د. ماجد مرهج السلطاني


 من المعروف ان العملیة السیاسیة في بلدنا بنیت على اسس طائفیة وعرقیة قسمتها امریکا علی هذا الأساس حتی یبقی العراق دولة ضعیفة متهالکة یتناطح فيها المتناطحون علی اسس ضیقة ولیس اسس وطنیة وقيم دولة فاستباحت منظومة الفساد اقتصاده واستباحت المنظومة الطائفیة دمائه واستباحت منظومة الخیانة والعمالة والتبعية ارضه فتحول الی وطن هزیل غیر صالح للسکن بل صالح للقتل والنهب والمحاصصة. فاصبحنا نعیش بوطن بلا اجنحة لا یستطیع التحلیق بسماء المغبرة المکتظة بالاشباح  .
 

مرت المرحلة بسنینها العجاف وایامها السوداء لکن الله مع حق الوطن فبزغت الشمس من  النجف الأشرف (الحنانة) لتفاجأ اعداء الوطن ومخربیه وعملائه  ان خط التقسیم الطائفي والانتخابات الطائفیة (١٦٩ و ٥٥٥) واخواتها الکردیة والسنیة قد حفر قبره ودفن بالحنانة  وان سفینة العراق الجدیدة قد تجاوزت الخطوط الحمر والصفر ورکب فیها الشیعي والسني والکردي وهي المرة الأولى التي نشاهد فیها سحق لرأس التخندق الطائفي والعبور الی مساحة شاملة اسمها (العراق) لإنقاذ وطن من انیاب مسمومة غرسها اعداء العراق في جسد بلاد ما بين النهرين؛  سفینة النجاة یقودها ابن الشهید الصدر الذی خرجت من تحت عبائته کل التکتلات والحرکات والأحزاب الشیعیة لذا علی الأبناء ان لا یعترضوا علی الآباء لأنهم الاصغر سنا  مادام الأب حيا یرزق.

 مرجعنا المفدى السید السیستاني الحسیني سجل موقفاً مشرفا حین استقبل الأب لرضائه عنه بسبب خطواته التصحیحیة  ورفض استقبال الابناء لکثرة اخطائهم ؛ بمعنی مرجعنا الراجح مع رجل الإنقاذ الأول فمن المستحیل ان یبقی العراق یسیر علی رأسه وقدمیه بلد متهالك تتصارع علیه الأحزاب لیست للبناء بل تتصارع علی الکعکه والکومنشنات و (٧×٧ )؛ المؤلم والمفزع في آن أن نسبة الإلحاد بلغت ٣٧٪ من الشباب  وهناك مخدرات یتناولها اکثر من ٥٠٪ من شبابنا وهناك مدن منکوبة في وسط وجنوب العراق وهناك فقر یتسع يوماً بعد اخر وهناك وطن تم توزیع ثرواته لشعوب اخری وهناك حدود وطن قد تجاوز علیها الجیران وهناك فساد اخلاقي مخیف یجتاح المجتمع العراقي وهناك بطالة مؤلمة وهناك حکومات متعاقبة اغلبها من مزدوجی الجنسیة وهناك امن مفقود تماماً وهناك إرهاب قذر دنس ارضنا ؛ فلماذا الخوف من تکتل شیعي سني کردي عابر للطائفیة والعرقیة؟ دیننا واحد ووطننا واحد وشعبنا واحد واحزابنا کثیرة وکثرتها اغرقت سفیة نجاة الوطن والحنانة انتشلتها ٠
 

الجدير بالذكر أنني لست صدريا ولا حلبوسيا ولا برزانيا انا عراقي ومن اجل وطني انادي انادي انادي انقذوا الوطن قبل الضیاع الابدي .