بسام كريم المياحي
كثيرا ما نشاهد في حياتنا اليومية ومراجعاتنا للدوائر والمؤسسات والسفر والحل والترحال في بلادنا الحبيبة ممارسات وسلوكيات وأخلاقيات عجيبة ومخيفة واحيانا لا تجد لها تفسير مقنع وسبب معقول بمفهوم السببية والعلية التي أدت إلى .
فمثلاً موظف يقوم بالشكوى والتبليغ إلى مرؤوسيه ومدرائه الأعلى عن حالات فساد معينة ومثبتة على زملاء ومدراء مباشرين له فيتقاعس المسؤولون الأعلى عن النظر في شكواه واذا ما كرر شكواه لهم مطالبا بإزاحة الفاسدين فقط على أقل تقدير ( لكي لا يتم ايذائهم في حالة فتح تحقيق وكشف فسادهم حسب ادعائهم موحين بنوع من الأبوية والرحمة وغير ذلك ) .
فيتم معاقبة الموظف النزيه والحريص الذي حاول ايقاف الفساد . .. تماما كما يظهر في الافلام بطريقة لا تعتبر عقوبة بل صلاحية المدراء الاعلى مثل نقله إلى قسم اخر أو إعفائه من منصبه وتكليف من هو أقل منه كفاءة وشهادة وخبرة بدل عنه وكأنها عقوبة لفت نظر مع وقف التنفيذ !!.
كأنهم يقولون لباقي الموظفين أن من يشكو لنا عن فساد وغيره سيكون مصيره مصير زميلهم النزيه المهني والحريص.
وفي أحيان أخرى نشاهد بعض القنوات ووسائل الإعلام تنشر حالات اعتداء من قبل مواطنين ومراجعين وأناس مغلوب على أمرهم على أطباء من دون معرفة الأسباب التي أدت الى ذلك .. وماهو السبب الرئيسي الذي جعل هذا المواطن يخرج عن السيطرة على نفسه ويقوم بردة فعل غير محسوبة النتائج وغير حضارية (وهنا قطعا نحن لا نؤيد ولا نرضى بهذا الفعل والاعتداء وردات الفعل الغير إنسانية بالمجمل) .
لكن علينا أن نعرف الأسباب والعلة الحقيقية التي دعت إلى ذلك.
وهنا أورد حالة معينة في أحد المستشفيات حيث كان المراجعون ينتظرون خروج البريد من مدير المستشفى لكي يكملوا باقي معاملاتهم من عقود زواج وتقارير طبية واجازات وغيره وكان أغلبهم من المرضى...
ويطول الأمر عليهم والمراجعين في ازدياد وتبدأ حالات التذمر والانزعاج وبكاء بعض الأطفال وانيين بعض المرضى فيطالب مجموعة من المراجعين أحد الأشخاص (مراجع مثلهم لكن يبدو أنهم يعرفونه معرفة عامة ولا يعرفهم ) للتحدث والطلب منه أن يساعدهم في إيصال معاناتهم الآنية إلى من هو مسؤول عن ذلك.
تردد هذا الشخص معللاً ذلك بقوله لهم افضل أن تصبروا خيرا لكم فأن طالبناهم بتسريع إجراءاتهم سيزدادوا إصرارا وتعطيلا لنا وكأنه علم ما سيكون منهم مسبقا.
ونزولا عند رغبتهم انبرى إلى المسؤول أو الدكتور الخارج من الإدارة وطلب منه بابتسامة أن يخففوا من البيروقراطية التي يتبعونها لتسهيل وتسريع الإجراءات قدر المستطاع.
وقبل أن يكمل المواطن كلامه لإيصال فكرته نهره هذا الدكتور وصاح به بصوت عال (شنو بيروقراطية اكعد بمكانك واسكت) .. يبدو أن الدكتور فهم البيروقراطية سُبة أو شتيمة ..
ثم صاح على أحد المستخدمين وأمره أن لا يدخل اي بريد الا بعد الثانية عشر ظهراً ..
وهنا سكت الرجل ووقف على جهة لكي لا يضيع حقه وحق البقية ..
ولكن حصل مالم يكن في حساب الرجل . أو ربما كان في حسابه لكن لم يفصح عنه ..
استشاط المراجعون غضبا وانفجر بعضهم لطريقة تنمر هذا الطبيب على المواطن الذي تحدث نيابة عنهم واسلوب الطبيب أو الدكتور الفض واخذوا يهاجمونه بصوت مرتفع على طريقة كلامه واستهتاره بالرد وحقوق المواطنين المرضى والمراجعين وكاد أن ينفجر الوضع لولا انسحاب الدكتور وتواريه عن الأنظار .
كلا الحالتين حدثتا أمام ناظري وعشت كل حيثياتهما وافكرت فيهما كثيرا واستدرك دائماً وكأني اشاهد سلسلة من الأفلام والدراما المصرية التي تظهر بكوميديا مرة وبتراجيديا مرة أخرى ..
ومثل هذه الحالات تحصل يوميا وبكثرة ويكون ضحاياها هم المواطنين المغلوب على أمرهم .
هل نحن موتى .. ؟؟ ام نعيش مع الموتى ؟؟
اسوء شيء في الحياة انك تعيش مع موتى .. كيف الحياة مع موتى ؟؟.. ليسوا موتى بالأجساد والحركة .. بل موتى في الضمير والأخلاق والشرف والدين !
(لكنهم يصلون ؟ نعم فهم يتحركون وانا ذكرت ذلك) أنهم يغنون والقمامة تملأ مدنهم وشوارعهم .
وانينهم يسمعه الجار ويشاهده الجميع .
يعتدى عليهم وهم يتقاتلون فيما بينهم .
كثيرا ما نشاهد في حياتنا اليومية ومراجعاتنا للدوائر والمؤسسات والسفر والحل والترحال في بلادنا الحبيبة ممارسات وسلوكيات وأخلاقيات عجيبة ومخيفة واحيانا لا تجد لها تفسير مقنع وسبب معقول بمفهوم السببية والعلية التي أدت إلى .
فمثلاً موظف يقوم بالشكوى والتبليغ إلى مرؤوسيه ومدرائه الأعلى عن حالات فساد معينة ومثبتة على زملاء ومدراء مباشرين له فيتقاعس المسؤولون الأعلى عن النظر في شكواه واذا ما كرر شكواه لهم مطالبا بإزاحة الفاسدين فقط على أقل تقدير ( لكي لا يتم ايذائهم في حالة فتح تحقيق وكشف فسادهم حسب ادعائهم موحين بنوع من الأبوية والرحمة وغير ذلك ) .
فيتم معاقبة الموظف النزيه والحريص الذي حاول ايقاف الفساد . .. تماما كما يظهر في الافلام بطريقة لا تعتبر عقوبة بل صلاحية المدراء الاعلى مثل نقله إلى قسم اخر أو إعفائه من منصبه وتكليف من هو أقل منه كفاءة وشهادة وخبرة بدل عنه وكأنها عقوبة لفت نظر مع وقف التنفيذ !!.
كأنهم يقولون لباقي الموظفين أن من يشكو لنا عن فساد وغيره سيكون مصيره مصير زميلهم النزيه المهني والحريص.
وفي أحيان أخرى نشاهد بعض القنوات ووسائل الإعلام تنشر حالات اعتداء من قبل مواطنين ومراجعين وأناس مغلوب على أمرهم على أطباء من دون معرفة الأسباب التي أدت الى ذلك .. وماهو السبب الرئيسي الذي جعل هذا المواطن يخرج عن السيطرة على نفسه ويقوم بردة فعل غير محسوبة النتائج وغير حضارية (وهنا قطعا نحن لا نؤيد ولا نرضى بهذا الفعل والاعتداء وردات الفعل الغير إنسانية بالمجمل) .
لكن علينا أن نعرف الأسباب والعلة الحقيقية التي دعت إلى ذلك.
وهنا أورد حالة معينة في أحد المستشفيات حيث كان المراجعون ينتظرون خروج البريد من مدير المستشفى لكي يكملوا باقي معاملاتهم من عقود زواج وتقارير طبية واجازات وغيره وكان أغلبهم من المرضى...
ويطول الأمر عليهم والمراجعين في ازدياد وتبدأ حالات التذمر والانزعاج وبكاء بعض الأطفال وانيين بعض المرضى فيطالب مجموعة من المراجعين أحد الأشخاص (مراجع مثلهم لكن يبدو أنهم يعرفونه معرفة عامة ولا يعرفهم ) للتحدث والطلب منه أن يساعدهم في إيصال معاناتهم الآنية إلى من هو مسؤول عن ذلك.
تردد هذا الشخص معللاً ذلك بقوله لهم افضل أن تصبروا خيرا لكم فأن طالبناهم بتسريع إجراءاتهم سيزدادوا إصرارا وتعطيلا لنا وكأنه علم ما سيكون منهم مسبقا.
ونزولا عند رغبتهم انبرى إلى المسؤول أو الدكتور الخارج من الإدارة وطلب منه بابتسامة أن يخففوا من البيروقراطية التي يتبعونها لتسهيل وتسريع الإجراءات قدر المستطاع.
وقبل أن يكمل المواطن كلامه لإيصال فكرته نهره هذا الدكتور وصاح به بصوت عال (شنو بيروقراطية اكعد بمكانك واسكت) .. يبدو أن الدكتور فهم البيروقراطية سُبة أو شتيمة ..
ثم صاح على أحد المستخدمين وأمره أن لا يدخل اي بريد الا بعد الثانية عشر ظهراً ..
وهنا سكت الرجل ووقف على جهة لكي لا يضيع حقه وحق البقية ..
ولكن حصل مالم يكن في حساب الرجل . أو ربما كان في حسابه لكن لم يفصح عنه ..
استشاط المراجعون غضبا وانفجر بعضهم لطريقة تنمر هذا الطبيب على المواطن الذي تحدث نيابة عنهم واسلوب الطبيب أو الدكتور الفض واخذوا يهاجمونه بصوت مرتفع على طريقة كلامه واستهتاره بالرد وحقوق المواطنين المرضى والمراجعين وكاد أن ينفجر الوضع لولا انسحاب الدكتور وتواريه عن الأنظار .
كلا الحالتين حدثتا أمام ناظري وعشت كل حيثياتهما وافكرت فيهما كثيرا واستدرك دائماً وكأني اشاهد سلسلة من الأفلام والدراما المصرية التي تظهر بكوميديا مرة وبتراجيديا مرة أخرى ..
ومثل هذه الحالات تحصل يوميا وبكثرة ويكون ضحاياها هم المواطنين المغلوب على أمرهم .
هل نحن موتى .. ؟؟ ام نعيش مع الموتى ؟؟
اسوء شيء في الحياة انك تعيش مع موتى .. كيف الحياة مع موتى ؟؟.. ليسوا موتى بالأجساد والحركة .. بل موتى في الضمير والأخلاق والشرف والدين !
(لكنهم يصلون ؟ نعم فهم يتحركون وانا ذكرت ذلك) أنهم يغنون والقمامة تملأ مدنهم وشوارعهم .
وانينهم يسمعه الجار ويشاهده الجميع .
يعتدى عليهم وهم يتقاتلون فيما بينهم .
0 تعليقات
إرسال تعليق