بقلم / ابراهيم الدهش
تتطلع الشعوب والامم دائما الى تحصيل الاستقرار والامن والسلام في علاقاتها الداخلية والخارجية، لانه مصدر التقدم والتطور والازدهار على كافة الصعد المادية والمعنوية.
وهذا ما يؤكد عليه سماحة الفقيه المرجع السيد أبو الحسن حميد المقدس الغريفي دام ظله في بحوثه ومحاضراته المستمرة.
بل يجعل (الحوار) مبدأ أصيلاً للتعايش والتعارف بين الشعوب المختلفة في اديانها واتجاهاتها طبقا لما استنبطه من النصوص الشريفة في القرآن الكريم والسنة المطهرة عبر التأصيل لما اصطلح عليه ب(فقه الحوار) في كتابه (جذور الإساءة للإسلام وللرسول الأعظم) وبيان بعض حدوده وضوابطه العلمية والأخلاقية والشرعية.
والحوار كما يراه سماحته من السنن الإلهية التي وضع الله تعالى له مقدمات وقوانين وآداب باعتباره يمثل لغة تخاطب العقول وهو أحد مصادر المعرفة وتحصيل العلم ولذا صار بيانا للمراد وطريقا للدعوة واسلوبا للعمل... وهو أحد مظاهر التعبير عن الحياة والارادة وسلامة الطبع والطباع باعتبار ان الانسان الذي لا يعرف الحوار أو لا يؤمن به يعيش حالة الاستبداد والشذوذ والوحشية ويكون خارجا عن القاعدة الطبيعية وهي أصالة الحوار فضلا عن كونه حاجة ضرورية لحياة الناس.
ولأجل ذلك فقد حاور الله تعالى عباده من دون أن يستنكف وهم خلقه لأجل القاء الحجة ببيان التشريعات التي لا يستغني عنها الانسان في حياته.
كما حاور ابليس اللعين في قضية السجود لآدم عليه السلام وأشار إليه بقوله تعالى : (قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ ۖ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ) الاعراف/١٢ وقوله تعالى : (قَالَ أَنْظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ) الاعراف/ ١٤- ١٥، فضلاً عن حواره مع الملائكة في خلقه للإنسان كما في قوله تعالى : (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ) البقرة/٣٠.
وأمر الإنسان بالحوار كما في قوله تعالى :
( اذْهَبَا إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ * فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ) طه/٤٣ - ٤٤.
ولابد من حصول التعارف قبل الحوار كمقدمة أساسية لمعرفة مقامات وتوجهات ومتبنيات الطرفين العلمية والمعرفية فينكشف نتيجة لذلك عناصر الخلاف والاشتراك، فيستعين بعناصر الاشتراك لأجل تحصيل المقبولية بين الاطراف المتحاورة لمنع حدوث خصومة وشقاق وتمهيدا لبدأ النقاش حول القضايا الخلافية وطرح اسبابها وآثارها ونتائجها.
وبذلك يكون الحوار عاملا مساعدا على خلق التسامح وتقبل الآخر وتعبيد الطريق للوصول الى النتائج المقنعة.
كما يرى سماحته ان الدين هو المادة الأولية التي بدأت منه ثقافة الحياة بشكلها الشمولي ومن خلاله تأسست الحضارات بما فيها من ثقافات وقيم وعلوم وتقنيات وعمران... وان انحرفت بعضها فيما بعد وانقلبت على الحق؛ ويسرد لذلك شواهد كثيرة من قبيل ان الكتابة والخياطة بدأت على يد ادريس عليه السلام والزراعة وصناعة السفن بدأت على يد نوح عليه السلام كما إن طرق المحاججة وإثبات المطلوب عن طريق البرهان العقلي بدأ على يد ابراهيم عليه السلام فضلا عن ابداع كيفية حفظ المواد الغذاية لسنوات طويلة على يد يوسف عليه السلام وغير ذلك من الشواهد التي تدل على ان الحضارة واقعا قد صنعها الانبياء والمرسلون عبر بنائهم الاسس العلمية والمعرفية والأخلاقية والعمرانية والنظم التشريعية وقد مارسوها وبينوا آفاق استعمالها وتطويرها... وقد وسعها الاذكياء والمثقفون والعاملون بمختلف طوائفهم وقد استفاد منها وحَرَّفَ مسيرتها وأهدافها الطغاة والانتهازيون فتنسب لهم من دون وجه حق.
كما يرفض سماحته الحوارات القائمة على اساس الظواهر كالحضارة المجردة عن اساسها الروحي لكونه سيتخذ مسارا معاكسا لهدف الحوار فيستغله قوى الاستكبار بما يخدم مصالحهم ويزيد من استضعاف الدول والشعوب الضعيفة ليملي عليهم حينئذ آراءه ومتبنياته الفكرية والثقافية المنحرفة من العلمانية والليبرالية والمدنية فضلا عن تمرير صفقاته الاقتصادية والعسكرية والسياسية، وبالنتيجة يكون الحوار عقيماً وباطلاً لعدم وجود حالة التكافؤ والاحترام المتبادل والاعتراف بالآخر.
تتطلع الشعوب والامم دائما الى تحصيل الاستقرار والامن والسلام في علاقاتها الداخلية والخارجية، لانه مصدر التقدم والتطور والازدهار على كافة الصعد المادية والمعنوية.
وهذا ما يؤكد عليه سماحة الفقيه المرجع السيد أبو الحسن حميد المقدس الغريفي دام ظله في بحوثه ومحاضراته المستمرة.
بل يجعل (الحوار) مبدأ أصيلاً للتعايش والتعارف بين الشعوب المختلفة في اديانها واتجاهاتها طبقا لما استنبطه من النصوص الشريفة في القرآن الكريم والسنة المطهرة عبر التأصيل لما اصطلح عليه ب(فقه الحوار) في كتابه (جذور الإساءة للإسلام وللرسول الأعظم) وبيان بعض حدوده وضوابطه العلمية والأخلاقية والشرعية.
والحوار كما يراه سماحته من السنن الإلهية التي وضع الله تعالى له مقدمات وقوانين وآداب باعتباره يمثل لغة تخاطب العقول وهو أحد مصادر المعرفة وتحصيل العلم ولذا صار بيانا للمراد وطريقا للدعوة واسلوبا للعمل... وهو أحد مظاهر التعبير عن الحياة والارادة وسلامة الطبع والطباع باعتبار ان الانسان الذي لا يعرف الحوار أو لا يؤمن به يعيش حالة الاستبداد والشذوذ والوحشية ويكون خارجا عن القاعدة الطبيعية وهي أصالة الحوار فضلا عن كونه حاجة ضرورية لحياة الناس.
ولأجل ذلك فقد حاور الله تعالى عباده من دون أن يستنكف وهم خلقه لأجل القاء الحجة ببيان التشريعات التي لا يستغني عنها الانسان في حياته.
كما حاور ابليس اللعين في قضية السجود لآدم عليه السلام وأشار إليه بقوله تعالى : (قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ ۖ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ) الاعراف/١٢ وقوله تعالى : (قَالَ أَنْظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ) الاعراف/ ١٤- ١٥، فضلاً عن حواره مع الملائكة في خلقه للإنسان كما في قوله تعالى : (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ) البقرة/٣٠.
وأمر الإنسان بالحوار كما في قوله تعالى :
( اذْهَبَا إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ * فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ) طه/٤٣ - ٤٤.
ولابد من حصول التعارف قبل الحوار كمقدمة أساسية لمعرفة مقامات وتوجهات ومتبنيات الطرفين العلمية والمعرفية فينكشف نتيجة لذلك عناصر الخلاف والاشتراك، فيستعين بعناصر الاشتراك لأجل تحصيل المقبولية بين الاطراف المتحاورة لمنع حدوث خصومة وشقاق وتمهيدا لبدأ النقاش حول القضايا الخلافية وطرح اسبابها وآثارها ونتائجها.
وبذلك يكون الحوار عاملا مساعدا على خلق التسامح وتقبل الآخر وتعبيد الطريق للوصول الى النتائج المقنعة.
كما يرى سماحته ان الدين هو المادة الأولية التي بدأت منه ثقافة الحياة بشكلها الشمولي ومن خلاله تأسست الحضارات بما فيها من ثقافات وقيم وعلوم وتقنيات وعمران... وان انحرفت بعضها فيما بعد وانقلبت على الحق؛ ويسرد لذلك شواهد كثيرة من قبيل ان الكتابة والخياطة بدأت على يد ادريس عليه السلام والزراعة وصناعة السفن بدأت على يد نوح عليه السلام كما إن طرق المحاججة وإثبات المطلوب عن طريق البرهان العقلي بدأ على يد ابراهيم عليه السلام فضلا عن ابداع كيفية حفظ المواد الغذاية لسنوات طويلة على يد يوسف عليه السلام وغير ذلك من الشواهد التي تدل على ان الحضارة واقعا قد صنعها الانبياء والمرسلون عبر بنائهم الاسس العلمية والمعرفية والأخلاقية والعمرانية والنظم التشريعية وقد مارسوها وبينوا آفاق استعمالها وتطويرها... وقد وسعها الاذكياء والمثقفون والعاملون بمختلف طوائفهم وقد استفاد منها وحَرَّفَ مسيرتها وأهدافها الطغاة والانتهازيون فتنسب لهم من دون وجه حق.
كما يرفض سماحته الحوارات القائمة على اساس الظواهر كالحضارة المجردة عن اساسها الروحي لكونه سيتخذ مسارا معاكسا لهدف الحوار فيستغله قوى الاستكبار بما يخدم مصالحهم ويزيد من استضعاف الدول والشعوب الضعيفة ليملي عليهم حينئذ آراءه ومتبنياته الفكرية والثقافية المنحرفة من العلمانية والليبرالية والمدنية فضلا عن تمرير صفقاته الاقتصادية والعسكرية والسياسية، وبالنتيجة يكون الحوار عقيماً وباطلاً لعدم وجود حالة التكافؤ والاحترام المتبادل والاعتراف بالآخر.
0 تعليقات
إرسال تعليق