محمود خالد المسافر
نظمت قطر بنجاح غير مسبوق بطولة كأس العالم بنسختها 2022 في وقت شهدت وتشهد العروبة انكسارات متتالية لمدة تزيد على الثلاثة عقود . ثم ظهرت حالة الانتصار المتكررة لمنتخب المغرب في وقت يشكك فيه العرب بأية حالة انتصار لانهم لا يعرفوه ولم يذوقوا طعمه منذ عقود . كل هذا مقبول لكن الغريب أن بعضنا من العرب ينضّم إلى جوقة المشككين من أمم أخرى بامكانياتنا كعرب في أن ننظم بطولة كأس العالم بنجاح ووفق مواصفات استثنائية ثم يمتعض بعضنا الاخر إذا فاز منتخب المغرب على المنتخبات الكبيرة التقليدية في كأس العالم وكأننا في ذيل قائمة الدول . هذه الدونية في الشعور وإن كانت غير مقبولة إلا أننا نعرف تفسيرها فالهزائم المستمرة تجعل المرء خاويا ضعيفا ولكن الأخطر وهو المرض القديم المتجدد وهو العصبية العرقية إذ يخرج علينا البعض ليقول إن المغرب ليس عربيا وعليه فإن تشجيعنا لمنتخب المغرب ليس صحيحا ولا هو في محله ويظن بعضهم أننا ينبغي أن نشجع اللعب الجميل وليس منتخبا معينا طالما أن منتخبنا غير مشارك في البطولة . ويبدو أننا لم ننجح في أن نوصل لكل الناس أن العروبة تعني اللغة العربية والثقافة والتاريخ المشترك وأنها كذلك مصير مشترك . وليست عرقا معينا كما القوميات الأخرى .
اروي لكم هذه الواقعة التي حصلت معي هنا في ماليزيا . لدي صديق ماليزي يتحدث العربية الفصحى والعامية باللهجة المصرية يلبس اللباس العربي ويفتخر به ويتّبع العادات العربية في الأعياد والمناسبات ويتباهى بها . سألني يوما كم كنت أحب أن أكون عربيا ثم استطرد ولكن الحمد لله على ما أراد وقدر. قلت له ولكنك عربي !! فانت تتحدث العربية وثقافتك عربية فماذا بقي قال وهل تقبلوا شكلا مختلفا مثل شكلي الآسيوي . قلت له اخي الكريم انظر الى شعبنا العربي من المحيط الى الخليج نحن مختلفون بالشكل ولكننا اصحاب هوية واحدة فإطمئن فأنت عربي . فرح كثيرا وكأنني اعطيته جائزة عظيمة . هل اجتزأنا حاضرنا من ماضينا ونسينا التاريخ والماضي واندمجنا كثيرا في حاضرنا المنقسم إلى جنسيات واعراق وطوائف. هل صدقنا اكاذيب المستعمرين ووقفنا على اطلالهم المتحولة إلى خطوط من الحبر الاسود موجودة على أوراق وضعت في مناهجنا الدراسية وفي أدبيات قرن كامل حتى اعتقد المرء منا أنه أمام الحقيقة !! التي تتلاشى أمام الواقع وانت تقف على الحدود بين سوريا والعراق مثلا لترى الأرض الممتدة التي لا تحدها تلك الخطوط الحبرية السوداء . وترى أبناء دير الزور وهم يتحدثون اللهجة العراقية المطعمة بلهجة الشاميين . تلاشت تلك الخطوط الحبرية السوداء عندما قال لي شيخ سوري من دير الزور هل تعرف الاستاذ الجامعي الفلاني في جامعة بغداد فقلت نعم ونعم الاستاذ هو فقال هذا ابن عمي وابن خالتي في الوقت ذاته . ضحكت فرحا وقلت له ولم تمنعكم الحدود من التزاوج ؟ قال عن أية حدود تتحدث ؟ ثم اكمل لعن الله ابو ناجي . لقد كانت الشعوبية من اسوأ ادوات التخريب الأجنبية في داخل المنظومة الاجتماعية والسياسية العربية فقد ساد شعور مريض بين البعض من المتحدثين بالعربية في كره العروبة والعرب وإنكار فضلهم وفصلوا العروبة عن الإسلام واختلقوا قصصا سخيفة تعبر عن انفسهم المريضة . تحدث الشعوبيون العربية ولكنهم رفضوا الثقافة العربية واستمرأوا لأنفسهم كره العروبة صاحبة الفضل عليهم . ولم تكن الطائفية اقل فتكا بالعروبة ومفهومها والتي قسمت أمة العروبة وربطت بعض اجزائه بالخارج الأجنبي تحت يافطة فاسدة اسمها الطائفة الواحدة حتى أنني سمعت من يقول إن الاجنبي من أبناء "السنة والجماعة" اقرب الينا من العراقي "الشيعي" أو اليمني "الزيدي". وشاهدنا جميعا أصحاب تجربة الحكم الفاسد والمريض في العراق بعد الاحتلال الصهيو-صفوي وهم يتحولون إلى عبيد عند سادة اجانب تحت ذريعة حكم الطائفة والولي الفقيه وكأن من يدّعون انتظاره فارسيا ؟! أو اذريا ؟!.
لقد ضربت الأمراض الاجتماعية والفكرية الامة العربية والعروبة فسببت جرحا نازفا يوغل فيه بين الفينة والأخرى كل من عز عليه أن نجتمع مرة فيما نحب . حتى لا أذهب بعيدا اعود إلى العروبة وفضلها على الناس الناس في إيصال القرآن العظيم الذي أحبه العرب من أبناء الأديان الأخرى والذين يرفضهم الشعوبيون والمتشددون لعدم الفائدة، ففي نظرهم ما فائدة أن تحب القرآن ولم تؤمن به. ولذلك فهم لا يستطيعون أن يفسروا لماذا يتغنى شاعر العروبة والمقاومة والرجولة عبدالرزاق عبد الواحد بالاحداث الإسلامية ولماذا يستخدم الكلمات القرآنية في شعره . وقد سبقه في ذلك الحب والود الكثير من مسيحيي الشام . فيما نرى نحن أن اثر العروبة وثقافتها على كل العرب بكل اديانهم واعراقهم . لا يفهم الشعوبيون كيف يدافع العلامة العربي من الأصول الكردية المرحوم الدكتور عرفان عبد الحميد فتاح الايوبي عن العرب والعروبة وقد قال يوما وهو يرد على متخصص في الشريعة من نيجيريا ويتحدث العربية والذي هاجم الأفكار العروبية التي أوردتها في بحث لي قال له الدكتور الايوبي تذكر أنه لولا العرب لكنت اليوم وثنيا. لا يستطيعون أن يفهموا لماذا يكون الدبلوماسي العريق التركماني الأصل المرحوم وجدي انور مردان النفطچي أكثر عروبة من الكثير من العرب فهما وإيمانا. كم قرأنا للمفكرين العرب فهل سألنا يوما إذا كان المفكر محمد عابد الجابري امازيغيا أو عربيا ؟ وهل سألنا إذا كان الشاعر ابو القاسم الشابي عربيا ام من البربر ونحن نردد "اذا الشعب يوما أراد الحياة .... فلا بد ان يستجيب القدر" فقامت الثورات التحررية على وقع ذلك البيت الشعري حتى انتصرت. هل شككنا يوما بعروبة محمد الفاتح أو البخاري أو ابي حنيفة وغيرهم من مئات الالاف من العرب الآخرين من علماء وادباء أثروا اللغة والثقافة العربية واعترفوا بفضلها عليهم ونعترف اليوم بفضلهم علينا . وقد قرأنا عن الكثير من القادة في المغرب العربي عبر التاريخ ولم نسأل إذا كانوا امازيغا أو عربا في العرق . لأننا نؤمن أنهم عربا لغة وثقافة وتاريخا مشتركا ولا يقلل ذلك من أهمية واحترام عرقهم الاصيل فذلك حق مكتسب وشعور بالفخر مشروع ومقبول لكننا أمة واحدة من اي الاعراق كنا طالما أننا نتحدث بلغة واحدة ونعيش معا على بقعة واحدة ولدينا تاريخا وثقافة مشتركة . هل فشلنا في أن نوصل ذلك إلى كل الناس؟ هل قصرنا في حق عروبتنا ام أن موجة الأمراض الطبيعية والمختبرية مثل الشعوبية والأممية والطائفية والعصبية قد تمكنت منا ؟! ادعو اليوم وبهذه المناسبة كل المفكرين العرب أن يكتبوا في هذا الموضوع من أجل أن يستنير هذا الجيل والأجيال القادمة في معرفة حقيقتهم وحقوقهم العربية .
نظمت قطر بنجاح غير مسبوق بطولة كأس العالم بنسختها 2022 في وقت شهدت وتشهد العروبة انكسارات متتالية لمدة تزيد على الثلاثة عقود . ثم ظهرت حالة الانتصار المتكررة لمنتخب المغرب في وقت يشكك فيه العرب بأية حالة انتصار لانهم لا يعرفوه ولم يذوقوا طعمه منذ عقود . كل هذا مقبول لكن الغريب أن بعضنا من العرب ينضّم إلى جوقة المشككين من أمم أخرى بامكانياتنا كعرب في أن ننظم بطولة كأس العالم بنجاح ووفق مواصفات استثنائية ثم يمتعض بعضنا الاخر إذا فاز منتخب المغرب على المنتخبات الكبيرة التقليدية في كأس العالم وكأننا في ذيل قائمة الدول . هذه الدونية في الشعور وإن كانت غير مقبولة إلا أننا نعرف تفسيرها فالهزائم المستمرة تجعل المرء خاويا ضعيفا ولكن الأخطر وهو المرض القديم المتجدد وهو العصبية العرقية إذ يخرج علينا البعض ليقول إن المغرب ليس عربيا وعليه فإن تشجيعنا لمنتخب المغرب ليس صحيحا ولا هو في محله ويظن بعضهم أننا ينبغي أن نشجع اللعب الجميل وليس منتخبا معينا طالما أن منتخبنا غير مشارك في البطولة . ويبدو أننا لم ننجح في أن نوصل لكل الناس أن العروبة تعني اللغة العربية والثقافة والتاريخ المشترك وأنها كذلك مصير مشترك . وليست عرقا معينا كما القوميات الأخرى .
اروي لكم هذه الواقعة التي حصلت معي هنا في ماليزيا . لدي صديق ماليزي يتحدث العربية الفصحى والعامية باللهجة المصرية يلبس اللباس العربي ويفتخر به ويتّبع العادات العربية في الأعياد والمناسبات ويتباهى بها . سألني يوما كم كنت أحب أن أكون عربيا ثم استطرد ولكن الحمد لله على ما أراد وقدر. قلت له ولكنك عربي !! فانت تتحدث العربية وثقافتك عربية فماذا بقي قال وهل تقبلوا شكلا مختلفا مثل شكلي الآسيوي . قلت له اخي الكريم انظر الى شعبنا العربي من المحيط الى الخليج نحن مختلفون بالشكل ولكننا اصحاب هوية واحدة فإطمئن فأنت عربي . فرح كثيرا وكأنني اعطيته جائزة عظيمة . هل اجتزأنا حاضرنا من ماضينا ونسينا التاريخ والماضي واندمجنا كثيرا في حاضرنا المنقسم إلى جنسيات واعراق وطوائف. هل صدقنا اكاذيب المستعمرين ووقفنا على اطلالهم المتحولة إلى خطوط من الحبر الاسود موجودة على أوراق وضعت في مناهجنا الدراسية وفي أدبيات قرن كامل حتى اعتقد المرء منا أنه أمام الحقيقة !! التي تتلاشى أمام الواقع وانت تقف على الحدود بين سوريا والعراق مثلا لترى الأرض الممتدة التي لا تحدها تلك الخطوط الحبرية السوداء . وترى أبناء دير الزور وهم يتحدثون اللهجة العراقية المطعمة بلهجة الشاميين . تلاشت تلك الخطوط الحبرية السوداء عندما قال لي شيخ سوري من دير الزور هل تعرف الاستاذ الجامعي الفلاني في جامعة بغداد فقلت نعم ونعم الاستاذ هو فقال هذا ابن عمي وابن خالتي في الوقت ذاته . ضحكت فرحا وقلت له ولم تمنعكم الحدود من التزاوج ؟ قال عن أية حدود تتحدث ؟ ثم اكمل لعن الله ابو ناجي . لقد كانت الشعوبية من اسوأ ادوات التخريب الأجنبية في داخل المنظومة الاجتماعية والسياسية العربية فقد ساد شعور مريض بين البعض من المتحدثين بالعربية في كره العروبة والعرب وإنكار فضلهم وفصلوا العروبة عن الإسلام واختلقوا قصصا سخيفة تعبر عن انفسهم المريضة . تحدث الشعوبيون العربية ولكنهم رفضوا الثقافة العربية واستمرأوا لأنفسهم كره العروبة صاحبة الفضل عليهم . ولم تكن الطائفية اقل فتكا بالعروبة ومفهومها والتي قسمت أمة العروبة وربطت بعض اجزائه بالخارج الأجنبي تحت يافطة فاسدة اسمها الطائفة الواحدة حتى أنني سمعت من يقول إن الاجنبي من أبناء "السنة والجماعة" اقرب الينا من العراقي "الشيعي" أو اليمني "الزيدي". وشاهدنا جميعا أصحاب تجربة الحكم الفاسد والمريض في العراق بعد الاحتلال الصهيو-صفوي وهم يتحولون إلى عبيد عند سادة اجانب تحت ذريعة حكم الطائفة والولي الفقيه وكأن من يدّعون انتظاره فارسيا ؟! أو اذريا ؟!.
لقد ضربت الأمراض الاجتماعية والفكرية الامة العربية والعروبة فسببت جرحا نازفا يوغل فيه بين الفينة والأخرى كل من عز عليه أن نجتمع مرة فيما نحب . حتى لا أذهب بعيدا اعود إلى العروبة وفضلها على الناس الناس في إيصال القرآن العظيم الذي أحبه العرب من أبناء الأديان الأخرى والذين يرفضهم الشعوبيون والمتشددون لعدم الفائدة، ففي نظرهم ما فائدة أن تحب القرآن ولم تؤمن به. ولذلك فهم لا يستطيعون أن يفسروا لماذا يتغنى شاعر العروبة والمقاومة والرجولة عبدالرزاق عبد الواحد بالاحداث الإسلامية ولماذا يستخدم الكلمات القرآنية في شعره . وقد سبقه في ذلك الحب والود الكثير من مسيحيي الشام . فيما نرى نحن أن اثر العروبة وثقافتها على كل العرب بكل اديانهم واعراقهم . لا يفهم الشعوبيون كيف يدافع العلامة العربي من الأصول الكردية المرحوم الدكتور عرفان عبد الحميد فتاح الايوبي عن العرب والعروبة وقد قال يوما وهو يرد على متخصص في الشريعة من نيجيريا ويتحدث العربية والذي هاجم الأفكار العروبية التي أوردتها في بحث لي قال له الدكتور الايوبي تذكر أنه لولا العرب لكنت اليوم وثنيا. لا يستطيعون أن يفهموا لماذا يكون الدبلوماسي العريق التركماني الأصل المرحوم وجدي انور مردان النفطچي أكثر عروبة من الكثير من العرب فهما وإيمانا. كم قرأنا للمفكرين العرب فهل سألنا يوما إذا كان المفكر محمد عابد الجابري امازيغيا أو عربيا ؟ وهل سألنا إذا كان الشاعر ابو القاسم الشابي عربيا ام من البربر ونحن نردد "اذا الشعب يوما أراد الحياة .... فلا بد ان يستجيب القدر" فقامت الثورات التحررية على وقع ذلك البيت الشعري حتى انتصرت. هل شككنا يوما بعروبة محمد الفاتح أو البخاري أو ابي حنيفة وغيرهم من مئات الالاف من العرب الآخرين من علماء وادباء أثروا اللغة والثقافة العربية واعترفوا بفضلها عليهم ونعترف اليوم بفضلهم علينا . وقد قرأنا عن الكثير من القادة في المغرب العربي عبر التاريخ ولم نسأل إذا كانوا امازيغا أو عربا في العرق . لأننا نؤمن أنهم عربا لغة وثقافة وتاريخا مشتركا ولا يقلل ذلك من أهمية واحترام عرقهم الاصيل فذلك حق مكتسب وشعور بالفخر مشروع ومقبول لكننا أمة واحدة من اي الاعراق كنا طالما أننا نتحدث بلغة واحدة ونعيش معا على بقعة واحدة ولدينا تاريخا وثقافة مشتركة . هل فشلنا في أن نوصل ذلك إلى كل الناس؟ هل قصرنا في حق عروبتنا ام أن موجة الأمراض الطبيعية والمختبرية مثل الشعوبية والأممية والطائفية والعصبية قد تمكنت منا ؟! ادعو اليوم وبهذه المناسبة كل المفكرين العرب أن يكتبوا في هذا الموضوع من أجل أن يستنير هذا الجيل والأجيال القادمة في معرفة حقيقتهم وحقوقهم العربية .
0 تعليقات
إرسال تعليق