محمود الجاف

أسمع كلامك أصدقك أشوف أمورك أتعجب  ..
لماذا تقول ما لاتفعل . وتتكلم عن الكرم وانت بخيل وعن الشجاعة وانت بعيد عنها وعن الصدق وانت كذاب ولاتمثل ادوار البطولة فالواقع يقول غير ذلك . في حياتك الخاصة انت حر . لكن في مصائر الناس ومستقبلهم انت مسؤول امام الله ثم الخيرين لانهم سيحاسبونك حتما . أي جيش تحتفل في ذكرى تأسيسه وانت احد المشاركين في تدميره وتعرض مقاتليه الى التصفية او الاعتقال والهجرة والتهجير والقهر وسوء المصير . جمعتم فيه اسوء ما على الارض من سقط المتاع واطلقتم عليه الحرس الوطني لان اسمه كان يرعبكم . ثم غلفتموه بصغار النفوس والعقول والرتب واعدتم اليه اسمه الحقيقي كي تمنحوه بعض ( القيمة ) القيمة التي يطبخها كبار قادتكم الان .
كيف تتجرأ على التعبير عن السعادة بهذه المناسبة وقادته وخيرة رجاله معتقلون في سجونك .
هل تعرف ما يعانونهُ الان هم وعوائلهم ؟
بالأمس احتفل الصفويون الانجاس في شارع المطار الذي يُمثل ما تطلق عليه بلدك . قبل ايام قتل اكثر من 20 بريئا من اجل اطفاء شهوة واثبات وجود احد الشواذ الذين يُمثلون اجهزتك البائسة . نحن نقتل قبل الفطور وبعد الغداء وعند تناولك وجبة العشاء يوميا . لقد تذوقنا كل اشكال الموت والوانه . اعلم ان ملة الخسّة والرذيلة والدجل وكل جند الاعور الدجال الان معك . لكن الامة عندما تصحو وتنهض وذلك قريب ان شاء الله ستمحو حتى اثاركُم لانهُم سيهربون فقد كتبتُم نهاياتكُم بأيديكُم .
اخطأ من تصور ان بإمكانه ابادتنا فنحن ننبت على هذا التراب ايمانا وكرما وبطولة . انت لاتدري ان ارضنا لها رحمٌ يُنجب العزة والكبرياء . انتم لاتعرفون اننا لانموت ابدا لان جذورنا تمتد حتى السماء . فنحن حملة الراية الموعودون بالنصر من الله والامر ما سترونهُ وليس ما تسمعون .
والى شهدائنا اقول :
كيف أنسى عُيونكُم المُكتظة بالحُزن وابتساماتكُم التي اختفَت خلف تَجاعيد الأيام . لاتحزنوا فالحياة أصبحت لا تُطاق والدُنيا صارت سجنًا كبيرا من الألم . فحين صارت البطولة عارًا على أصحابها والجاه يُباع بيعَ الأخلاق . آضت المُروءات وجهل قدر المَعروف وماتَت الخَواطر وسقطَت همَم النفوس . كيف ننسى تلك الوجوه التي تفيض بالبراءة والنقاء رغم كُل ما فيها من أوجاع  .بدمائكُم رسمتُم لوحة على تُرابها . ستحمل الطيور رصاصهُم الذي اغتال براءتكُم فاحتضنوا جراحكُم حتى يأذن الله بنصره أو يهلك الرجال دونه .كنت قد شعرتُ بطُهر الارض حين لامستها أقدامي ولكني لم أفهم حينها أنها ستُصبحُ روضة للشهداء ومأوى الرجال وقبورهُم وقبلة البطولة …
وفيتُم وكفيتُم فقد دفعتُم ثمن عفافها .
يا فارساً عرشَ العُلا تتربَّعُ .. صُمُّ الجبالِ أمامَ عزمِكَ تَركعُ
أذللْتَ حُبَّاً للحياةِ ونزعةً …. وَهَببْتَ طوعاً عنْ دِيارك تَدْفعُ
ظَمِئَتْ جراحُك للعُلا فسَقَيْتَها …. نبلاً ومَجْدا بالشَّهادَةِ يُتْرَعُ
وَسَعَيْتَ للأَمجادِ تَطْرُقُ بابَها .. بابُ الشَّهادةِ خير بابٍ يُقْرَعُ
لكُم تحيات أشنونا وبطولات بابل ونصر ذي قار والقادسيتين وسعد والقعقاع والمُثنى . لكُم تحيات كُل الرجال الذين حفروا من اجسادهم رافدًا ثالثًا . ولاتحزنوا فالايام حُبلى وسيولد مُعتصمٌ جديد والرجال مواقف وأخطأ من ظنكُم أموات  .
فالمَوت من أجل ما نُؤمنُ به ليس موتا . بل خلودٌ ودورسٌ في التاريخ الى الابد
يتعلم منها الناس والاهل والولد
وسترى كيف نُحرر البلد