فراس الحمداني

نعم .. لا تستغربو من العبارة في العنوان والتي دون شك انها مستقاة بتهكم من المثل او المقولة الدارجة ( الباب يفوت جمل ) والتي طالما استخدمناها في الدلالة على امكانية الطرد وبكل سهولة لمن لا نرغب فيه ولا يرغب هو بما نرغب فيه مجتمعين ..
وكي لا اخوض في غمار مقالتي بغياهب العبارات المبهمة دون توضيح سأدخل في صلب الموضوع ..
أمل .. امرأة عراقية طاعنة في السن لايمهني ما دينها او مذهبها او قوميتها ولكن ما يهمني انها أنسانة .. مواطنة من بلدي ادت ما عليها من واجبات المواطنة ولم تحظى بحقوقها منه .. كيف ذلك ؟ .. سأجيبكم .. ببساطة أمل .. ومثلها الكثيرات وجدت نفسها مرمية في الشارع في احدى المحافظات العراقية  بعد ان عق بها ابنائها وبناتها واغلقت بوجهها ابوابهم ولم تتسع لها بيوتهم بعد ان اتسع قلبها لهم جميعاً .. فضاقت بها السبل وعانت شظف العيش وأعتاشت على فتتات بقايا الاطعمة في زمن ال(لا) رحمة .. وصل الينا خبرها فقمنا بطرق ابواب المعنيين علها (تفووت) .. أمل .. وكلنا أمل بذلك .. فتحت لنا الابواب ولكن بفسحة ضيقة لا تتسع لحل مشكلة أمل .. فبتنا نكلم هذا ونحاور ذاك وفي كل مرة نجد أنفسنا نصطدم بجدار الروتين الذي يكلل السلطتين التشريعية والتنفيذية ولم نذدخر جهداً بشتى السبل حتى اننا اعتمدنا الطريق الرمادي ( طريق الواسطة ) وهو الاخر لم يوصلنا لمبتغانا البسيط والذي مفاده أن (يفووت) باب دار المسنين أمل التي لاتزال تفترش العراء في هذا الصيف اللاهب وتستظل بشمسه الحارقة بعد ان التحفت البرد في شتاء لا يرحم .. وظلت تسكن بين الرصيف والشارع  والسبب حسب ما يدعون هو الشروط والضوابط والتي تنص على ان يقوم احد ابناء المسن او المسنة بجلبه الى الدار ويتعهد بأوراق رسمية يوقعها على سلسلة امور مطلوبة عوضاً على الشروط التي يجب توفرها بالمسن  نفسه والمشكلة الكبرى هي ان لدينا مجالس محافظات وبرلمان وسلطة تشريعية تحترم حرية الرأي وحقوق الانسان  وتعمل على تذليل العقبات امام المواطن (في الاحلام )..
أمل .. وغيرها لا يزالون في الشارع .. والمسؤولين يمرون كل يوم من جوار الرصيف الذي تفترشه .. لكنهم ربما لايرونها جراء سواد نظاراتهم الشمسية وسواد ظلال زجاج سياراتهم الفارهة  ..
خلاصة الكلام واعصبوها برأسي .. تباً لهم .. وسيأتي اليوم الذي يقول لهم الشعب .. الباب (يفووت) جمل .. و بارادة شعبية تصنع قرارات صحيحة يصير الباب (يفووت) أمل ...