلة الجبور بوجه خاص فالجبوري ابن محافظة نينوى عندما يذهب الى اي منطقة في العراق من شماله الى جنوبه ويعرفون نسبه يسألونه عن صلة القربى بكم وهذا فخر لكل ابناء قبيلة الجبور ولكل آل وگاع الذين اصبحوا اليوم ببركة الرحمن عشيرة كبيرة...نعم ياشيخنا الفاضل اليوم نرثيك بأقلامنا وننعيك في قلوبنا وانا اتذكر كلماتك عندما كنت اذهب معك في بعض الرحلات داخل مناطق محافظة نينوى وتقول لي( ابن اخي الجبور اصحاب حظ وبخت ومن يعاديهم فانه خسران) ومقولتك الشهيرة الاخرى( اننا ابناء الوطن ولانقبل ان نكون ابناء غير اوطاننا) لقد اثبتت كل كلمة اطلقتها معناها في واقع الوطن العربي منذ تأسيسه لحد الآن..

رحمك الله وادخلك فسيح جناته ولابد ان يأتي يوما لان تكتب مادة تاريخية في احد فصول الكتب الدراسية اسمها الشيخ مجبل الوگاع ووطنيته وعروبته الأصيلة...فهكذا شخصيات لابد ان تدرس وان يتعرف عليها الاجيال الجديدة لكي يستفادوا من سيرة العظماء والامراء الذين اثبتوا وجودهم في الحياة وقدموا الكثير من الخدمات للإنسانية جمعاء....

مريت جيت أسألچ عن المشوا  يگاع

نفسي حزينة ترى من عگبهم يگاع 

راحو الچانوا افهام العرب يگاع 

وظلت خرايب وبيها أيام  مدفونه

وسفه السلاطين بنص اللحود مدفونه

مريت عالمگبره وجثة الشيخ مدفونه

بنص النصيبة أنكتب هذا ابن وگاع