نزار العوصجي
محادثةً دارت بين شخصيتين مصرية معروفة :
الشخصية الاولى : هو الكاتب المصري الكبير "ﻋﺒﺎﺱ محمود ﺍﻟﻌﻘﺎد" ، اديب ومفكر و صحفى و شاعر ، من مواليد اسوان ، جنوب مصر ، في 28 يونيه 1889 , لاب مصرى و أم من اصول كردية ..
و الشخصية الثانية : هو الفنان محمود ابراهيم اسماعيل موسى ، اشتهر بإسم "شكوكو" ، ممثل مصري هزلي شهير ، كان يرتدي ثياب المهرجين لإضحاك الناس ، من مواليد الدرب الاحمر ، القاهره ، في 1 مايو 1912 ، لابوين مصريين ..
بدأت القصة حين وجه صحفي مصري مشاكس سؤالاً محرجاً للكاتب المصري المعروف "ﻋﺒﺎﺱ محمود ﺍﻟﻌﻘﺎد" محاولاً استفزازه ، يقول فيه :
من منكما أكثر شهرة ، أنت أم ﺷﻜﻮﻛﻮ ؟؟
فردّ عليه العقاد باﺳﺘﻐﺮﺍﺏ : "مين ﺷﻜﻮﻛﻮ دا" ؟
عندما وصل خبر هذه المحادثة ﻟﺸﻜﻮﻛﻮ ، قال للصحفي : " قل لصاحبك العقاد ﻳﻨﺰﻝ ﻣﻴﺪﺍﻥ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ، ويقف على أحد الأرصفة و سأقف أنا على الرﺻﻴﻒ المقابل ، ﻭ ﻧﺸﻮﻑ اﻟﻨﺎﺱ ( هتتجمع ) ﻋﻠﻰ ﻣﻴﻦ" ؟
هنا ردّ العقاد : "قولوا ﻟﺸﻜﻮﻛﻮ ﻳﻨﺰﻝ ﻣﻴﺪﺍﻥ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻭ ﻳﻘﻒ ﻋﻠﻰ ﺭﺻﻴﻒ ﻭ ﻳﺨﻠﻲ « ﺭﻗّﺎﺻﺔ » ﺗﻘﻒ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺻﻴﻒ الثاﻧﻲ ﻭ ﻳﺸﻮﻑ ﺍﻟﻨﺎﺱ ( هتتجمع ) على مين أﻛﺘﺮ." ؟
انتهت المحادثة …
عبارة العقاد الأخيرة رغم قسوتها ، إلا أنها تلخص واقعا مريراً جداً مفاده ، أنه كلما تعمق الإنسان في الابتذال و الهبوط و الانحطاط القيمي ، ازدادت جماهيريته و شهرته (( ولا اعني هنا مطلقاً سياسيي الصدفة ، الذين جاء بهم المحتل الأهوج ، بعد الغزو البغيض في 2003 )) .. هذه هي مجتمعاتنا مع الاسف "ترفع من مكانة الوضيع الرقيع ، و تحط من قدر الرفيع الراقي" !!
في كتاب ( نظام التفاهة ) للكندي ، يخلص فيه إلى أن التافهين قد حسموا المعركة لصالحهم في مرحلةً ما ، و قد أمسكوا بزمام الامور و تمكنوا من السيطرة على المقدرات رغم تفاهتهم و فسادهم ، فعند غياب القِيم و المبادئ الراقية التي انكبوا على إفسادها ، يطفوا الفساد الممنهج و المبرمج ذوقاً و أخلاقاً و قِيما ، إنه زمن الصعاليك الهابط .. إن ميل الناس إلى السذاجة و التهريج و السطحية ليس جديداً ولا وليد الساعة كما يعتقد البعض من البسطاء ، فثمة انتقادات لهذا الميل العجيب المتدني منذ زمن سقراط ، لكنه للأمانة لم يحقق انتصاراً ساحقاً و واضحاً إلا في عصرنا الحالي ..
هذا الوصف لا ينطبق على احزاب السلطة بمجملها ، فلا يجوز التجني عليهم ، ولا يصح ان ننعتهم بما ليس فيهم من خصال .. هم لا يتسترون بثوب الدين ، و الدين منهم براء ، ولا يضع العمامة بعضهم باعتبارها عدة شغل .. هم لا يقربوا المال الحرام بكافة اشكاله ، بل يستحرمون و يحرمون الحصول عليه .. انهم ليسوا فاسدين او تافهين او عملاء او خونة ، بل على العكس هم اصحاب قيم و مبادئ و اخلاق عالية جداً .. هم لا يحجون الى بيت الله الحرام وجاهةً ، لكي ينالوا لقب (( حجي )) ، ذلك لانهم لا يبغون سوى مرضاة ربهم .. كما انهم لا يلطمون و يبكون ال البيت زيفاً و كذبا .. انهم الاقرب الى الله عز وجل ، و الى قلوب عباده المظلومين .. انهم حريصون على ان لا يبيت مواطن جائع او محتاج ، ولا يغمض لهم جفن قبل ان يطمئنوا على امنه وسلامه !!
عذراً منك يا شكوكو ان تجنينا في قولنا ، كم من شكوكو اليوم يمجد و يرفع عاليا ، و كم من شريف في غياهب الإهمال و النسيانَ ؟؟
حقاً انه زمن التفاهة !!!
محادثةً دارت بين شخصيتين مصرية معروفة :
الشخصية الاولى : هو الكاتب المصري الكبير "ﻋﺒﺎﺱ محمود ﺍﻟﻌﻘﺎد" ، اديب ومفكر و صحفى و شاعر ، من مواليد اسوان ، جنوب مصر ، في 28 يونيه 1889 , لاب مصرى و أم من اصول كردية ..
و الشخصية الثانية : هو الفنان محمود ابراهيم اسماعيل موسى ، اشتهر بإسم "شكوكو" ، ممثل مصري هزلي شهير ، كان يرتدي ثياب المهرجين لإضحاك الناس ، من مواليد الدرب الاحمر ، القاهره ، في 1 مايو 1912 ، لابوين مصريين ..
بدأت القصة حين وجه صحفي مصري مشاكس سؤالاً محرجاً للكاتب المصري المعروف "ﻋﺒﺎﺱ محمود ﺍﻟﻌﻘﺎد" محاولاً استفزازه ، يقول فيه :
من منكما أكثر شهرة ، أنت أم ﺷﻜﻮﻛﻮ ؟؟
فردّ عليه العقاد باﺳﺘﻐﺮﺍﺏ : "مين ﺷﻜﻮﻛﻮ دا" ؟
عندما وصل خبر هذه المحادثة ﻟﺸﻜﻮﻛﻮ ، قال للصحفي : " قل لصاحبك العقاد ﻳﻨﺰﻝ ﻣﻴﺪﺍﻥ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ، ويقف على أحد الأرصفة و سأقف أنا على الرﺻﻴﻒ المقابل ، ﻭ ﻧﺸﻮﻑ اﻟﻨﺎﺱ ( هتتجمع ) ﻋﻠﻰ ﻣﻴﻦ" ؟
هنا ردّ العقاد : "قولوا ﻟﺸﻜﻮﻛﻮ ﻳﻨﺰﻝ ﻣﻴﺪﺍﻥ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻭ ﻳﻘﻒ ﻋﻠﻰ ﺭﺻﻴﻒ ﻭ ﻳﺨﻠﻲ « ﺭﻗّﺎﺻﺔ » ﺗﻘﻒ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺻﻴﻒ الثاﻧﻲ ﻭ ﻳﺸﻮﻑ ﺍﻟﻨﺎﺱ ( هتتجمع ) على مين أﻛﺘﺮ." ؟
انتهت المحادثة …
عبارة العقاد الأخيرة رغم قسوتها ، إلا أنها تلخص واقعا مريراً جداً مفاده ، أنه كلما تعمق الإنسان في الابتذال و الهبوط و الانحطاط القيمي ، ازدادت جماهيريته و شهرته (( ولا اعني هنا مطلقاً سياسيي الصدفة ، الذين جاء بهم المحتل الأهوج ، بعد الغزو البغيض في 2003 )) .. هذه هي مجتمعاتنا مع الاسف "ترفع من مكانة الوضيع الرقيع ، و تحط من قدر الرفيع الراقي" !!
في كتاب ( نظام التفاهة ) للكندي ، يخلص فيه إلى أن التافهين قد حسموا المعركة لصالحهم في مرحلةً ما ، و قد أمسكوا بزمام الامور و تمكنوا من السيطرة على المقدرات رغم تفاهتهم و فسادهم ، فعند غياب القِيم و المبادئ الراقية التي انكبوا على إفسادها ، يطفوا الفساد الممنهج و المبرمج ذوقاً و أخلاقاً و قِيما ، إنه زمن الصعاليك الهابط .. إن ميل الناس إلى السذاجة و التهريج و السطحية ليس جديداً ولا وليد الساعة كما يعتقد البعض من البسطاء ، فثمة انتقادات لهذا الميل العجيب المتدني منذ زمن سقراط ، لكنه للأمانة لم يحقق انتصاراً ساحقاً و واضحاً إلا في عصرنا الحالي ..
هذا الوصف لا ينطبق على احزاب السلطة بمجملها ، فلا يجوز التجني عليهم ، ولا يصح ان ننعتهم بما ليس فيهم من خصال .. هم لا يتسترون بثوب الدين ، و الدين منهم براء ، ولا يضع العمامة بعضهم باعتبارها عدة شغل .. هم لا يقربوا المال الحرام بكافة اشكاله ، بل يستحرمون و يحرمون الحصول عليه .. انهم ليسوا فاسدين او تافهين او عملاء او خونة ، بل على العكس هم اصحاب قيم و مبادئ و اخلاق عالية جداً .. هم لا يحجون الى بيت الله الحرام وجاهةً ، لكي ينالوا لقب (( حجي )) ، ذلك لانهم لا يبغون سوى مرضاة ربهم .. كما انهم لا يلطمون و يبكون ال البيت زيفاً و كذبا .. انهم الاقرب الى الله عز وجل ، و الى قلوب عباده المظلومين .. انهم حريصون على ان لا يبيت مواطن جائع او محتاج ، ولا يغمض لهم جفن قبل ان يطمئنوا على امنه وسلامه !!
عذراً منك يا شكوكو ان تجنينا في قولنا ، كم من شكوكو اليوم يمجد و يرفع عاليا ، و كم من شريف في غياهب الإهمال و النسيانَ ؟؟
حقاً انه زمن التفاهة !!!
0 تعليقات
إرسال تعليق