علي الصراف
هناك من يجادل في أن مستويات التعليم تتدهور في بريطانيا إلى حد لا يؤهلها لتكون قادرة على مواكبة التقدم التكنولوجي. قد تنجح في بعض مجالات، ولكن تفشل في أخرى. وهذا غير كاف.
لم أتيقّن من ذلك إلا بعدما رأيت كيف قام العشرات من “علية القوم” بتوقيع وثيقة تنصيب الملك تشارلز الثالث. أو حصرا، كيف تعامل كل منهم مع القلم.
الإمساك بالقلم، هو من بين أول ما يتعلمه الطفل في المدرسة. منه يبدأ كل شيء آخر.
السبيل الوحيد الصحيح، هو أن تُمسك بالقلم بين السبابة والإبهام وتجعلهما يتكئان على الوسطى. الكف واليد مستقيمتان على الورقة، أو تميلان بمقدار خفيف بزاوية قد لا تزيد عن 15 درجة.
ما من أحد وقّع على وثيقة التنصيب إلا وكان يمسك بالقلم بطريقة مختلفة. إما بأربعة أصابع، أو حتى خمسة، وإما أن يلوي عنق ذراعه كلها، كما فعل ولي العهد الجديد الأمير ويليام، وكأنه يحتضن مخدة، أو أن يجعل القلم بوضع غير مستقر وكأنه يُمسك حجرا.
لم يكن هناك سياق ثابت أو مشترك، كنظير لتعليم موحد الأسس. وحده الملك أمسك بالقلم على نحو صحيح. لأنه ببساطة من جيل آخر. جيل كان يذهب إلى المدرسة ليتعلم الأصول.
هناك أفكار ونظريات كثيرة حول أساليب التعليم. أحدها يؤمن بتلقين المعارف. والآخر يؤمن باكتسابها وفقا لمنهج متدرج ولكن مفتوح. أحدها يؤمن بتقديم المعرفة عن طريق الأسئلة والأجوبة الصحيحة. والآخر يؤمن بتقديمها عن طريق النقاش لاكتشاف الصحيح.
كل هذا ممكن. وهو موضع سجال واختبارات وتطبيقات. إلا الإمساك بالقلم. فهذا أمر على علاقة بصنع الكلمة. خطها. رسمها على الورق. تشخيصها على هيئة معينة.
إنه أمر لا علاقة له بمناهج التعليم وسجالاتها، ولكن بإنشاء القدرة على البدء من وضع يدوي صحيح.
كان أبي نجارا. ولقد حرمني طوالا من أن أمسك بالمنشار، لأنه لاحظ أني لا أتعامل معه، من وضع صحيح. زيادة على أني أعسر. ما يجعل وقفتي حيال اللوح، من جهة غير الجهة التي يفضلها هو.
العسروية شأن أمكن التغلب عليه لاحقا. ولكني احتجت إلى وقت طويل قبل أن أكتشف أنك لا تستخدم المنشار على نحو صحيح ما لم تكن قادرا على أن تصنع من حركته نغمة ثابتة. وثبات النغمة من ثبات المنشار في موضعه. وهو الأساس الذي يجعل أصابع يدك الأخرى محمية، حتى ولو كانت على مساس مباشر بظهر المنشار. لأن أسنانه لن تقفز من موضعها وهي تُطرب نفسها عليه. طالع نازل، تقص وأصابعك بخير دائما. استقرار النغمة هو الذي يحميك. هذا هو الوضع الصحيح. وإلا لا تمسك بالمنشار أبدا.
القاعدة هي القاعدة. قص الكلمة على ورق، مثل المنشار على خشبة، يجب أن يبدأ من وضع صحيح.
كل من رأيتهم، عبر التلفزيون، يوقّعون وثيقة تنصيب الملك تشارلز، أمسكوا بالقلم بفوضوية مَنْ لم يتلق تعليما يدله على السبيل الصحيحة لقص الكلمة.
الملك تم تنصيبه، على أيّ حال، بتوقيعات لا جدال فيها، يعبّر كل منها عن صاحبه. ولكن ما الذي يضمن سلامة تنصيب أي شيء آخر من “علية قوم” كهؤلاء؟
هناك من يجادل في أن مستويات التعليم تتدهور في بريطانيا إلى حد لا يؤهلها لتكون قادرة على مواكبة التقدم التكنولوجي. قد تنجح في بعض مجالات، ولكن تفشل في أخرى. وهذا غير كاف.
لم أتيقّن من ذلك إلا بعدما رأيت كيف قام العشرات من “علية القوم” بتوقيع وثيقة تنصيب الملك تشارلز الثالث. أو حصرا، كيف تعامل كل منهم مع القلم.
الإمساك بالقلم، هو من بين أول ما يتعلمه الطفل في المدرسة. منه يبدأ كل شيء آخر.
السبيل الوحيد الصحيح، هو أن تُمسك بالقلم بين السبابة والإبهام وتجعلهما يتكئان على الوسطى. الكف واليد مستقيمتان على الورقة، أو تميلان بمقدار خفيف بزاوية قد لا تزيد عن 15 درجة.
ما من أحد وقّع على وثيقة التنصيب إلا وكان يمسك بالقلم بطريقة مختلفة. إما بأربعة أصابع، أو حتى خمسة، وإما أن يلوي عنق ذراعه كلها، كما فعل ولي العهد الجديد الأمير ويليام، وكأنه يحتضن مخدة، أو أن يجعل القلم بوضع غير مستقر وكأنه يُمسك حجرا.
لم يكن هناك سياق ثابت أو مشترك، كنظير لتعليم موحد الأسس. وحده الملك أمسك بالقلم على نحو صحيح. لأنه ببساطة من جيل آخر. جيل كان يذهب إلى المدرسة ليتعلم الأصول.
هناك أفكار ونظريات كثيرة حول أساليب التعليم. أحدها يؤمن بتلقين المعارف. والآخر يؤمن باكتسابها وفقا لمنهج متدرج ولكن مفتوح. أحدها يؤمن بتقديم المعرفة عن طريق الأسئلة والأجوبة الصحيحة. والآخر يؤمن بتقديمها عن طريق النقاش لاكتشاف الصحيح.
كل هذا ممكن. وهو موضع سجال واختبارات وتطبيقات. إلا الإمساك بالقلم. فهذا أمر على علاقة بصنع الكلمة. خطها. رسمها على الورق. تشخيصها على هيئة معينة.
إنه أمر لا علاقة له بمناهج التعليم وسجالاتها، ولكن بإنشاء القدرة على البدء من وضع يدوي صحيح.
كان أبي نجارا. ولقد حرمني طوالا من أن أمسك بالمنشار، لأنه لاحظ أني لا أتعامل معه، من وضع صحيح. زيادة على أني أعسر. ما يجعل وقفتي حيال اللوح، من جهة غير الجهة التي يفضلها هو.
العسروية شأن أمكن التغلب عليه لاحقا. ولكني احتجت إلى وقت طويل قبل أن أكتشف أنك لا تستخدم المنشار على نحو صحيح ما لم تكن قادرا على أن تصنع من حركته نغمة ثابتة. وثبات النغمة من ثبات المنشار في موضعه. وهو الأساس الذي يجعل أصابع يدك الأخرى محمية، حتى ولو كانت على مساس مباشر بظهر المنشار. لأن أسنانه لن تقفز من موضعها وهي تُطرب نفسها عليه. طالع نازل، تقص وأصابعك بخير دائما. استقرار النغمة هو الذي يحميك. هذا هو الوضع الصحيح. وإلا لا تمسك بالمنشار أبدا.
القاعدة هي القاعدة. قص الكلمة على ورق، مثل المنشار على خشبة، يجب أن يبدأ من وضع صحيح.
كل من رأيتهم، عبر التلفزيون، يوقّعون وثيقة تنصيب الملك تشارلز، أمسكوا بالقلم بفوضوية مَنْ لم يتلق تعليما يدله على السبيل الصحيحة لقص الكلمة.
الملك تم تنصيبه، على أيّ حال، بتوقيعات لا جدال فيها، يعبّر كل منها عن صاحبه. ولكن ما الذي يضمن سلامة تنصيب أي شيء آخر من “علية قوم” كهؤلاء؟
0 تعليقات
إرسال تعليق