بقلم / ابراهيم الدهش

هذا البيت الشعري المشهور و المعروف لدى الكثيرين لما يشغله من مساحة واسعة في حديث تتداوله اغلب المؤسسات الحكومية وغير الحكومية وخاصة  منها التربوبية ..
فهو مطلع لقصيدة من عيون الشعر العربي الحديث ، لأمير الشعراء احمد شوقي ( ١٩٣٢م ) القاها في حفل قام به نادي مدرسة المعلمين العليا ، شاع بين الناس من يومها ، لما فيه من قيم تحث على العلم والتعليم ، وترفع مكانة المعلم بين الناس  ..
لكن ، وللأسف الشديد تناقلت صفحات التواصل الاجتماعي وبعض من الفضائيات خبرا وموقفا مؤلما للغاية لايتناسب بما تحدث به شوقي في قصيدته بعد ان وضع كفة المعلم موازية لكفة الرسل والأنبياء لما تحمله هذه الشخصية من قيم وإنسانية ومثل سمحاء في التربية والتعليم  من خلال نشأة جيل يساهم في نمو وبناء نواة المجتمع  ..
.. الملفت للانتباه أن اسم وزارة التربية والتعليم منذ تأسيسها اقترن اولا بالتربية ومن ثم التعليم اي بمعنى اعطى الاولية للتربية ومن ثم التعليم وهذا العنوان ازلي اي منذ بدايات تاسيس هذه الوزارة المهمة بعد ما سميت اسم وزارة المعارف  ولأهمية وقدسية التربية ايضا وهو فعلا كذلك ، لا اريد ان ابتعد عن الموضع وعن ما يشغل المجتمع من حديث في كافة الأوساط حول مشكلة التلميذ (الموصلي) من تلامذة احدى المدارس في محافظة نينوى مع مدير مدرسته ، ومشكلة المحافظ مع مدير هذه المدرسة !! وأيهما كان على صواب ومن هو على خطأ ..
في رأيي الشخصي وبغض النظر عن سلبيات واهمال التلميذ لدروسه ، لكن هناك خطأ كبيرا من مدير المدرسة في التشهير بالثواب والعقاب اثناء ( تصوير فيديو ) والتناقل عبر الاعلام الفيسبوكي ، سواء كان تصويرا مقصودا أم غير مقصود اي من دون علم مدير المدرسة ، فيجب أن يأخذ التوخي والحذر ، اضافة الى طريقة العقاب فهي مقززة و مقرفة وخاصة ونحن اليوم في صحوة وأجواء تختلف نحو الأفضل في مجال التربية والتعليم رغم كل التحديات الموجودة .. ومن جانب آخر ، وبعد أن كنا من المتابعين لمحافظ نينوى والمتشوقين الى إنشطته و زياراته وخاصة عند محاسبته للمتجازوين والفاسدين في المؤسسات الحكومية التابعة الى محافظة نينوى بصورة عامة وتوجيه القصاص الى الشخص المذنب والمسيء دون استثناء وبموقف جريء . توقفنا عند هذا اللقاء الأخير في استغراب من قسوة التعامل ، بحيث جعله في موقف لا يحسد عليه وخاصة عند التشهير امام الفضائيات بصورة متعمدة في محاسبة مربي جيل و مدير مدرسة رغم الذنب الذي اقترفه ، متناسيا انه رجل تربوي ويعمل ضمن اهم مؤسسة حكومية يعتمد عليها ولها شأن مرموق هي وزارة التربية والتعليم ، فكان من الأجدر أن تكون محاسبته والقصاص منه ، ضمن الأطر القانونية وعلى سبيل المثال ( كتاب توبيخ او إنذار او ما شابه ذلك ) ومن الافضل ان ياخذ بنظر الاعتبار في تعامله مع مدير المدرسة بصفته أب للتلاميذ و ولي امرهم ، إضافة الى ان تكرار التأنيب جهرا وامام الملأ من قبل المحافظ لمدير المدرسة كانت الغاية منها هي انتظار رد بالمثل من قبل مدير المدرسة او اقل من ذلك لإثارته واثارة الرأي العام ..
لقد شدنا الموقف الأخير في احتواء الأزمة و الاستجابة من المحافظ لإرضاء مدير المدرسة والتوجه إلى محل اقامته وامام ابناء عمومته كان بمثابة موقفا مشرفا رفع بعض الشيء من هيبة التعليم وجعل الوجع في التربية