ميس خالد
أنا عاشقة لم تزرني التوبة
أرتاد مقاهي الخائبين من الحب
لتحاصرني شرقية نسماتكَ
تبعثرني فراشات شقيّة تبحثُ عن حق اللجوء
لموائدك المُكتظة بي
لمرافئ العَبق الساكنة أوراقك ..
عصيّة شتاءات الملامح على تدوينك
مابين رمشي وكفي
ففي اشتباك نظرتنا صُراخ
ضبابٌ يُعرّي الليل من حميمية نجماته
يُربك ظلّي المحشو بسندس الوعد
وأنا أُسائل مقبض الجدران
عن عطر ينزف أصابعك
عن جلبة معراجٍ تقدّ قميص ضياعي
تمازج صُفرة اختناقي بعقيق أنفاسك ..
يابعيداً ينمو تحت رفاتي
يقظة هي الطرقات تسفح رقصة أقدامي
دخانٌ يبترني على تخوم النغم
حرائق الوقت تكمم النور بمواجع الشمس
ويبقى وجهكَ ملاذي
أُلمْلمهُ من مخاض قصيدة عذراء
أشيّع به مواويل شجنٍ أترعها البكاء
أعزفه قبسَ رجاءٍ في أصقاع الليالي الجائرة
فيظللُني كغيمة دفءٍ ياسمينية النكهة
بودق الشوق تُرمّمُني ..
تلوّن مابهتَ من أُرجوان صوتي
وتهب لربيع الدفء في عُمري شرعيّة بداياته
أياطيفاً يعتنقني نوراً ونارا
شُدّ وثاق الرّوح إليكَ
علّمها كيف تصعد فوق شوارع الألم
كيف تغنّيكَ فرحاً كونياً .. وبحراً عسلياً ..
كيف تحصدكَ نهراً من لفافات العطش
وبملء دِفق راحتيك
اعتصر رعشتها
وتّد في وتينها مواسم السّحْرِ واللّوز واللّهب
فأول الزمنِ حرف
يبذر فجر جبينكَ في أديم العتم
وآخره زفرة تلثم ذبول الشّرفات
بوابلٍ من ماء الورد ..
أيها الأمل المتواطئ مع جمر السهاد
في حنين الهُدب والبرد وغُربة الإرتجافات
فُتُوّة أناملُكَ تُلجّم فَناءَ أزمنتي
تجتثُّ رذاذ أحباري ..
وتغْمِس ترانيم الحياة في صمت أحداقي
وهاهو جسري فوق موج المعنى يمتد
فهلّا أتيت .. ؟؟
0 تعليقات
إرسال تعليق