عبد الجبار الجبوري


في خطوة ذكية ،لفتح الانسداد السياسي ،الذي أوقع العملية السياسية ،في شرك الصراعات على تشكيل الحكومة ،أطلق السيد مقتدى الصدر،مبادرة سياسية ،وهي فتح الطريق أمام الاطار التنسيقي،الذي يقوده نوري المالكي وهادي العامري،لإقناع الأطراف في التحالف الثلاثي(مسعود برازاني - الحلبوسي)،لتشكيل حكومة أغلبية وطنية،وبقاء الصدر في المعارضة، وأعطى لهم مدة أربعين يوماً كفرصة أخيرة ،فهل يستطيع الإطار إقناع التحالف الثلاثي من الالتحاق في الإطار وتشكيل حكومة( أغلبية وطنية)،إبتداء وفي نفس يوم المبادرة ردَّ الحزب الديمقراطي الكردستاني، وتحالف السيادة للحلبوسي ،برفض التحالف مع الاطار،وترك التحالف الثلاثي، وأبدوا تمسّكهم  بالتيار الصدري،وهذا مؤشر أكيد على فشل الإطار في تشكيل الكتلة الأكبر،كما يُصرّ،المتحالفون معه،ومنهم العامري والمالكي والخزعلي،وبهذا سحب السيد الصدر البساط من تحت الإطار التنسيقي، ووضعه في زاوية حرجة أمام جمهوره، والرأي العام ،واصبح واضحاً ،ان الصدر بمبادرته ،ربما سيلتحق به قوائم ونواب جدد من الإطار،لتصبح  فرصة تشكيل حكومة لاشرقية ولاغربية في متناول يده،ولكن هل تترك إيران والإطار، الصدر تشكيل الحكومة بمعزل عن الاطار، قطعاً مستحيل تشكيل حكومة بدون(الإطار التنسيقي)، دون أن يحصل صدام مباشر بين الثلاثي – الاطار، وصواريخ ايران لأربيل ليست بعيدة،وافتعال (أزمة للحلبوسي في الانبار)  ليست بعيدة، بعد دعوة ابو علي العسكري،فصائل مسلحة للنزول الى شوارع الانبار،كل هذه رسائل ايرانية للتحالف الثلاثي،ولم يستطع أحد توجيه مثلها للصدر،وهي جزء من مخرجات مؤتمر فيينا ، الذي يوشك على النهاية، دون تحقيق توقيع اتفاق نووي جديد ،بين أمريكا وأوروبا من جهة وبين وايران من جهة أخرى، فتشكيل حكومة عراقية موالية لطهران، واحدة من أهم أوراق إيران للضغط على مؤتمر فيينا،وإبقاء نفوذها ودولتها العميقة في العراق،لأطول فترة ممكنة،خاصة وأن العراق هو رئة إيران الوحيدة ،لتخفيف الحصار الاقسى في التاريخ على عليها،إذ لولاه لسقط نظام طهران قبل عشرة أعوام مضت، ولكن في المقابل، ماهي إستراتيجية الإطار التنسيقي، أزاء فشله في إقامة تحالف الكتلة الشيعية الأكبر، واقناع برازاني – الحلبوسي، بالتحالف بعيداً عن السيد مقتدى الصدر، أعتقد لدى الإطار التنسيقي أوراق ضغط كثيرة ،ترهيبية وترغيبية، ضد البرازاني والحلبوسي، منها الموافقة على مرشح الديمقراطي الكردستاني لرئاسة الجمهورية بصفقة محتملة، ومنها توجيه ضربات صاروخية باليسيتية أخرى على أربيل ، كما صرّح أوهدّد أكثر من مسؤول إيراني وعراقي، لتركيّع اربيل ، والقبول بالتحالف،وكذلك الحلبوسي إعطاءه مناصب سيادية ،وصلاحيات واسعة وتعيينات في مواقع حساسة ،وربما تحقيق حلمه بالإقليم السني، أو التلويّح بنشر الفوضى في الانبار،وفيما يخص الصدر، أعتقد أن التيار الصدري يستعد لأسوأ الاحتمالات ، إذا ما إستفزه الاطار التنسيقي وفصائله ،التي لن تبقى مكتوفة الايدي، دون أن تقْدم على مواجهة مباشرة مع سرايا السلام، في بغداد وأماكن أخرى ،لإحراج الصدر وإفشال جهوده وإصراره على تشكيل حكومة أغلبية،إصلاحية من أوائل خطواتها وبرنامجها الاصلاحي،إحالة حيتان الفساد الى القضاء،وفتح ملفات سبايكر والموصل،ووملاحقة السلاح المنّفلت وغيره،والفصائل الخارجة عن القانون،هذه السيناريوهات ليست محتملة ، ولكنها هي الحقيقة على الارض، ومن يتابع تصريحات أعضاء الإطار التنسيقي ،وزعماؤه، يصِل الى أن فرصة الصدر، ليست كافية لتحقيق (الكتلة الاكبر)، كما يريد الإطار، وإنما هو فخٌّ ولغمٌ ،وضعه الصدر أمام الإطار التنسيقي، لإسكاتهم وإحراجهم ، ووضعهم و(هذا المهم) ، أمام حجومهم وتأثيرهم في الشارع العراقي، الذي يدعون تمثيله، و(أنهم يبحثون عن حقوق الشيعة وانهم لايسمحون بتهميش الشعية المكون الأكبر)،متجاهلين  أو متناسين ،حقيقة السيد مقتدى الصدر، الذي يمثّل الطيف الشيعي الأكبر، ويمتلك سطوة الشارع العراقي ،إذن على الاطار التنسيقي،إذا أراد حفظ حقوق جمهوره الذي يمثله، ويدعي التهميش ،وماء وجهه، أن يلتحق( وسيلتحق)، بالتحالف الثلاثي ،وتشكيل حكومة عابرة للطائفية، لايوجد فيها طرف يستحوذ بالقوة ،على حقوق الآخرين وتهميشهم، فقد ولّى زمن التهميش، كما كان يحصل في حكومات الجعفري والمالكي والعبادي والمهدي، لقد غيرّت خريطة الانتخابات والتحالفات المعادلة،وأفرزت وضعاً جديداً،بعد الخسارة الكبيرة لكتلٍ وأحزاب ، ،كانت مهيمنة على المشهد السياسي العراقي، وفشلت في قيادته، بل سبّبت الأهوال للعراق، ونشرت  الفساد وحَمَت المفسدين والقتلة ، لهذا لفظهم الشعب العراقي، بوعيه الصادم ، وأحالهم هم وأحزابهم الى دكة الإحتياط،اليوم إختلفت الاوضاع عراقياً وإقليمياً،ودولياً، وأصبح العالم أمام إستحقاقات جديدة، وتحالفات جديدة، خاصة بعد حرب روسيا- أوركرانيا، تبدّلت التحالفات الدولية كلها، وهكذا لابد من تماشي هذه الأوضاع عراقياً،والإنصياع لهذه التحالفات والإلتحاق بها،والتخلّص من هيمنة وسطوة إيران وأحزابها،ومايجري في لبنان وإفلاس حكومتها، لهوَ درس يجب أن يفهمه ساسة العراق، ومايجري في اليمن،لهوَ درس آخر من دروس إنتهاء الهيمنة ،والنفوذ الايراني في المرحلة المقبلة، والتي ستتخلّى عن حلفائها وتتركهم لمصيرهم ،والوقت مازال مبكراً لصحوة هذه الأحزاب، التابعة والخاضعة للنفوذ الإيراني،والعودة الى حضن الشعب العراقي، والإعتذار منه،والقبول بالتحالف الثلاثي دون تهميش، وإنتخابات تشرين (جرّة أذن) لهم ،عليهم إستخلاص العِبر والدروس منها، وإلاّ فطلائع تشرين تنتظرهم في ساحة التحري،ر وفي كل مكان في العراق، وهذه المرّة، سوف لن تبقي أحد منهم ،في منصبه ومكانه، سيعيدهم شباب العراق، من حيث أتوا، هذا مايعلنه أحرار تشرين، نعم مبادرة الصدر فرصة لمراجعة سياسية، وامتحان عسير ،للاطار التنسيقي فهل ينجح فيه ،أجزم ان نسبة النجاح صفراً مهما فعلوا،لأن نتائج إنتخابات تشرين قد حسمت الامر كله...!!!!