زمان الدراجي
قبل أيام تعرض صديقاي الشجاعين الدكتور الاعلامي نبيل جاسم والفريق الركن جليل خلف شويل الى تهديد ووعيد وترغيب لأنهما نشرا ملفات فساد البنك المركزي وبيع العملة فيه وملف وزارة الدفاع وغيرها وبالوثائق! رغم وقوف كل الشرفاء معهما لكنهما في خطر وبنفس الوقت شجعان ! ربطت هذا الحادث مع حديث صديق اخر لي خائف من البوح بما لديه ! وهو المثقف الواعي الشجاع ! وهنا يجب ان نفرق بين الشجاع والخائف امام بعض الطغاة ، اتذكر ان قادة الاتحاد السوفيتي السابق ستالين وخروشوف ذوو السلطة وفق القانون ! وربطتها مع بعض قادة اليوم ذوو السلطة خارج القانون !
الدكتاتور الكبير الشيوعي جوزيف ستالين احد الطغاة الذي حكموا الاتحاد السوفيتي حينذاك وكان يفعل ما يشاء في البلاد والعباد دون ان يعترض احد او لا ينفذ ! بحجة الوطن والوطنية فبنى دولة قوية ! وبعد وفاته في عام ١٩٥٣! أنعقد المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي بزعامة الدكتاتور الصغير الشيوعي خروتشوف في عام ١٩٥٦، فتحدث عن فضح جرائم وظلم واستبداد ومساوئ رفيقه المخيف ستالين ! فقام بعض الرفاق بإرسال قصاصات ورقية مطوية إلى خروتشوف فيها اسئلة من بينها سؤال محرج هو : أيها الرفيق خروتشوف لماذا لم تقل ذلك عندما كان ستالين حياً ؟ قرأ خروتشوف السؤال أمام الجميع وقال ! من هو الرفيق الذي كتب هذا السؤال ؟ فلم يجيبه أحد ! وكان الصمت الرهيب للجميع ! ضحك خروتشوف وقال مخاطبا الرفيق المجهول والخائف الذي لم يكشف عن نفسه ، هل تعلم يا رفيقي لماذا لم أقل لستالين بأنه دكتاتور في حياته ؟ إنه نفس السبب الذي منعك من الاجابة والإعلان عن نفسك ! انه الخوف يا رفيقي العزيز ،
فما اشبهنا نحن بالامس واليوم ، فبالامس كنا في زمن النظام السابق نخاف ان نتكلم او ننتقد اي أمر او قرار لا علناً ولا سراً ! وكان بسبب الخوف ! وبعد عام ٢٠٠٣ بدأ البعض يشتم وينتقد ويلعن تلك الايام ؟ وهنا نحن اليوم نخاف قول الحقيقة أمام بعض قادة المال والسلاح وليس قادة فكر او سلطة قانونية ! وسنتكلم بعد رحيلهم عن مساويئهم وظلمهم وفسادهم وتدميرهم للعراق ! وقد نفتري ونؤلف قصص خيالية عنهم وبكل شجاعة الخائف بالامس وبالاسماء نتكلم عما تفعله عصابات مسلحة تعرفها الحكومة والناس ! وكذلك يعرفون اصحاب وأماكن ترسانات الاسلحة والصواريخ والاعتدة ! فلا الحكومة الخائفة تردعهم ولا الشعب المرتعب يتكلم ! انه الخوف ايها الناس الذي يصنع الدكتاتور والطغيان الفردي او الجماعي، فهل نستطيع وان نكسر القاعدة ونتكلم بوضوح ومصداقية كما فعلها الدكتور نبيل والفريق جليل وغيرهما والاطاحة باكبر الرؤوس المجرمة والفاسدة ، وياخذ القانون مجراه وتنفذه الحكومة بقوة ؟
هي أمنية عسى ان تتحقق .

0 تعليقات
إرسال تعليق