ميس الريم

لون الحرية في بلادي احمر
ولون العشق أحمر
كل جميل في بلادي مضرج بالدم

مراسمُ عشقٍ
وجنائز ُأشواقٍ
ماتتْ بجرمِ الشظايا

لو يعلم الكرار
لما سكن سيفُه غمدَه
ولو يعلم الفاروق
لأنكسر قلبه حزناً

أيُّ الإماءِ س يسِدّ جوعَ ابنائِها
أيُّ خرائبَ ستأوي إليها
ملايينَ الحرائرِ

زمن أعرج ياحبيبتي
لا يُقدَّس فيه قلم شاعرٍ
ولا إكليل وردٍ
ولاهلال ولاصليب
ولا فؤاد أَمَةٍ موجوعة

زمنٌ يا مولاتي
يؤذّنُ فيه بلالٌ
على مسامعِ المتأسلمين
زمنٌ يخرجُ فيه الثعبانُ
من قمقمِ البلادِ المجاورة
المُطلةِ على خلجانِ دمائنا

دعينِي أشدُّ الرّحالَ الى عينيكِ
وأتخذُ منهما ملاذاً آمناً
منْ سكراتِ وحدتي
وأخيّمُ نازحاً منْ هولِ ما رأيت

في بلدي الموبوء بالفشل
المُمغنط بالفساد ..
كطيِّ الكتبِ سيدتي
طَوَوا صَحيفةَ أحلامِنا
أوْدَعُونا على رفوفٍ مأهولةٍ
بالكثيرِ مِنَ الأتربةِ

مَا زلنا عاكفينَ في زمنٍ لا تَقدُمَ فيه
نزرعُ أملَ حكايتنا
ولا يَعشوشِب

زمن أعرج ياحبيبي
فلهذه البلاد رائحة
يختلط فيها البارود والياسمين
يُعلبون لنا الرصاص بشرائط ملوّنه
ويجعلون أجسادنا في مهب طلقة

لا أُريد الموت سوى حباً
ولا أريد من الحياة سوى قلبك
انصب لي مرجوحة بعيداً عن الحقد
واترك لي يدك تهدهدني كلما علا صوت الدمار ..

ما بهم لا يتركون للعصافير فضاء
ما بهم ينفضون اللون الأزرق من السماء
الأرض رماد
وقلوبهم رماد

وحدنا سننفضُ عن كاهلِ شوقنا غبارهم
وننجو بسنبلتينِ من الحبِ
فانحني على تربةِ روحي
ليصير عمري أخضرا ..