علي السوداني


إذا قلق الامريكان على وضع الديمقراطية وحقوق البشر ببلد ما ، فقولوا أنهم سيدمرونه بالغزو فإن لم يستطيعوا فبالقصف الجبان عن بعد ، فإن لم يفعلوا فبالحصار الوحشي ، فإن فشلوا فبتحريك الأذرع الفتاكة لصندوق النهب الدولي ودكاكين امم غوتيريش وتلفزيونات المرتزقة والتضليل والتجهيل والتيئيس وداعش وأخواتها بالرضاعة ، أو بالمرتزقة الأوغاد الذين يحملون على أكتافهم بنادق للإيجار .

على أرض العم سام التي تشبه قارة ما يكفي لإقامة حياة رائعة ومسترخية وجميلة لضعف الساكنين هناك ، لكن أمريكا والفك الرأسمالي المتوحش الذي يحكمها دائماً تأبى إلا أن تواصل نشر الفوضى والفتن والموت في كل مكان ، فهي مثلاً تدق باب روسيا البعيدة عنها بآلاف الكيلومترات والحواجز الطبيعية من خلال اشعال فتائل النار بأوكرانيا وكازاخستان والمحيط السوفيتي البائد الكبير . هي تتذكر الآن فقط ان في الصين أقلية مسلمة ينبغي أن تمارس طقوسها بحرية وأن هونغ كونغ ليست على ما يرام وأن تايوان ليست جزءاً من الدولة الصينية القائمة .

يستمر باب الإعتراض والعبث بمصائر البشر وكل من لا ترضى عنه ستدمغه بالديكتاتورية وفقدان الأهلية وتشغّل ضده ماكنات إعلامية مشهورة نحن من يدفع رواتب وكلف أعمالها بوصفنا ذيولاً داخل نظام محميات تسمى أوطان .

لقد ورطوا الخليج العربي بحرب عبثية غبية تافهة في اليمن التعيس ، ثم جلس كبيرهم على كرسيه الراسخ ليتفرج على النتائج التي أفضت الى ازدهار سوق السلاح وبقاء النفط بفم شركاتها الكبرى ومواصلة ابتزاز المحميات علناً ومن دون ذرة خجل ومراعاة حتى لمشاعر ذيولها التي تسميهم زوراً بالحلفاء .

أزيد من سبع سنوات والخليجيون المغفلون يخوضون بمطمسة يمنية قاسية ، ومع أن دول الخليج العربي ومن معها يمتلكون ترسانة هائلة وضخمة من أعظم الأسلحة الأمريكية والبريطانية والفرنسية وغيرها ، لكنهم لم يحققوا النصر على جماعة الحوثي القليلة العدد والعدة ، وعندما تسأل أهل القرار بتلك المحميات عن السبب فأنهم يجيبونك إجابة مضحكة  أيضاً ويقولون أننا لم ننتصر لأن إيران تدعم الحوثي !!!

أمريكا وبريطانيا واسرائيل اللقيطة يعملون وفق قانون التضاد في المنطقة فهم لم يوجهوا أي ضربة للحوثيين على مدى كل سنوات الحرب ، تماماً كما يفعل الغزاة الصهاينة بفلسطين العربية وهم يقصفون كل شيء بسورية لكنهم يستثنون ضرب القاعدة وداعش وجبهة النصرة وأغطيتهم الفكرية والعاطفية والفتوية !!

ستبقى العلاقة بين أمريكا وأعدائها الإفتراضيين خاضعة لقانون " العدو المفيد " وسنبقى ندفع المال والدم والأحزان المتصلة حتى نفز يوماً على الحقيقة والحكاية الأمريكية القذرة .