خلود الحسناوي ـ بغداد

زئبقتي ..

سيدةُ الحفل ..

تلكَ ،

التي تظهرُ وتختفي ..

لها قامة كما الناي ،

تَشُدني بتلكَ الشفتين

اللتين تشبهان حبتا كرزٍ ..

كلما نَطقتْ بحروف اسمي ..

تلكَ الرشيقة ُ..

ذات الفستان الأسود ..

هــي ،

سيدةُ السهرة لهذا الميلاد ..

فلن اسهر هذا العام ..

وستكونين انتِ الميلادُ ذاته ،

وكل الخلائق شهود

حفلة راس السنة لهذا العام ،

مختلفةٌ عن غيرها ..

سازينها ، بــ

شموعٍ ، من ظلام

وازاهير، من الشوك

ونجوم ، لاضوء لها

وكؤوس، من عصير الصبر

من سنينَ أُعَتِـقُها ..

لهذه الليلة ..

منذ ان مرَّ قطارُ العمر ..

وتركَ تلكَ المحطة المهجورة ،

تَملؤها ذكرياتُ العابرين ..

وبخيال خصبٍ ،

شاهدتُها من بعيد ،

 وقد لوحَت لي ..

بمنديلها المخملي ،
المطرز بالورود ،
من خلف نوافذه

حتى تسارع النبض ..

وارتبكتْ كلُّ الحواس ..

يا امرأةً من بلور ،

شديني ،

وراقصيني حدْ الثمالة ..

يا امرأةً ،

هي اسطورة،

 في صفحة التأريخ

خذيني اليكِ،

شديني نحو سمائكِ

واحمليني غيمةً بين الطيور ..

فكؤوسي ظامئة ٌ،

عطشى ،

حين يزورها ذاك الحنين .

أُراقِصُكِ كنخلة شامخة
تغمرُني بفيء وعطاء وثمر..

تـشِع كنجمة شجرة الميلاد ..

تلكَ السيدة التي ..

يغرق الشعر في بحوره امامها ،
وتضيع ُ قافيته ،

وتختلُ اوزانه .

انها سيدة الحفل

نجمة سهرتي ،

 ولؤلؤة الميلاد المجيد ..

هكذا ،

بمهارةٍ كان يَصفني ..

ياااااااه ماهذا ؟؟!!

انتهت الحفلة بعد الثانية عشرة،

واصبح الصباح ،
ولاح الفجر،
فكان ذلك بعض حلمٍ ،  

ارسلهُ البابا نؤيل،

بكيس الجوارب

قرب المدفأة .