عماد علي العقابي


التخطيط هو مصطلح متداول منذ زمن طويل جدا الناس يخططون لنشاطاتهم لتحقيق اهدافهم. و مؤخرا اصبح هناك حقل معرفي يسمى الاستراتيجية، وقد مزج الناس هذين الامرين تحت مسمى واحد  وهو التخطيط الاستراتيجي، وللأسف الاستراتيجية شيء والتخطيط شيء اخر. لذا المزج بينهما تحت مسمى واحد يدعى التخطيط الاستراتيجي امر ليس له فائدة. معظم التخطيط الاستراتيجي الموجود الان في عالم الاعمال لا علاقة له بالاستراتيجية نعم الكلمة موجودة لكن المعنى بعيد.


التخطيط الاستراتيجي هو مجموعة من النشاطات والاهداف التي تصرح الشركة/ المؤسسة برغبتها في تنفيذها. ومنها "سنحسن تجربة العميل، سنفتح مصنع جديد ،ستشرع في اطلاق برنامج جديد لتطوير المواهب" والقائمة تطول وجميع هذه الاشياء تبدو جيدة لكن النتائج التي تعقب كل هذا لن تجعل الشركة سعيدة لا نها كانت بلا استراتيجية. 


الخطة ليس استراتيجية اذن ماهي الاستراتيجية؟ 


هي مجموعة من الخيارات المتكاملة التي تضعها في ملعب اختيارك بطريقة تسمح لك بتحقيق الانتصار اذا، هناك نظرية، اي الاستراتيجية لها نظرية خاصة بها ولهذا، الاستراتيجية تخول لنا معرفة لماذا ينبغي ان نكون متواجدين على هذا الملعب بالتحديد دونا غيرنا، وكيف سنتفوق في هذا الملعب على اي احد اخر في خدمة العملاء مثلا، وهذه النظرية يجب ان تكون مترابطة وقابلة للتنفيذ بحيث يجب ان تكون لك القدرة على تحويل هذه النظرية الى افعال كي تصبح استراتيجية عظيمة.


اما التخطيط لا يجب ان يبتسم باي شيء من هذا الترابط  وهو عادة يتمثل ما يريده الاشخاص الذي يعملون في مجال التصنيع الأشياء القليلة الذي يريدونها" كبناء مصنع جديد او اطلاق علامة تجارية جديدة" كما يريد فريق التسويق، وفريق المواهب يرغب بتوظيف عدد اكبر، وذلك يشكل قائمة من الرغبات لاوجود للترابط الداخلي بينهما ولا حتى مواصفات تحدد الطريقة التي يمكن لهذه الرغبات مجتمعة تحقيق هدفا ما تصبوا اليه الشركة.


لماذا القادة يخططون كثيرا ؟ التخطيط مريح جدا، فالخطط في العادة تتمحور حول الموارد التي ترغب بأنفاقها.


سنبني خطة، سنقوم بتوظيف عدد اكبر، سنطلق منتج جديد كل ذلك يقع ضمن نطاق التكاليف في الاعمال من يتحكم بتكاليفك؟ من هو عميل تكاليفك؟ الاجابة هو انت وذلك لا انت من يقرر كم متر مربع ستؤجر، كم عدد المواد الخام التي ستشتري، كم هو عدد الناس الذي ستقوم بتوظيفهم وهذه اشياء مريحة بشكل اكبر لان انت من يتحكم بها.


اما الاستراتيجية من ناحية اخرى تحدد نتيجة تنافسية ترغب بتحقيقها والتي تتضمن وجود رغبة كافية لدى العملاء في شراء منتجك او خدمتك بما يلبي احتياجاتهم مما يضمن لك تحقيق الارباح التي ترغب بالوصول اليها. الأمر الصعب هنا انك لا تتحكم بهؤلاء العملاء، قد تتمنى ان تتحكم بهم لكنك لا تستطيع، القرار بيدهم، وهذا امر اكثر صعوبة لذا، يعني ان تخرج وتقول هذا ما نؤمن بحدوثه لا نستطيع إثبات ذلك مقدماً .. لا نستطيع تقديم اي ضمانات لكن هذا ما تريد تحقيقه وما نؤمن ايضا بانه سيتحقق من السهل ان تقول" سأبني مصنع، سأقوم بتوظيف عدد أكبر .. الخ".


ان الاصعب هو ان تقول انني سأجعل العملاء في نهاية المطاف يعجبون بعروضنا اكثر من العروض التي يقدمها المنافسين.


الشيء المخادع حول التخطيط هو انه في الوقت الذي تخطط فيه هناك منافس واحد على الأقل يحاول معرفة كيف ينتصر.