علي الجنابي - بغداد.
هو إعجازٌ محسوسٌ ملموسٌ، ولا حاجة لنا في كشفهِ بإستعانةٍ بصروفٍ وبألغاز، ولا إستدانةٍ من حروفٍ و إرجاز.
تهِلُّ علينا كلَّ حولٍ في رمضانَ نكهةً حَفيّةً خَفيّةً من إعجاز.
إعجازٌ يَضرِبُ علومَ الطِبِّ صفحاً، ولن يُباليَ بنقدِ طبيبٍ بإشمئزاز ، ولن يُواليَ لومةِ لائمٍ بإستفزاز. إعجازٌ أقبلَ يرميَ الخطى هُوناً قادِمٌ من بَحرِ"الريّان" برحماتٍ وإعتزاز، مُثقَلٌ بنسائمَ بركاتٍ بإكتناز، لِيَتَسَلَّلَ بين قضبانِ صُدورنِا الى أفئدتنا رويداً بلا جَلَبَةٍ ولا إهتزاز: كلُّ صُدورِنا، كلُّها أجمعون، لن يتركَ صدراً، سواءٌ أكانَ صدرُ تقيٍّ نقيٍّ ، أم كان صدرَ شقيِّ عُتُلِّ فاجرٍ هَمّاز. فيَتَغلغلَ في الصدرِ لحظةَ أولِ سحورٍ، وعلى مهلٍ، ودون شعور من السجّانِ ولا إحتراز، فيتَحلحلَ الصدرُ من حَيدٍ مُتَفَحِّمٍ بخطايا عامٍ سلف، ويتَململَ من قيدٍ مُتَجَهِّمٍ ببئيسِ رزايا وإفراز ..
ثمَّ يتَهَلُّلُ الإعجازُ في أمدٍ ممتَدٍّ بين أمساكٍ وإفطارٍ ليقهرَ بإجهازٍ، مافي خلايا صدورِنا من رانٍ ومن تصابٍ ومن نشاز، وليُبَلِّلَ ويُزهِرَ كلَّ خليةٍ مَيْتَةٍ بللاً ملموساً محسوساً، فيُقِيمَها بعمدٍ ثابتاتٍ بإرتكاز، فما تُترَكُ خليةٌ إلّا وهي كزُلالِ بيضٍ مكنونٍ بإمتياز.
أفَحقٌ ذلكَ صائرٌ-يا أنا- أم هو تسطيرٌ لحروفٍ وترفِ حديثٍ وإرجاز؟
إي وربِّي - يا أنا- إنّهُ لحقٌّ ، وإنّي لأراهُ حَقّاً مثلما خَلَقَ لسانَيَ ناطقاً بحروف أهلِ اليمن والحِجاز، وخَلَقَ ألسنةً دونهُ ناطِقةً بأطيافٍ شتى من إفرنجةٍ ورومٍ وتتارٍ وغيرِ طِراز.
وأنّى ليَ جرأةٌ- يا أنا - بتسطيرِ حروفيَ بتكلّفٍ وبإرجاز، مالم يكُ رافعاً يرفعُ عُرفَها بإحتراسٍ، ودافعاً يدفع ظرفُها بإحتراز ؟!
وخذ عني -يا أنا- الرافعَ الدافع؛ ألم ترَ - يا أنا- الى رافع الإرتياحٍ والسرورِ، والى دافعِ الإنشراحِ والحبورِ، إذ هما يَرفعا ويدفعا صدرَكَ لحظةَ مَضغِ أولَ تمرةٍ في الإفطار، لعنانٍ لم يَعلُهُ عنانُ أو يواز.
إنشراحٌ وسرورٌ عَجَبٌ، وإرتياحٌ وحبورٌ صَبَبٌ بمفاز؟
أجبني:
مِمّن تَوَلَّدَ ذاك الإرتياحُ ذاك، ومِمّن تَخَلَّدَ ذاك الإنشراحُ ذاك؟ ومن جاءَ بهِ إليكَ مهللاً بإعتزاز؟ أفكان المهللُ أباكَ أم أخاكَ أم حماكَ أم ترى المهللَ كانَ -تحتَ لذةِ النكهاتِ- فاك؟
ثمَّ أليسَ البَشَمُ والتُخْمَةُ بعدَ ضَرِمٍ ومَسْغَبَةٍ، يَفرِزُ تَقَزُّزاً وكآبةً وربما حتى براز؟ ولكن..
أنّى للتَقَزُّزِ والكآبةِ أن يقتحمَا الصدرَ والإعجاز يحرسُ الصدرَ بإحتراز، ونسماتُ الرحمةِ إرصادٌ حذوَ كلِّ خليةٍ، وجنبَ كلِّ نسيجٍ وشريانٍ وجهاز. إرصادُ وحراسةٌ تتواصلُ حتى تصدحَ تكبيراتُ العيد ببشرى الجوائزِ والإنجاز .
ثم سيَرحلُ عنّا هذا الإعجازُ، سيرحلُ مُوَدِّعاً حتى قابلَ إذا شاءَ الله أن يُصدِرَ كرةً أخرى رحمةَ الإيعاز.
فحيهلا رمضانَ الضيفَ المهيب ذا الإعجاز، ذا الجود والفضلِ الرحيب بإمتياز. اعادكَ اللهُ الوكيلُ الحسيبُ، عليَّ وعلى أهلِ بيتيَ، وعلى أمّةِ محمد الشبيبةِ منهم والمشيب، وهي بالقرآنِ مُتَوَسِّمةٌ ومُتَجَسِّمةٌ بإعتزاز، وبالنَّهجِ مَتَنَسِّكةٌ ومُتمَسِّكةٌ بإنحياز. ولَنِعمَ السميعُ هو ولنِعمَ هو المجيب.
هو إعجازٌ محسوسٌ ملموسٌ، ولا حاجة لنا في كشفهِ بإستعانةٍ بصروفٍ وبألغاز، ولا إستدانةٍ من حروفٍ و إرجاز.
تهِلُّ علينا كلَّ حولٍ في رمضانَ نكهةً حَفيّةً خَفيّةً من إعجاز.
إعجازٌ يَضرِبُ علومَ الطِبِّ صفحاً، ولن يُباليَ بنقدِ طبيبٍ بإشمئزاز ، ولن يُواليَ لومةِ لائمٍ بإستفزاز. إعجازٌ أقبلَ يرميَ الخطى هُوناً قادِمٌ من بَحرِ"الريّان" برحماتٍ وإعتزاز، مُثقَلٌ بنسائمَ بركاتٍ بإكتناز، لِيَتَسَلَّلَ بين قضبانِ صُدورنِا الى أفئدتنا رويداً بلا جَلَبَةٍ ولا إهتزاز: كلُّ صُدورِنا، كلُّها أجمعون، لن يتركَ صدراً، سواءٌ أكانَ صدرُ تقيٍّ نقيٍّ ، أم كان صدرَ شقيِّ عُتُلِّ فاجرٍ هَمّاز. فيَتَغلغلَ في الصدرِ لحظةَ أولِ سحورٍ، وعلى مهلٍ، ودون شعور من السجّانِ ولا إحتراز، فيتَحلحلَ الصدرُ من حَيدٍ مُتَفَحِّمٍ بخطايا عامٍ سلف، ويتَململَ من قيدٍ مُتَجَهِّمٍ ببئيسِ رزايا وإفراز ..
ثمَّ يتَهَلُّلُ الإعجازُ في أمدٍ ممتَدٍّ بين أمساكٍ وإفطارٍ ليقهرَ بإجهازٍ، مافي خلايا صدورِنا من رانٍ ومن تصابٍ ومن نشاز، وليُبَلِّلَ ويُزهِرَ كلَّ خليةٍ مَيْتَةٍ بللاً ملموساً محسوساً، فيُقِيمَها بعمدٍ ثابتاتٍ بإرتكاز، فما تُترَكُ خليةٌ إلّا وهي كزُلالِ بيضٍ مكنونٍ بإمتياز.
أفَحقٌ ذلكَ صائرٌ-يا أنا- أم هو تسطيرٌ لحروفٍ وترفِ حديثٍ وإرجاز؟
إي وربِّي - يا أنا- إنّهُ لحقٌّ ، وإنّي لأراهُ حَقّاً مثلما خَلَقَ لسانَيَ ناطقاً بحروف أهلِ اليمن والحِجاز، وخَلَقَ ألسنةً دونهُ ناطِقةً بأطيافٍ شتى من إفرنجةٍ ورومٍ وتتارٍ وغيرِ طِراز.
وأنّى ليَ جرأةٌ- يا أنا - بتسطيرِ حروفيَ بتكلّفٍ وبإرجاز، مالم يكُ رافعاً يرفعُ عُرفَها بإحتراسٍ، ودافعاً يدفع ظرفُها بإحتراز ؟!
وخذ عني -يا أنا- الرافعَ الدافع؛ ألم ترَ - يا أنا- الى رافع الإرتياحٍ والسرورِ، والى دافعِ الإنشراحِ والحبورِ، إذ هما يَرفعا ويدفعا صدرَكَ لحظةَ مَضغِ أولَ تمرةٍ في الإفطار، لعنانٍ لم يَعلُهُ عنانُ أو يواز.
إنشراحٌ وسرورٌ عَجَبٌ، وإرتياحٌ وحبورٌ صَبَبٌ بمفاز؟
أجبني:
مِمّن تَوَلَّدَ ذاك الإرتياحُ ذاك، ومِمّن تَخَلَّدَ ذاك الإنشراحُ ذاك؟ ومن جاءَ بهِ إليكَ مهللاً بإعتزاز؟ أفكان المهللُ أباكَ أم أخاكَ أم حماكَ أم ترى المهللَ كانَ -تحتَ لذةِ النكهاتِ- فاك؟
ثمَّ أليسَ البَشَمُ والتُخْمَةُ بعدَ ضَرِمٍ ومَسْغَبَةٍ، يَفرِزُ تَقَزُّزاً وكآبةً وربما حتى براز؟ ولكن..
أنّى للتَقَزُّزِ والكآبةِ أن يقتحمَا الصدرَ والإعجاز يحرسُ الصدرَ بإحتراز، ونسماتُ الرحمةِ إرصادٌ حذوَ كلِّ خليةٍ، وجنبَ كلِّ نسيجٍ وشريانٍ وجهاز. إرصادُ وحراسةٌ تتواصلُ حتى تصدحَ تكبيراتُ العيد ببشرى الجوائزِ والإنجاز .
ثم سيَرحلُ عنّا هذا الإعجازُ، سيرحلُ مُوَدِّعاً حتى قابلَ إذا شاءَ الله أن يُصدِرَ كرةً أخرى رحمةَ الإيعاز.
فحيهلا رمضانَ الضيفَ المهيب ذا الإعجاز، ذا الجود والفضلِ الرحيب بإمتياز. اعادكَ اللهُ الوكيلُ الحسيبُ، عليَّ وعلى أهلِ بيتيَ، وعلى أمّةِ محمد الشبيبةِ منهم والمشيب، وهي بالقرآنِ مُتَوَسِّمةٌ ومُتَجَسِّمةٌ بإعتزاز، وبالنَّهجِ مَتَنَسِّكةٌ ومُتمَسِّكةٌ بإنحياز. ولَنِعمَ السميعُ هو ولنِعمَ هو المجيب.
0 تعليقات
إرسال تعليق