خالد محفوظ
مما لاشك فيه أن الرياضة أصبحت من مقاييس التطور والتحضر التي تميز الشعوب عن بعضها ، ومن المؤكد أن الدول المتطورة صارت تتفنن في رسم ملامح التطور للقطاع الرياضي عبر توفير أساسيات النجاح في شقيه المحترف والهاوي .
في بلد مثل العراق مازال يبحث عن الكثير من العوامل التي تساعده على استعادة مكانته الأقليمية والدولية يبدو قطاع الشباب والرياضة مغيباً تماماً عن المشهد في العقد والنصف الماضي مما جعل هذه الشريحة الواسعة فريسة سهلة للميليشيات المسلحة والمخدرات والأفكار الدخيلة .
السبب الأساسي لغياب الرياضة التي تمتلك قدرات سحرية على استيعاب الشباب هو عدم الأهتمام الحكومي حيث تناوب على وزارة الشباب والرياضة وزراء حزبيين لا علاقة لهم لامن قريب او بعيد بهذا الوسط وكان كل همهم هو تسخير الوزارة لخدمة احزابهم ولعل الوزيرين السابق والاسبق دخلا في سباق لتحويل الوزارة إلى مكتب مقاولات ينشئ ملاعب غير مكتملة في مناطق معينة تم اختيارها بكل أسف على اساس طائفي مقيت ومرفوض وهو ما جعل هذه الوزارة بعيدة كل البعد عن مهماتها الحقيقية في تطوير الرياضة والشباب .
اليوم ومع تسلم الدكتور أحمد رياض لمهام عمله وزيراً للشباب والرياضة وهو أول رياضي متخصص من مستوى رياضيي الانجاز العالي كونه لاعب منتخب وطني بكرة اليد لفترة تقارب العقد الكامل من الزمن مصاحباً لجيل يعتبر ذهبياً بكل معنى الكلمة وهو الأفضل على مستوى اللعبة ، ولولا فترة الحصار وغياب المشاركات الخارجية لكان حصاده مختلفاً جداً عربياً واقليماً وأسيوياً ، اقول اليوم مع استلام هذا الرجل المهني المتخصص لدفة القيادة الرياضية في العراق فقد استبشرنا خيراً لمعرفتنا الشخصية بعقليته الاحترافية وقدراته الشخصية في إعطاء المنصب حقه ، وفعلاً شَرع في التخطيط السليم المبني على أفضل ماتتبعه الدول المتقدمة رياضياً لكنه اصطدم بعوائق جمة من ابرزها غياب القوانين الحاكمة التي تنضم العمل الرياضي ومن بينها قانون اللجنة الأولمبية الوطنية العراقية التي تعتبر من الكيانات المنحلة والحريصة اي اللجنة على مايبدو من أجل استمرار الوضع على ماهو عليه من فوضى لأنها المستفيد الأكبر من الأمور وهي التي تستلم ميزانية تعادل ثلاثين مليون دولار سنوياً منذ أحد عشر عاماً اي ٣٣٠ مليون دولار حتى الآن لم تجلب للبلد سوى ميدالية ذهبية آسيوية واحدة برفع الاثقال خلال هذه السنوات الطوال وحصل عليها الرباع بجهوده الشخصية العام الماضي ، لنبقى نتحسر على برونزية المرحوم عبدالواحد عزيز الأولمبية الوحيدة التي تحصلنا عليها قبل اكثر من خمسين عاماً .
اعتقد جازماً ان محاولة السيد الوزير الدكتور أحمد رياض من أجل تصحيح أوضاع اللجنة الأولمبية ووضعها على الطريق الصحيح ادارياً ومالياً كخطوة اولى في ترتيب البيت الرياضي قد جعلت منه هدفاً لسهام المنتفعين من الفوضى وأدواتهم التي تحالفت مع عصابات الابتزاز في الأعلام الرياضي ممن باعوا ضميرهم ( ان كان لديهم ضمير ) للشيطان ، ان الدكتور أحمد الذي تعرض منذ اول يوم لتسنمه منصبه الى شتى أنواع الاتهامات والاشاعات الكاذبة والتي أثبت الوقت عدم مصداقية حرف واحد منها يستحق منا كل الدعم والأسناد في مسعاه وجهوده الكبيرة خارجياً وداخلياً من أجل السير بالرياضة العراقية في دروب النجاح وانقاذها من حالة الضياع والتشتت والفوضى العارمة التي تعيشها حالياً وكلنا نعلم ان سيادة الوزير كلما سار خطوة للأمام فأن المتضررين سيزداد صراخهم لأن الصراخ على قدر الألم .
نعرف جيداً ان مهمة إعادة الوزارة إلى السكة الصحيحة ووضع آليات عمل تتناسب مع الواقع القائم في البلد والقضاء على مخلفات الحقبتين السابقتين وسلبياتهما تحتاج إلى جهد ووقت ليس باليسير ، لكننا نعلم ايضاً ان معالي الوزير يمتلك كل المؤهلات والقدرات على المستوى الشخصي لتجاوز المرحلة الحالية وبناء مستقبل واعد للرياضة العراقية بأعتباره قائدها الأول بمعاونة فريقه الذي يضم من الأكفاء القادرين على مساعدته في تنفيذ خططه بعيداً عن حملات التضليل والاستهداف التي تطال شخصه المتميز بين الحين والآخر من قبل أشخاص معروفي الاغراض .
الرياضة العراقية لديها فرصة اليوم للوقوف على قدميها فهل سندع هذه الفرصة تمر مرور الكرام !
ام اننا سنتحمل مسؤوليتنا المهنية والاخلاقية من أجل التمسك بهذه الفرصة ؟

0 تعليقات
إرسال تعليق