محمود الجاف

بعد مجيء الخميني صرّح وزير خارجيته بأن العراق أحد الأقاليم التابعة لإيران وطالب بضمه إليها! ... ثم مارس نظام الملالي دور المُنسق الرئيسي للمؤامرة الصهيونية الأمريكية مستغلين ذلك لصالح مشروعهم الإمبراطوري وتظاهروا بغيره من الشعارات وعملوا مع الروس عندما اعتدوا على أفغانستان البلد الذي يجاورهم ثم توجهوا لغزو العراق المسلم في حرب مُستعرة لثماني سنوات ! وفي عام (1991) م وبدل أن يقاتل (الشيطان الأكبر) الذي غزا بلادنا . أدخل أفاعيه ليعيثوا في الأرض الفساد .
تأريخهم معنا مُعبأ بالحقد وعقدة الثأر وشهوة الإنتقام . ذكريات مؤلمة غائرة في أعماقنا من تراكمات الماضي على امتداد القرون . لذا نتأثر بالنغمة الحزينة . يقتلوننا من جهة وينوحون علينا من جهة أخرى حتى يقودونا إلى ما يريدون والقراءات الفلكلورية المُسماة بـ(الحسينية) ما هي إلا إحدى تلك الوسائل .
بعد الاحتلال الامريكي الصهيوني تسللوا بين صفوف المقاومة من خلال فصائل تدين لهم بالولاء وتمكنوا من ايهام العالم إن المدافعين عن ارضهم هم الخطر الذي لايستطيع التصدي له وتدميره سواهم وعززوا ذلك من خلال ادخال تنظيمات همجية احرقت الاخضر واليابس وقد نجحوا وبحماية ومباركة اسيادهم وحكام امتنا انتهكوا أعراض الرجال قبل النساء وخطفوا الآلاف .
افقروا واذلوا كل من وقف في طريق تحقيق مشاريعهم وإغنوا مواليهم عن طريق الخطف او التهديد . سرقوا ثرواتنا وخربوا الدين والأخلاق والثقافة ونشروا الأمية والمُخدرات ودمروا الزراعة والصناعة وقادوا عمليات تصفية وإبادة جماعية مُنظمة .
عقول نتنة لم ولن يسلم منها كل الكائنات الحية .
في الجانب الاخر وبعد مدة قصيرة من الاحتلال بدأت تتردد على اسماعنا أقاويل تؤكد أن الخير والتغيير سيكون في تموز . ثم تبعها نيسان القادم .
لكن الحقيقة والخبر الصادم أن لاحلَّ ولاتحرير وماهو إلا ضعفٌ في البصر والبصيرة وسوء تقدير . وبعدها اتفقنا وقررنا وقريبا جدا وعُقدت المُؤتمرات وتأسست الجبهات والتنظيمات وهرول الثوار وصرخ الأحرار واقتربنا من الأسوار . بل نحن داخل الدار واتضح أنها ايضا مجرد اوهام وخيال واخبار .
ثم دُعيت الدول العربية الى القِمَم وتعالت الهِمَم وحضرها المُلوك والقادة واصحاب السيادة والرؤساء الرمم الفاقدي الاخلاق والقيم وأخذ كل منهم غفوة أمام عدسات الكاميرات ليرينا خيبتنا في التلفاز على الشاشات وعادوا وعدنا ومنحوا الكنيسة الغربية التي تسيطر عليها الصهيونية مليارات الدولارات ... والمزيد من الذل والهوان والتراجع الديني والأخلاقي والعلمي والفقر والأمية والموت . ثم مليارات أخرى الى التنين الصيني الذي يسيطر عليه اليهود وتختبىء تحت اجنحته الكنيسة الشرقية ولديه اتباع كثيرون وجنود ... وايضا الفقر والجوع والظلم والبؤس والمخدرات والضياع .
وحكامنا في قصورهم يحيط بهم الامعات من الخدم والحشم والعاهرات والحراس والرعاع ... والغيارى في قبورهم والعروبة نُحرت والإسلام ضاع .
والنساء تم بيعهُنَ سبايا . واهلنا هُجروا وهم يسكنون الان في المُخيمات .
شعوبنا كرهت الأمل رغم أنه محرك الحياة . وكنا نزهو بالمناصب والرتب في القادسية فقد ادبناهم وأسقينا الخميني كأس المنية الذي أعاده لنا جراءه كواتم ومُفخخات وأحرقوا الارض وكل ما فوقها وتحتها مات . وقلنا لكم منذ أمد بعيد بأن حدودكم وصلها العبيد ولكنكم تجاهلتم صرخاتنا فهل يعقل أنكم لاتخشون لدغة الافعى ام انكم معها على وفاق واتفاق وإلا لماذا لم تتداركوا أنفسكم وتقضوا عليها وأنتم تعرفون جيدا من هم الذي تخشاهم ولايقدر عليها سواهم . انهم العراقيون ياسادة . أليس لديكم مُستشارين يعلموكم ويُحذروكم ؟
ام ان الكل مشترك في اللعبة ؟
نحن نفشل دوما في التوقع الدقيق لأنه مبني على الاوهام والمعلومات الخاطئة والتصورات البعيدة عن الواقع ... عرفنا الحرب النفسية والاقتصادية والخداع والتخفي وكيف تسرق وتتعلم فنون القتل والاغتصاب والتدمير بالقانون فقد طبقت علينا الإشاعات الزاحفة والسريعة . الطائرة والراجعة والاتهامية الهجومية والاستطلاعية والاسقاط والمتعلقة بالشرف والتبرير التي تطلقها علينا كل حين المرجعية والعمائم الغبية أو حكومة المنطقة الغبراء وإشاعـة الخوف والكراهية.
كما أن لا أحد يجرؤ أن يقول أن كل الصروح التي تسمى مراقد هي مجرد دكاكين لجمع الأموال واشباع الرغبات الجنسية والنفسية . لن يجرؤ أحد أن يقول ان العراق قد ضاع ولن يعود أبدا في ظل هذا التخبط والانهزام الفكري الذي أصيب به المثقفين الآن . وهم اخطر من الجهلة فهم يحاربون الاسلام ظنا منهم أن مايرونه من عمائم الشياطين هو الدين . ولهذا علينا تدارك هذه المصيبة لإعادة قادة المجتمع الى صوابهم فالكثير منهم لديه اضطراب في الشخصية تسبب في تغيير افكارهم التي ادت الى ارتباك السلوك حتى اضحت تفوح منه رائحة الكذب والمهادنة والضحك على الذقون والتحليلات الساذجة الوضيعة .
لو كان الحكام العرب صادقين لكان يمكنهم الضغط على اسيادهم لاطلاق سراح القادة العراقيين الاسرى الذين يحفظون كل شبر من الارض الايرانية ويفهمون الطريقة التي يمكنهم من خلالها القضاء عليهم والاستفادة من خبراتهم ... لان العراق لوحده مزق الخميني وقواته والان كل دول الخليج ومعها مصر والاردن تساندهم الامبريالية الامريكية يحاولون ان ينشؤوا مجموعة للتصدي للغزو الصفوي الجديد .
الا يحق لنا ان نفخر بقوتنا وشجاعتنا ؟
اليس من حقك ان ترفع رأسك لانك عراقي ؟
الا ترون ان حكام امتنا مشتركون في اللعبة ومتآمرون جميعا ؟
سبق ان قلت لكم ان مقتدى سيصبح الامام وياخذ دور حسن نصر الله في العراق ويقودكم الى الحب والوئام ياسادة ياكرام وهذا هو اخر الكلام .  فلا تفرحوا لاجتماعهم الجمعة مع دمية الشر الخرفة بايدن واذا اردتم تصديقهم ما عليكم الا ان تقدموا المزيد من القرابين ولن تجدوا إلا الموت الذي سيتكرر فالأرض لن تتحرر . الا اذا ارتوت من دماء ابنائها وعَطَّرَ ثيابها البارود والكرامة والمجد لن يعود الا بسواعد الابطال والتاريخ لاتصنعهُ إلا البندقية وهكذا فقط سنكسب القضية وتعود الهوية ...
وتشرقُ علينا مرة أخرى شَمس الحُرية