عبد الجبار الجبوري
فاجعة دهوك ،جريمة بمعنى الكلمة،أياً كان فاعلها،سواء تركيا أو حزب العمال الكردستاني التركي أو غيرهما،ولكن مايهمنا هنا، توقيت الجريمة،واهدافها ، فالجريمة جاءت عبر مناسبتين شغلتا العالم، هما تسريبات نوري المالكي،ومؤتمر طهران،وربّ سائل يسأل ماعلاقة التسريبات ومؤتمر طهران،أما تسريبات فضيحة المالكي،فلكي تشغل وينصرف الشارع العراقي عنها ،ويهتم بفاجعة دهوك فقط ،ولأنها جاءت بمعلومات صارخة هزت الوسط السياسي العراقي والرأي الشعبي،تفصح عن قيادة المالكي لتنفيذ مشروع ايران الكوني، بإنشاء حرس ثوري عراقي تابع للحرس الثوري الايراني،وقيادته للفصائل الطائفية المسلحة(ألآن هناك قصف بمسيرات على قاعدة تركية في منطقة بامرني في دهوك)،ويوم أمس شنّت أيضا طائرات مسيرة وصواريخ ،لقصف قاعدة زيلكان التركية بمحافظة نينوى، والمالكي وإيران يدعمون ويسلحون ويصرفون رواتب حزب العمال البككا،وأسسوا لهم حشداَ إيزيدياً في سنجار،ولاؤه للبككا ،ويستلم سلاحه وراتبه من قيادة الحشد الشعبي،وفضحت التسريبات إرتباط المالكي ودعمه لها،أما مؤتمر طهران ، فقد إنتهى بخلاف عميق، بين أردوغان والمرشد خامنئي،بعد رفض أردوغان الإنسحاب من سوريا، وعدم تنفيذ عملية عسكرية مرتقبة شمال سوريا،لذلك كان من الطبيعي ،وهكذا أرادت طهران وأذرعها نقل الصراع ، من قاعة المؤتمر الى مصيف برخ بدهوك،وخلط الاوراق في الشارع العراقي والحكومة العراقية ، وتوجيه الاتهام الى تركيا(التي أنكرت قصف دهوك ،ونفت على لسان وزير خارجيتها،لانريد تبرئة تركيا بقدر ما نريد ان لا تختلط الاوراق، ونداس بالارجل بين صراع تركي- ايراني على ارض العراق، والضحية الدم العراقي،فالجريمة ، جريمة والدم عراقي، سواء نفذتها تركيا أم طهران،لسنا بصدد الإتهام أو التبرئة، نحن ندين تركيا ان قامت بها وندين إيران وحزب البككا الذي نفذها،ولكن لانقبل ابداً أن تكون ارض العراق مسرحاً لتصفية الحسابات الاقليمية بين تركيا وإيران ،وفاجعة دهوك فضحت الطرفين ،وأهدافهما، في زعزعة أمن واستقرار العراق وكردستان العراق،فالصراع التركي مع البككا أزلي ولن ينتهي ، مالم تجفف ينابيعه تركيا وحكومة بغداد ، وتمنع بغداد قيامه باعمال عسكرية ضد تركيا ،إنطلاقا من العراق، أو تسمح للقوات التركية أن تقوم بالمهمة وتطارد فلوله داخل الاراضي العراقية، وتبعد خطره عن امنها القومي،إن لم تكن قادرة على اخراجه من الاراضي العراقية،أو العمل سوية للقضاء عليه،ولولا تواجد حزب العمال الكردستاني في ارض العراق، لما حصلت فاجعة دهوك وقبلها قصف سيارة الموصل، وقبلها قصف مخمور والسليمانية وسنجار وسنوني وغيرها، وهو حق تركي لملاحقة حزب العمال ،يجب الإعتراف به، طالما تنطلق عمليات البككا من العراق وتهدّد أمن تركيا القومي، هذا واقع حال منذ اكثر من ثلاثين سنة ،ولكن على حكومة بغداد أن تعمل جاهدة، وفوراً باجراء تفاهم مع تركيا، ومحادثات سريعة لتطويق أزمة كبرى، وتجبرحكومة تركيا على الجلوس على طاولة تفاوض لانهاء قضية حزب العمال التركي، ولاتسمح لتدخلات اقليمية ودولية اخرى بينهما لتعقد الازمة ، حيث لاتفيد اي عقوبات او اجراءات عسكرية ودبلوماسية وتظاهرات يطلقها سياسيون ووراؤها دول اقليمية تؤجج الخلاف بين العراق وتركياـ فلتركيا مصالح اقتصادية وتجارية مع العراق، العراق يحتاجها،وتاجيجها ليس في صالح العراق ،بل لصالح دول اقليمية ، الحوار وفرض الشروط العراقية عبر التفاهمات ،هي المخرج الحقيقي الأوحد، لمواجهة أزمة وفاجعة دهوك،فالإجراءات التي إتخذها الكاظمي وحكومته ،لاتحلّ المشكلة الازلية بل تعقّدها، ويستفيد منها من يريد تأجيجها لأهداف إسترإتيجية جيوسياسية في العراق والمنطقة، فالصراع الايراني –التركي ليس في العراق، ولكن يجب انطلاقه من العراق، ليصل الى الاراضي السورية، هذا هو المخطط الإيراني، الذي فشلت طهران في تنفيذه داخل مؤتمر طهران ، والآن تبحث عن مَن ينفذه في العراق،ففاجعة دهوك ليس عرضية، بل لتكون شرارة إشعال فتنة ، وتحقيق هدف إيراني بعيد المدى،نعم ماجرى هو جريمة سياسية بإمتياز، ونسأل ماهو الهدف من قصف سياح أبرياء وعوائلهم في مصيف ، من له المصلحة في قصف مدنيين ،هل تركيا ، وإذا تركيا ،هل تريد تركيا تفجير الشارع العراقي ضدها، وتحمله وزرالجريمة ،ماذا يجني أردوغان من قصف أبرياء في مصيف، هو يقصف ويعلن عن قصفه سيارة تحمل قيادات البككا ،ويقصف مخيم يسكنه قيادات وأعضاء البككا ،ويقصف مقرات ومعسكرات البككا ،أما أنْ يقصف مصيف ترتاده عوائل وأطفال ، فهذا مستغرب ومستبعد،ولا نبرؤه ، ولكننا نقرأ الواقع،من يقصف عوائل هو المستفيد،لتأجيج الشارع وخلط الاوراق عليه، وليس من يريد قتل خصوم له ،في مقراتهم زمعسكراته،لذلك جاءت فاجعة دهوك ، لتضع الجميع في مواجهة صراع ايراني تركي قادم في كل من العراق وسوريا، لن تكون فاجعةدهوك آخرها، بل منطلقا لها،وعملية شمال سوريا التي يلوح بها الرئيس اردوغان ،ليست ببعيد انطلاقتها، والتي كانت القشة التي كسرت ظهر مؤتمر طهران، ليكون الصدى لفاجعة دهوك،فالجميع تبرأ من تنفيذ جريمته، ولكن توقيتها واضح وأهدافها واضحة ومنفذّها واضح ومعلوم،الأهداف سياسية ،وليس خطأ إرتكبه فصيل ما أو حزب ما أو حكومة ما،فاجعة دهوك لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة، ومنفذها هما تركيا وايران معاً،والحلُّ كلّه بيد حكومة بغداد ، وليس بيد حكومة أنقرة على الإطلاق، وما إجراءات الكاظمي وحكومته، إلاّ إجراءات ترقيعية بإمتياز....
فاجعة دهوك ،جريمة بمعنى الكلمة،أياً كان فاعلها،سواء تركيا أو حزب العمال الكردستاني التركي أو غيرهما،ولكن مايهمنا هنا، توقيت الجريمة،واهدافها ، فالجريمة جاءت عبر مناسبتين شغلتا العالم، هما تسريبات نوري المالكي،ومؤتمر طهران،وربّ سائل يسأل ماعلاقة التسريبات ومؤتمر طهران،أما تسريبات فضيحة المالكي،فلكي تشغل وينصرف الشارع العراقي عنها ،ويهتم بفاجعة دهوك فقط ،ولأنها جاءت بمعلومات صارخة هزت الوسط السياسي العراقي والرأي الشعبي،تفصح عن قيادة المالكي لتنفيذ مشروع ايران الكوني، بإنشاء حرس ثوري عراقي تابع للحرس الثوري الايراني،وقيادته للفصائل الطائفية المسلحة(ألآن هناك قصف بمسيرات على قاعدة تركية في منطقة بامرني في دهوك)،ويوم أمس شنّت أيضا طائرات مسيرة وصواريخ ،لقصف قاعدة زيلكان التركية بمحافظة نينوى، والمالكي وإيران يدعمون ويسلحون ويصرفون رواتب حزب العمال البككا،وأسسوا لهم حشداَ إيزيدياً في سنجار،ولاؤه للبككا ،ويستلم سلاحه وراتبه من قيادة الحشد الشعبي،وفضحت التسريبات إرتباط المالكي ودعمه لها،أما مؤتمر طهران ، فقد إنتهى بخلاف عميق، بين أردوغان والمرشد خامنئي،بعد رفض أردوغان الإنسحاب من سوريا، وعدم تنفيذ عملية عسكرية مرتقبة شمال سوريا،لذلك كان من الطبيعي ،وهكذا أرادت طهران وأذرعها نقل الصراع ، من قاعة المؤتمر الى مصيف برخ بدهوك،وخلط الاوراق في الشارع العراقي والحكومة العراقية ، وتوجيه الاتهام الى تركيا(التي أنكرت قصف دهوك ،ونفت على لسان وزير خارجيتها،لانريد تبرئة تركيا بقدر ما نريد ان لا تختلط الاوراق، ونداس بالارجل بين صراع تركي- ايراني على ارض العراق، والضحية الدم العراقي،فالجريمة ، جريمة والدم عراقي، سواء نفذتها تركيا أم طهران،لسنا بصدد الإتهام أو التبرئة، نحن ندين تركيا ان قامت بها وندين إيران وحزب البككا الذي نفذها،ولكن لانقبل ابداً أن تكون ارض العراق مسرحاً لتصفية الحسابات الاقليمية بين تركيا وإيران ،وفاجعة دهوك فضحت الطرفين ،وأهدافهما، في زعزعة أمن واستقرار العراق وكردستان العراق،فالصراع التركي مع البككا أزلي ولن ينتهي ، مالم تجفف ينابيعه تركيا وحكومة بغداد ، وتمنع بغداد قيامه باعمال عسكرية ضد تركيا ،إنطلاقا من العراق، أو تسمح للقوات التركية أن تقوم بالمهمة وتطارد فلوله داخل الاراضي العراقية، وتبعد خطره عن امنها القومي،إن لم تكن قادرة على اخراجه من الاراضي العراقية،أو العمل سوية للقضاء عليه،ولولا تواجد حزب العمال الكردستاني في ارض العراق، لما حصلت فاجعة دهوك وقبلها قصف سيارة الموصل، وقبلها قصف مخمور والسليمانية وسنجار وسنوني وغيرها، وهو حق تركي لملاحقة حزب العمال ،يجب الإعتراف به، طالما تنطلق عمليات البككا من العراق وتهدّد أمن تركيا القومي، هذا واقع حال منذ اكثر من ثلاثين سنة ،ولكن على حكومة بغداد أن تعمل جاهدة، وفوراً باجراء تفاهم مع تركيا، ومحادثات سريعة لتطويق أزمة كبرى، وتجبرحكومة تركيا على الجلوس على طاولة تفاوض لانهاء قضية حزب العمال التركي، ولاتسمح لتدخلات اقليمية ودولية اخرى بينهما لتعقد الازمة ، حيث لاتفيد اي عقوبات او اجراءات عسكرية ودبلوماسية وتظاهرات يطلقها سياسيون ووراؤها دول اقليمية تؤجج الخلاف بين العراق وتركياـ فلتركيا مصالح اقتصادية وتجارية مع العراق، العراق يحتاجها،وتاجيجها ليس في صالح العراق ،بل لصالح دول اقليمية ، الحوار وفرض الشروط العراقية عبر التفاهمات ،هي المخرج الحقيقي الأوحد، لمواجهة أزمة وفاجعة دهوك،فالإجراءات التي إتخذها الكاظمي وحكومته ،لاتحلّ المشكلة الازلية بل تعقّدها، ويستفيد منها من يريد تأجيجها لأهداف إسترإتيجية جيوسياسية في العراق والمنطقة، فالصراع الايراني –التركي ليس في العراق، ولكن يجب انطلاقه من العراق، ليصل الى الاراضي السورية، هذا هو المخطط الإيراني، الذي فشلت طهران في تنفيذه داخل مؤتمر طهران ، والآن تبحث عن مَن ينفذه في العراق،ففاجعة دهوك ليس عرضية، بل لتكون شرارة إشعال فتنة ، وتحقيق هدف إيراني بعيد المدى،نعم ماجرى هو جريمة سياسية بإمتياز، ونسأل ماهو الهدف من قصف سياح أبرياء وعوائلهم في مصيف ، من له المصلحة في قصف مدنيين ،هل تركيا ، وإذا تركيا ،هل تريد تركيا تفجير الشارع العراقي ضدها، وتحمله وزرالجريمة ،ماذا يجني أردوغان من قصف أبرياء في مصيف، هو يقصف ويعلن عن قصفه سيارة تحمل قيادات البككا ،ويقصف مخيم يسكنه قيادات وأعضاء البككا ،ويقصف مقرات ومعسكرات البككا ،أما أنْ يقصف مصيف ترتاده عوائل وأطفال ، فهذا مستغرب ومستبعد،ولا نبرؤه ، ولكننا نقرأ الواقع،من يقصف عوائل هو المستفيد،لتأجيج الشارع وخلط الاوراق عليه، وليس من يريد قتل خصوم له ،في مقراتهم زمعسكراته،لذلك جاءت فاجعة دهوك ، لتضع الجميع في مواجهة صراع ايراني تركي قادم في كل من العراق وسوريا، لن تكون فاجعةدهوك آخرها، بل منطلقا لها،وعملية شمال سوريا التي يلوح بها الرئيس اردوغان ،ليست ببعيد انطلاقتها، والتي كانت القشة التي كسرت ظهر مؤتمر طهران، ليكون الصدى لفاجعة دهوك،فالجميع تبرأ من تنفيذ جريمته، ولكن توقيتها واضح وأهدافها واضحة ومنفذّها واضح ومعلوم،الأهداف سياسية ،وليس خطأ إرتكبه فصيل ما أو حزب ما أو حكومة ما،فاجعة دهوك لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة، ومنفذها هما تركيا وايران معاً،والحلُّ كلّه بيد حكومة بغداد ، وليس بيد حكومة أنقرة على الإطلاق، وما إجراءات الكاظمي وحكومته، إلاّ إجراءات ترقيعية بإمتياز....
1 تعليقات
صار العراق مسرح لكل الصراعات والتصفيات طالما امر العراق بيد طهران حسبنا الله ونعم الوكيل على أشباه الرجال اللذين يديرون العراق
ردحذفإرسال تعليق