علي الجنابي


الحقّ أقولُ أنَ للمرءِ المُسلمِ كينونةً حصينةً رزينةً رصينةً وساميةً ونظرةً على الأنامِ من علو ، ولذلك فنتمنى عليه...

- ألّا يهرعَ في كلِّ خوضٍ مع عبيدالله الذين وصفهم معبودهم الخلّاق العليم  جل ثناؤه بأيشع وصف؛

 " أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ ۚ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ ۖ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا "،

- وألّا يقرعَ مهرولاً بطبولِ التهاني والتبركاتِ لهؤلاءِ" الْأَنْعَامِ "، خلال أعيادهم اللامتناهية: (عيد الكريستماس وعيد النوروز و عيد الشجرة وعيد البقرة وأيام السامبا والفالانتاين وعيد الأم وعيد الهالويين ، وحتى عيد الحريم -أقصد عيد النسوان -اعني عيد المرأة وعيد....الخ) .

أعيادُ هوجاء وأخرى جوفاء وثالثةٌ غوغاء ورابعة ضوضاء, والحقُّ أقولُ إنَّها أعيادُ إختلقها الأنسانُ ليُطلقَ لنفسه العنان في فضاء الطرب وإشباع رغباته في الخمور وهز الوسط وشهواته في ليالٍ حمراء ماجنة وحتى في ميلاد عيسى عليه السلام قلبوا الأمر خمراً ، أعيادٌ ما أنزل الله بها من سلطان ولا شأن لنا بها ولا نتزَّلُ للتفاعلِ مع أهلها ومُخترعيها داعمين مؤيدين! ذلكم أنَّ خلّاقَنا المعبود جل في علاه قد شرَّعَ لنا ولهم-وهو أعلمُ بنا وبهم وبحالنا وحالهم - أعياداً ونفحاتٍ مباركات لا يستمتعُ بأجوائها ولا يتذوقُ جمالَها وكمالها، ولا يعلمُ قيمتها الا الرجالُ الطُّهرُ الذين هم عن اللغو معرضون.، ولايهرعون مع كلِّ خوضٍ ، ولا يسارعون بقرع طبولَ التهاني والتبركاتِ ل" الْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ".

أنَّ أمرَ مشاركةِ اهل الضلالة والشرك بأعيادهم لهُوَ أمرُ مُزعجُ ومُقزِّزٌ ومجٌّ أو أن نهرولَ دائماً سبّاقين وقبل غيرنا للمباركة لهم فمرةً بعيد التثليث-الكريستماس، وتارةً نبارك لعُبّاد النار الزرادشت بعيد نيوروز، ونحن جميعا ( عالمنا ومتعلمنا وجاهلنا) نعلمُ أنَّ مباركة مَن يشتم الله ويجعل له الولد في "يوم الشتم" هو خطبٌ عظيم بل ولعله مهلكة. ثمَّ إنَّ زفَّ التهاني لعبدةِ عيسى وعُبّاد النيران لا ولن يؤشر بتاتا الى تحضرنا وإنفتاحنا وتعايشنا السلمي كما يزعم بسذاجةٍ بعضٌ منا بل يؤشرُ الى مدى همجية وسطحية تفكير المسلم وإستخفافه بعقيدته وجهله بأرثِ أجداده النفيس.

لنا نحن المسلمون أن نُعرِضَ عن هكذا مناسباتٍ صبيانية دونية ، وننأى بأنفسنا عن سذاجاتها، ونرتقي عاليا الى حكمة الرجال كي نحافظ على بقايا رزانة وحصانةٍ ورصانةٍ ورثناها وعلّمَناها نبينا المصطفى المختار محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام، وعلى أقل تقدير أن نُصرِّح في هكذا مناسباتِ لغوٍ ماجنة قائلين؛ لكم أعيادكم ولنا أعيادنا ، سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين.

" وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ". 

وأخيراً..

فلمَن يهوى أن يلفتَ انتباه وأنظار المجتمع نحو حضرته (المهمة) فهناك أيام وأعيادٌ اسلامية عديدة وسديدة ومناسباتٍ عربية حميدة وسعيدة -غير الكريستماس وزرادشت- يُمكِن له  أن يطلق العنان لإثباتِ وجوده بزَفِّ التهاني بين الناس. ورحم الله "ديكارت" - كلا كلا ! الله لايرحمهُ - القائل:

" انا أهنئُ إذاً أنا موجود".

يكفينا مجاجةً وهتافاتٍ في مناسباتٍ شركيّةٍ ذواتِ لهو دنيئٍ بذيئٍ غيرِ بريئ، ولغو سفيهٍ كريهٍ غيرِ نزيه.

ملاحظة هامة:

( هل تعلم أن تأريخنا تأريخ الادب العربي لم يتناول مطلقاً عيد نيوروز  لا بشعرٍ ولا بنثرٍ، بل تجاهل وجوده تماما ما عدا شاعر او اثنين ممن عُرِفت عنهم الزندقة).