د. سميرة محمد \ الاردن
مفهوم السلام من الجانب الفلسفي والذي نادى به الفيلسوف الالماني" ايمانويل كانط" فقد تناوله من رؤية سياسية وتناوله لم يخل من الوجهة الاخلاقية حيث يرى ان الانسان بطبعه مدني وانه عضو في مجتمعه وله الحق في ممارسة الحرية فالحرية شرطا من شروط السلام واحد المثل العليا. ويعتقد المفكر الالماني" كازيخ "ان ثمة ثلاثة اسباب جوهرية تؤدي الى العنف وهي: الضغينة والمغالاة في الظلم، وعدم العدل، والمظلمة والاضطهاد، بينما اعتقد الروسي "فاسيلي فالنفسكي" انه بتنمية السلام كمسالة انسانية في عقل الانسان والامم سوف تندثر فكرة العنف تدريجيا. في حين أكد الفيلسوف الفرنسي" جان جاك روسو “على ضرورة التفريق بين المصالح والحقيقة في السياسة والاخلاق. بينما يرى المفكر "وليام بن" في مشروعه السلمي ضرورة توفير العدالة على النطاقين الداخلي والخارجي وضرورة وجود مجلس دولي يمثل كل الدول. واكد الشاعر الروسي" ألكسندر بوشكن" على اهمية الكفاح من اجل السلام والحرية والديمقراطية لأهمية ودور السلام في الحياة.
ببنما عرفت الجمعية العامة للأمم المتحدة عام (٢٠٠٠) السلام بانه "مجموعة من القيم والتوجهات وانماط السلوك واساليب الحياة التي تقوم على احترام حق الحياة وانهاء العنف وتنمية اللاعنف وممارسته عن طريق التعليم والحوار والتعاون والاحترام والدعم الكامل لحقوق الانسان وحرياته الاساسية والالتزام بتسوية الصراعات بالطرق السلمية واحترام ودعم الحق في التنمية وتكافؤ الفرص بين الرجل والمرأة ،واحترام حق كل فرد في حرية التعبير عن الراي والحصول على المعلومات واحترام مبادئ الحرية والعدالة والتسامح والتضامن والتعددية والتنوع الثقافي والتفاهم بين كافة مستويات المجتمع الواحد وبين الدول".
ان رؤية السلام كمشروع مستقبلي بعيد المدى تحقيقه لا يحدث الا بتغيير الانسان وسن القوانين والتخلي عن الجيوش التي تعد تهديدا دائما للسلام، فلا بد من الانتقال من علاقات القوة الى علاقات القانون على ان لا نغفل دور العوامل الاقتصادية والاجتماعية والايدولوجية، ويمكن الوصول للسلام من خلال:
* حفظ السلام: ويعني الفصل بين المتخاصمين وتزويدهم بحوافز لإيقاف العنف.
*صنع السلام: اي ايجاد حل للنزاع او وقفه وهنا يكون السلام هشا لان الاسباب غير المباشرة للنزاع كالظلم والتمييز والتحيز لم تعالج وقد يعود العنف ثانية.
*بناء السلام: ويعني ذلك الوصول الى سلام دائم من خلال اقامة مؤسسات اقتصادية وسياسية وتربوية عادلة، لاقامة السلام القائم على العدل الاجتماعي وازالة اسس الظلم واركان العنف ومبررات النزاعات.
ويتطلب تحقيق السلام وجود اشخاص يعملون معا لحل النزاعات واحترام معايير العدالة وتلبية حاجاتهم الاساسية، والمحافظة على حقوق الانسان، وبذلك يكون المجتمع الذي يعمه السلام هو المجتمع الذي ينعم فيه افراده بالرفاه الاقتصادي، والعدل الاجتماعي، والمشاركة الديمقراطية، والتوازن البيئي، وغياب الحروب وذلك بحل النزاعات بطرق سلمية، وللأسرة والمدرسة والجامعات ومؤسسات المجتمع ووسائل الاعلام والدولة دور فعال في نشر قيم وثقافة السلام.
ولثقافة السلام مفاتيح اهمها:
*احترام الحياة وكرامة كل كائن انساني.
*رفض كافة اشكال العنف وتحقيق العدالة عن طريق الاقناع والتفاهم.
*العيش المشترك مع الاخرين بسلام.
*الاستماع للأخرين واعطاءهم الحق في المشاركة والتعلم.
*المحافظة على الكوكب الذي نعيش.
*التسامح والمساواة والتضامن.
*العدالة الاجتماعية بين الافراد.
*المشاركة الديمقراطية في صنع القرارات.
وهناك معوقات كثيرة تحول دون تحقيق السلام ومنها:
*الافتقار للقدوة الحسنة.
*سيادة ثقافة العنف.
*ضعف المشاركة المجتمعية.
*البيروقراطية.
*نفي الاخر وغياب ثقافة الحوار والعزلة.
*غياب قيم العدالة والمساواة.
0 تعليقات
إرسال تعليق