حيدر ناشي آل دبس 

شاهدت مؤخراً الفيلم المصري (خط الموت) والذي كان يُعرض طوال الاشهر الأخيرة الماضية في دور العرض السينمائي في مصر، هذا الفيلم الذي أنتجته شركة الدرة للإنتاج الفني، من بطولة (علا غانم، وأحمد صلاح حسني) وبظهور متميز للفنان العراقي الكبير (باسم القهار) وقد تكونت لدي عدة ملاحظات أود أن أوجزها في هذه الأسطر.
بادئ ذي بدء أطرح سؤالاً غريباً، هل كان خط الموت فيلماً سينمائياً؟ ومن هذا السؤال أبني ملاحظاتي، ونبدأ من القصة وسيناريوها، فالقصة مجترة كثيراً، فهي تعتمد نظرية المؤامرة على العالم العربي ومصر بالأخص، من قبل الكيان الصهيوني وحلفائه، وهي قصة لم يعد يصدقها حتى البسيط في وعيه، لما نعرفه من رثاثة الواقع العربي، وإنعدام المشاركة في الحضارة الإنسانية التي وصلت لمستويات يكاد عقل الإنسان العربي لايفقهها، فهو يتعامل معها على إنها نتائج فقط دون البحث في صيرورتها وتطورها، وحتى لم يفكر في المشاركة بتطوير النتاج البشري العلمي ليبقى ضحية الاستهلاك المتخلف، لذلك أسأل ماذا لدينا حتى يتآمر علينا الآخرون؟
أما السيناريو الذي كتبه مخرج الفيلم ذاته (محمد عادل) فكان عبارة عن أفكار غير مترابطة، وأحداث مجتزءة، لايوجد بينها قاسماً مشتركاً، والثيمات الثانوية كانت للحشو وليس لها علاقة بسياق الفيلم وفكرته، والأمر الآخر قضايا التآمر السياسي وتجارة السلاح وتهريب الآثار وفقر العائلة المصرية لا يمكن أن تُختزل بمشاهد مدتها (٧٠) دقيقة، فضلاً عن مستوى الحوار الذي كان بائساً، فلا يجد المتابع فيه أي إلتقاطة أدبية أو فنية ولا حتى إجتماعية.
نأتي الان للاخراج، فقد أوضح خط الموت بساطة المخرج ورؤيته المبنية على أفكار سابقة، وكذلك تعامله مع مواقع التصوير التي بينتْ ربما إصابته (بالزهايمر) وعذراً، فكيف تكون الفيلا الأولى مسكن باسم قهار وريم البارودي، ومسكن الصعيدي تاجر الآثار، وحمدي مساعد رجل الأعمال الخليجي، أي إنها ڨيلا بموقع تصوير ثابت وأثاث ثابت ملك لعدة أشخاص، والڨيلا التي بيّن الفيلم (وسأقول فيلماً لانه لاتوجد تسمية أخرى توّضح ماهيته) ملكيتها لأكثر من شخص، كذلك مواقع التصوير فهي لم تُجسّد الواقع، وكأنما في مسرح الأسود والأبيض في فقر الديكور وثباته عبر كل المشاهد، كذلك الحراس وأسلحتهم الظاهرة وكأنهم في حرب وهم في الجبهة، والمضحك إن شخصية (عدنان) التي تدير كل العمليات الاجرامية تكون قضية إغتياله عبر مقطع فديو بسيط على موبايل (فايز/ باسم قهار). 
نسلط الضوء الان على الأداء، فقد كان فقيراً لكل الفنانين ومن ضمنهم فنانا الكبير صديقي باسم قهار الذي أثرت عليه اللهجة المصرية، فاللهجة المصرية لاتعتمد على اللفظ فقط وإنما النغم، فهي لهجة وسطية معيارها الأول التنغيم في لفظها، وهذا ما يجعلها محببة لسامعها، أيضاً ضعف العناصر السابقة أثر على أداء بقية الفنانين، وبالاخص أحمد صلاح حسني المتأثر بأداء نسيبه الفنان (أمير كراره) فيحاول تقليده في جميع أدواره.
لابد من ذكر موضوعة إستشرت في الأداء العربي وهي السيجارة التي يستخدمها الكثير من الممثلين، لتبيان عفوية الأداء، حيث أصبحت فكرة مستهلكة، فمن غير الممكن أغلب الممثلين يستخدمون السيجارة لتغييب إستخدام اليد في الاداء، وكأنما اليد لا يمكن السيطرة عليها إلا في السيجارة.