ابراهيم المحجوب

 
اليوم ومع حلول العام الهجري الجديد اقول يحتفل المسلمون بفرحة لا يرافقها تطبيق ما جاءت من اجله هذه المناسبة لأنه ادعاء مزيف ولكن اقول يتذكرها من يتابع التاريخ ويقوم بعضنا بتهنئة البعض لأننا مازلنا نحمل في هوياتنا الشخصية عبارة(( الديانة مسلم)) ونعتبر هذا اليوم مجرد ذكرى لأشخاص تحملوا مسيرة الطريق لعدة ايام بين مشقة السير والجوع والعطش وهم يسيرون بين الجبال الوعرة والصحراء القاحلة قاصدين(( يثرب)) التي شرفها الله سبحانه وتعالى بقدوم خير البشرية الرسول محمد صلى الله عليه وسلم. وسميت المدينة المنورة..
نعم انها الهجرة النبوية والتي تعتبر اكبر حدث تاريخي وذكرى ذات مكانة عالية عند المؤمنين  والمقصود منها هجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام  من مكة بسبب ما كانوا يلاقونه من عذاب وعنجهية وحقد دفين من زعماء قريش الذين اخذتهم العزة بالإثم.. وكان ذلك في عام 14 للبعثة، الموافق لـلعام 622 ميلادية وقد اتُّخِذَ المسلمين هذه الهجرة النبوية بداية للتقويم الهجري. ونحن نعرف جميعاً ان الغاية من كل هذه المشقة يارسول الله هو نشر تعاليم الدين الاسلامي الحنيف ومعك هؤلاء المؤمنين بقضيتهم والذين ضحوا بأرواحهم واموالهم من اجل اثبات كلمة الحق واعلاء كلمة ((لا إله إلا الله محمد رسول آلله)) ولكن اين نحن اليوم من  ذلك؟؟؟؟
عذراً يارسول الله
فإننا خالفنا كل ما طلبته منا واتبعنا شهواتنا وملذاتنا الخاصة واصبحت بلاد الغربة ملجأً لنا نهرب اليهم من الجور والظلم الذي لحقنا بسبب حكوماتنا المتسلطة على رقابنا بالسيف...
اليوم وبسبب العلمانية التي جلبتها لنا الاحزاب السياسية بكل مسمياتها وهي مزيفه وبسبب التعصب الديني بكل مذاهبه المتطرفة والتي لم تمت الى الاسلام بشيء لا من بعيد ولا من قريب وبسبب تفاخرنا بالقومية اكثر من التزامنا بتعاليم ديننا الاسلامي الحنيف اصبحنا كالهباء المنثور......
عذرا يا رسول الله
فان عدد المسلمين اليوم قد تجاوز المليارين مسلم ولكننا اضعف بكثير من الذين هاجروا معك والذين لا يبلغ عددهم بالعشرات...
اليوم جميعنا يذكر حديثك الشريف والذي اصبح واقعاً نعيش به:-
((يُوشِكُ أن تَدَاعَى عليكم الأممُ من كلِّ أُفُقٍ ، كما تَدَاعَى الْأَكَلَةُ إلى قَصْعَتِها ، قيل : يا رسولَ اللهِ ! فمِن قِلَّةٍ يَوْمَئِذٍ ؟ قال لا ، ولكنكم غُثاءٌ كغُثاءِ السَّيْلِ ، يُجْعَلُ الْوَهَنُ في قلوبِكم ، ويُنْزَعُ الرُّعْبُ من قلوبِ عَدُوِّكم ؛ لِحُبِّكُمُ الدنيا وكَرَاهِيَتِكُم الموتَ))
عذراً يارسول الله
فإننا اليوم كغثاء السيل. تفرقنا المسميات الطائفية وتوحدنا الدنانير والمناصب وتجمعنا شهوات الدنيا الفانية ولايرحم الغني فينا الفقير... ويأكل فينا القوي  الضعيف...
عذراً يارسول الله
فإننا قد وضعنا المصاحف زينة في بيوتنا وهجرنا المساجد عنوة لأسباب صنعتها نفسنا اللوامة. وربما احد اسبابها التشدد الغير مقبول من باب الإنسانية..فكذبنا وقمنا بصنع الفتوى التي تناسبنا وصدقنا هذه الكذبة.   
عذراً يارسول الله.
 فلقد ابيح بيننا الربا وقذف المحصنات وأَكل مال اليتيم ونسينا الزكاة بسبب الضرائب التي تفرضها علينا حكوماتنا العلمانية...
عذرا يارسول الله
لقد ابيحت المحارم بيننا بكل صنوفها ومسمياتها واصبحت جزء من الواقع الذي نعيشه في  بلداننا الاسلامية واصبحت القوانين بيننا وضعية ولاتمت الى القوانين الاسلامية بشيء فاللصوص موجودين بيننا وبكثرة وبدلا من ان تقطع ايديهم قمنا بتقبيلها. واماكن بيع المخدرات والخمور منتشرة وبدون اي رادع  من الحكومات التي سلطها الله علينا لسوء اعمالنا...
عذراً يارسول الله
فقلمي يخونني بكتابة كلماته ودموعي تتساقط على صفحات مقالتي بسبب الحالة التي ارثي بها واقعنا الاسلامي اليوم....
فعذراً يارسول الله..
وعذراً ايها الصحابة المهاجرين معه....