هويدا دويدار

 

إن الأب هو ليس ذاك الذكر الذى تمكن من الإنجاب فقط فالأب هو مركز الدعم للأبناء الذى بإستطاعته أن يقدم أشخاص أصحاء يحملون كل معانى الإنسانية فلنترفق بالأبناء حتى تذهر أعمارنا فيهم مرة أخرى 

فأنت أيها الأب لا تحتاج إلى ترخيص للأبوة فهو ترخيص مجانى طول الحياة فلنحسن إستخدامة 

ولنا فى الخليل سيدنا إبراهيم عليه السلام  مع أبيه دروساًحتى وإن كان الأباء قساة ويشركون بالله لقوله تعالى( وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ(14) وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۖ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ۖ وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ۚ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} لقمان 15

ويقول ابن العباس رضى الله عنه (مامن مسلم له أبوان فيصبح وهو محسن إليهما إلا فتح الله له بابين من الجنة ولا يمسى وهو مسيئ إليهما إلا فتح الله له بابين من النار ولا سخط على أحدهما فلا يرضى الله عنه حتى يرضى عنه قال .قلت( وإن كانا ظالمين ؟ )قال (وإن كانا ظالمين )

إن الله تعالى قد قرن بر الوالدين بالتوحيد وقد أعد عقوقهما  من اكبر الكبائر بعد الشرك بالله

فحق الوالدين باق ومصاحبتهما بالمعروف واجبة حتى وإن كانا كافرين فالبر يكون بمعنى الصلةوبمعنى اللطف وحسن العشرة وبمعنى الطاعة وكل هذه الامور هي مجامع حسن الخلق 

فمن حسن الخلق البشاشةوترك العبوس عند رؤية الوالدين

فكيف بعد كل ما ذكر من القران وما نقل من أحاديث عن البر تعارض حسن فضلهما بقبح العصيان!!!

والنتيجه نجد أن هناك بعض الأباء يبتعدون عن أبنائهم من شده التعفف حتى لا يشعرون أنهم يمثلون أحمالا ثقيلة على أبنائهم في ظل تلك الظروف المعيشيه الصعبة او نتيجة عقوق الأبناء في حين أن بعض الأبناء لم يتركوا وسيله حتى يتسببوا في جرح تلك القلوب التي طالما ضمتهم وسخرت لهم كل ما إستطاعوا ولم يبخلوا يوما

فمن أين جاء الابناء بكل هذا التجبر؟

 فكثيرا ما تكون قسوة الأباء ترهقك ولكنها تعلمك القيام بعد السقوط فهو قادر على أن يزرع فيك المسؤولية منذ الصغر رغم أنه يحملك فوق ظهره ولكنك لا تراه 

فقلب الأب يحمل رحمة وحنو وإن قسا ولن تكون أنت محاسبه 

فكل منا يحمل مايحمل لنفسه 

فالاب يحمل الواقع والجد معا  فحب الأب لن تعرفه الا عندما تصبح أباً فالأب لن يكرره الزمن في حياتنا مرة اخرى