ذرى كفاح

 
ريان … ايها الطفل الجميل

لا أدري ماذا اكتب لك وقد شهدتُ مأساتك وساعات ألعذاب ألتي مرت على جسدك الصغير وروحك البريئة .. لا أملك إلا أن أتسائل … كيف تجاوزتها ؟ ما ألذي دار في مخيلتك وأنت تتشبث بألحياة وتنتظر الساعة تلو ألأخرى في أمل يتناقص كل لحظة !
من ذا الذي ألهمك القوة في وجه اليأس وأراك ألنور في قعر ألظلام وحباك الصبر على ما يجزع منه ألاشداء ألأقوياء ! روحك تلامس روحي أيها الطفل الشجاع .. وقلبي يشد على قلبك الصغير أيها البطل المغوار .. بقدر مايسعدني إنك خرجت من هذا الظلام فإني أتألم لإنك عدت مرة أخرى إلى عالم يجيد إنقاذ ألإنسان من موت ألجسد ولا ينقذه من موت الروح .. عالم يلهج بالدعوات للمضطَهدين والمعذَّبين ولا يتحلى بالشجاعة ليردم حفر الفساد ويمسح دهاليز ألإنحراف ويحارب آفات الظلم … عالم انقذ جسدك من الموت المادي إلا إنه سيقتل روحك وإبداعك قتلاً بطيئا عسيراً ممتداً ما إمتد عمرك .. لا يسعني إلا أن أتسائل عن مستقبلك أيها ألملاك وأنت تحمل ظلمتك هذه حتى نهاية حياتك. هل سترى روحك النور بعد هذا ياترى أم قد تتمنى لو إنك فنيت  في بئرك هذا ؟ من يداوي صدمتك وساعات عذابك ألتي شهدها جسدك ألصغير خلال ألساعات المنصرمة ؟ ستعود الى بيتك في فرحة لا تشملك تستمر أياماً معدودة وستحمل كل هذا ألألم لوحدك سنوات طويلة قادمة !؟ ماذا سيكون منك وأنت تخطو إلى مراهقتك وشبابك وظلمة ذلك الجُب تلاحقك وذاك العذاب مزروع في عقلك الباطن كقنبلة تهدد بتدمير حياتك وحياة من حولك ؟ لست وحدك أيها ألملاك .. فهنالك الكثير من الملائكة في بلادي مرت عليهم ألأيام بمصائبها وحمّلتهم فوق طاقة أجسادهم الصغيرة .. نعم .. في بلادي قصص عجيبة لا تُروى لمن هم في سنّك الغضّ وعودك البضّ .. في بلادي تُنقَذُ ألأجساد وتقتل ألأرواح .. ويُسحق ألإنسان والناس على ضلالها القديم … لا أشك في قوة روحك أيها الصغير.. وكلي ثقة إنك ستتجاوز ظلمتك يوماً ما لترى النور وتدل عليه غيرك .. كما كان حال يوسف في محنته وعذابه .. أرى لك عوضاً جميلا من ألذي ألهمك ألصبر في بئرك المظلمة .. فمن كان معه الله … كان له كل شيء