ابراهيم الدهش

رغم تفاقم الازمات والحراك السياسي والمجتمعي عند اغلب البلدان العربية ، تبقى أزمة العراق ولبنان موضع يثير الجدل فيما يمر به البلدان من تصعيد وهيجان شعبي متشابه في المطاليب والتوقيت .. 
سياسةالطائفية والفساد والبطالة.. 
يبدو أن موجة ثانية من الربيع العربي اجتاحت المنطقة العربية ووصل مداها هذه المرة إلى العراق ولبنان ، فهنالك قواسم مشتركة بين المظاهرات في العراق ولبنان تختلف عن ثورات الربيع السابقة ، وهي كالأتي :

* في العراق منذ اكثر من 100 يوم , حشود ضخمة غير مسبوقة للمحتجين الذين خرجوا بسلمية للمطالبة بأبسط حقوقهم في ساحة التحرير وسط بغداد و المحافظات الجنوبية من العراق وخاصة البصرة و ذي قار و ميسان والكوت والديوانية والوسطى النجف وبابل وكربلاء ،حيث خرج مئات الآلاف من الشباب إلى الشوارع والساحات رافعين شعارات تدعو إلى تغيير الأنظمة الحاكمة و القضاء على الفساد و محاسبة الفاسدين ، وهذا الأمر ذاته شهدته مدن لبنان وسط العاصمة بيروت امتداداً إلى بقية المدن اللبنانية الأخرى. 
* إن البلدين يعانيان من الانقسام المجتمعي وعانيا من حرب أهلية وصراعات طائفية ، كما أن لدى البلدين دستورا يقسم السلطة بين مختلف المجموعات الطائفية والعرقية. 
* مئات الآلاف من العراقيين واللبنانين طالبوا باستبعاد كل المسؤولين الحاليين عن المشهد السياسي ،حيث حدثت العديد من الاشتباكات بين المحتجين والأمن رافقها العديد من الاعتقالات أمام مبنى البرلمان وحرق الإطارات.
* في العراق حاولت جهات بقمع هذه التظاهرات بوسائل مختلفة من اعتقالات واغتيالات ورمي بالرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع والاعتداء 
* تدعم طهران حزب الله اللبناني مالياً وعسكرياً وسياسياً ، أما في العراق فتقدم ايران الدعم لمجموعة واسعة من القوى السياسية بشكل ملحوظ وامام الملئ..

ونحن على مشارف نهاية فصل الشتاء تم إيقاد شعلة الأزمة من اجل تغير الأنظمة الحاكمة ، والقضاء على الفساد والفاسدين ومحاسبة الذين سرقوا قوت الشعب وتطبيق قانون (من اين لك هذا ) من أصغر مسؤول الى رأس الهرم ، اضافة الى تنزيل القصاص العادل بمن أجرم بحق المتظاهرين السلميين ..
 وبغض النظر عن تشابه الأحداث بكافة تفاصيل رغم عدم الغوص في أعماق أسبابها و مسبابتها يبقى لنا سؤال  
هل نحن مقبلين على ربيع عربي في الوقت الحالي ، أم تستمر برود الشتاء والتي تتزمان مع برودة الحّس الوطني لدى المسؤلين الى فترة أطول ..