عبد الجبار الجبوري
كشفت تفجيرات أربيل ، التي أعلن الحرس الثوري الايراني مسئوليته عنها، السيناريو الإيراني الجديد ،في المنطقة عموماً، والعراق خاصة، بعد فشل الضغوط الهائلة ،على السيد مقتدى الصدرومسعود البرازاني، سواء في زيارات قائد فيلق القدس اسماعيل قاآني ،المتكررة الى بغداد وأربيل، لتفكيك التحالف الثلاثي،الذي أسسه السيد مقتدى والبرازاني والحلبوسي،لتشكيل حكومة أغلبية وطنية ،وإبعاد نوري المالكي عن أية حكومة مقبلة ، فشهد العراق إعتراضات وبهلوانات أمام بوابة المنطقة الخضراء ،من الطرف الخاسروهو الإطار التنسيقي( الشيعي) ،الذي يتزعّمه المالكي ،ثم قصف بيت الكاظمي ومحاولة اغتياله، وقصف مقرات الحلبوسي والبرازاني وقصف مطارأربيل وألتون كوبري وقاعدة زيلكان ،ثم الإعتراضات والدعاوى على نتيجة الانتخابات ، واعتراضات ضد منصب رئيس النواب ورئيس الجمهورية، وكلها باءت بالفشل، وساعدت المحكمة الاتحادية ،على تأجيج الصراع بينهما،قضائياًـ وخلطت الأوراق ،وبعد إنسداد سياسي محكّم ،بسبب إصرار السيد مقتدى،على رفض المالكي، ورفض شروط وتدخلات إيران،وتأكيد شعاره(لاشرقية ولاغربية حكومة أغلبية وطنية)، قد إستفزّإيران وذيولها في العراق، فأرادت إيران، تأجيج البُعد الطائفي والقومي،لإفشال تشكيل حكومة أغلبية ،بغياب رئيس الدولة العميقة،(فإختلقت قصة)،وجود الموساد الصهيوني المزعوم في اربيل،فقامت بقصف أربيل ب12 صاروخ باليستي،لخلط الاوراق عن مؤتمر فيينا، وحرب أوكرانيا، التي تصطف إيران مع روسيا –بوتين ،في تحالف واضح ضد أوكرانيا، والتي رفضت حكومة الكاظمي ،الإنضمام والإصطفاف مع روسيا في هذه الحرب القذرة،ولكن ماهي تداعيات قصف إيران لأربيل ،ولماذا في هذا الوقت، ولمصلحة مًن،أن أحد أهم اسباب القصف الايراني هو افشال التحالف الثلاثي أولاً،وتشكيل حكومة تابعة لها بإنقلاب كسيناريو حوثي واضح ثانياً، ورسالة إيرانية، لمؤتمر فيينا ،الذي يشهد موتاً سريرياً بسبب حرب بوتين ،إن إعلان ايران قصفها أراض عراقية ، بالصواريخ،يعدُّ إعلان حرب ،ولهذا إستنفرت حكومة الكاظمي الضعيفة بعض قواها، وطار الى أربيل ، لتوحيد الرؤى والموقف مع اربيل وامريكا،لأن جماعة الإطار برروا القصف وهتفوا له، على أن القصف مشروع، لأنه إستهدف مقر للموساد الصهيوني، ولم يقولوا استهداف اراض عراقية، ولكن التبعية والخوف من سطوة السفير إيرج مسجدي في بغداد ، جعلهم بين رافض بصمته ومعلنا بخوفه،وهاتفاً بصوته النشاز،ونعتقد أن قصف ايران هذا له تداعيات كبرى، على مستقبل العراق، ووحدته وسيادته، فهو مشروع (إحتلال )إيراني علني هذه المرّة،بعد أن كان سرياً، وبأدوات أذرعه وفصائله المسلحة،التي قصفت بيت الكاظمي والحلبوسي والبرازاني، وتخطط لإغتيال مقتدى الصدر ،كما حذّر هو بنفسه من هذا السيناريو، والآن جاء دوره،تفجيرات إيران رسالة قوية لكل عراقي، أننا أحقُّ بالسيطرة من أمريكا عليكم،وإلاّ لماذا لم تقصف فصائلها وحرسها الثوري ،إسرائيل من الجولان أو جنوب لبنان المحاددة لهم،نعم رسالة إيرانية خطيرة، تؤكد أن المعركة القادمة على أرض العراق، بينها وبين إسرائيل وأمريكا، وضحيتها شعب وأرض العراق، كتصفية لحسابات دولية وإقليمية، تراها إيران فرصة ذهبية ، تستغلها بإنشغال العالم بحرب أوكرانيا- بوتين، التي من الممكن أن تتطور لتتحول الى حرب عالمية رابعة، في منطقة الشرق الأوسط واوروبا، وهذه أخطر ما تهدف إليه رسالة إيران بقصفها أربيل،وما المزاعم الإيرانية التي تقول( أن وجود مقرات موساد الصهيونية في أربيل يهدد أمننا القومي)، إلاّ أكذوبة لاتنطلي على عاقل، وإنما تجعلها سبباً للعدوان على أرض عراقية ،يرددون تماماً – كذبة بوتين- التي يقول ((إن وجود مفاعلات نووية إوكرانيا على حدودنا معها يهدّد أمننا القومي)،نفس القوانة المشروخة، التي كان يلوّح بها المجرم بوش الإبن ضد العراق، (بوجود أسلحة دمار شامل ،يهدّد بها صدام حسين العالم)،هذا الكذب والتضليّل لم يعدّْ ينطلي على أحد في العالم ، ولهذا أدان العالم كله حرب بوتين، وقصف إيران لآربيل، لأن الأهداف واحدة، وهي التوّسّع والنفوذ والهيمنة وإستعمار وإسعباد الشعوب، بحجج واهية وساذجة، نعم تداعيات قصف اإربيل كبيرة، ولن تكون الآخيرة، بل هي بداية لعدوانات أخرى، على الاراضي العراقية ،سواء في اربيل أو غيرها، وستتكرّر حتماً،إنْ لم تضع حداً لها،أدارة بايدن ، المعنية الاكثر ، والمسؤولة عن أخطائها وخطاياها في العراق،وتقول كلمتها في دعم تشكيل حكومة خارج الضغط الايراني ونفوذه،لاسيما وأن حكومة الكاظمي أو السيد مقتدى، لايستطيعان الوقوف بوجه إيران ،وتحجيّم دورها وإيقاف نفوذها وتدخلاتها ،ومنعها من قصف مدن العراق،إلاّ بتشكيل جبهة عراقية كبيرة ،من تحالف الصدروالبرزاني والحلبوسي والكتل الوطنية الأخرى ، وبدعم الشعب العراقي، بكل قومياته وأطيافه ،لتشكيل حكومة قوية تواجه الضغط الإيراني وأذرعه وأحزابه الخاسرة ، لأن هولاكو الجديد يتربّص بكل العراق، وليس بأربيل وحدها، هذا هو الردّ الوحيد، الذي يمكن له الوقوف، بوجه العنجهية والتدخل والصلف الإيراني، وإيقافه عند حدّه،وهذا لن يتم بدون دعم أمريكي وخليجي وعربي ودولي مباشر،وإلاّ السيناريو الحوثي على أبواب بغداد، وسينطلق إذا فشل الصدر وتحالفه، من تشكيل حكومة أغلبية ،يقودها الكاظمي (حصراً)، والمدعوم أمريكياً،وقد رأينا وجهه الأصفر، في قصف بيت الكاظمي والحلبوسي والبرزاني وسط تهديدات ( وقحة)، لحرق العراق، إذا لم يستلم المالكي رئاسة الوزراء، وهذا كان شعار الخاسرين ،بعد اعلان نتائج الانتخابات مباشرةً، وتصدّر الصدر نتائجها، ومافعلوه على الأرض، هو الدليل ،على إصرارهم على تنفيذ شعار الارض المحروقة، وعليّ وعلى أعدائي،نعم مَن يعترض على نتائج الإنتخابات، وهو خاسر،ويصرّ ويهدّد بإنقلاب حوثي، هو من لايؤمن بمستقبل العراق وأمنه وإستقراره،بل لايهمه كلّ هذا، والدليل ماجرى من عبث أمني واغتيالات وخطف، بعد الإنتخابات،لتركيع الصدر عن برنامجه الإصلاحي، الذي يهدّد عروشهم الخاوية، التي بنَوها على جماجم الأبرياء،فبعد أن فشلوا في ترويض وإقناع الصدر،وتفليش تحالفه مع البرزاني والحلبوسي، رغم كل الإغراءات والترغيبات والترهيبات،جاء دور الراعي الأكبر، وهو إيران لتدخل – معركة تشكيل حكومة – وهاهي تنفذ وعدها بحرق العراق،بتدشين معركتها في قصف اربيل بحجة تواجد مقرات الموساد الصهيوني المزعوم، وسترون العمل الاجرامي الثاني سيكون أشدّ واقسى ، لغياب رادع القوة وقائدها،مستغلة ضعف العراق سياسياً وعسكرياً،وتشتت قواه الوطنية، نعم تفجيرات اربيل رسالة للداخل العراقي أولاً، أنْ لاحكومة بدون نفوذ ايراني فيها،،و لأمريكا وإسرائيل ثانياً،أننا هنا نحن الاقوى والعراق خط أحمر،وللعرب وتحديداً السعودية ،التي أوقفت التفاوض معها، بعد تصريح ولي العهد، الذي قال فيه (أن اسرائيل ليست عدوة وانمّا ممكن تكون حليف) ،والذي أطار صواب إيران،نعم المنطقة مقبلة على سيناريوهات كبرى،في ظلّ حرب بوتين –أوكرانيا،وتداعياتها الجيوسياسية على عموم العالم وبالأخص الشرق الأوسط وأوربا،وما تفجيرات أربيل إلاّ جسّ نبض إيراني لأمريكا والخليج العربي فهل من متعّظ....؟؟
0 تعليقات
إرسال تعليق