ابراهيم الدهش


ظهر مؤخراً الاهتمام بالتراث والفلكلور في أغلب البلدان العربية خاصة الدول التي تتمتع بعادات وتقاليد وأعراف وصاحبة تاريخ، ورغم هذا الاهتمام من قبل ذوي الاختصاص والباحثين والمعنيين بشؤون التراث والفلكلور إلا أنه أصبح التعامل مع هذا الموضع نوعاً من أنواع الحضارة يتفاخر به الجميع وخاصة من الذين يقتنون القطع التراثية والفلكلورية القديمة.. ويمكن تعريف الفلكلور أو التراث الشعبي على أنه مجموعة من العادات، والتقاليد، والمعتقدات التي تنتقل بطريقة شفهية بين الناس، كالحكايات أو القصص. والحكواتي هو الشخص الذي يروي لنا الحكاية أو القصة أمام مجموعة من الأشخاص وبعض الاحيان أمام شخص واحد، وكذلك الأغاني القديمة والرقصات والدبكات الشعبية الفلكلورية عند بعض البلدان العربية التي تعتز بعاداتها وتقاليدها القديمة، وكذلك الطب الشعبي ....
 وفي مطلع القرن التاسع عشر ازداد الاهتمام والتركيز على الموروث الشعبي ، ولم يقتصر فقط على البلدان العربية بل اتسعت الرقعة إلى  الكثير من دول العالم في هذا الشأن ، فكانت المتاحف الفلكلورية والتجمعات الأدبية والثقافية المعنية بهذا الغرض بحيث اخذت مساحة واسعة في الجانب الإعلامي وتسليط الأضواء عليها حيث ظهر المهتمون بالألبسة الرجالية والنسائية القديمة وأدوات الطعام والشراب والأسلحة البدائية القديمة ولوازم الطبخ وأماكن الاستراحات القديمة والافرشة والحلي النسائية والتحف ، حيث اعتبر علماء الفلكلور والأنثروبولوجيا والمهتمين بشؤون التراث والفلكلور أن هذه العادات والتقاليد والأدوات القديمة المستخدمة ، ماهي إلا تاريخ وعنوان ذلك البلد وجزء مهم من الأمور الآثارية إضافة الى تعبير متخيل للناس عن رغباتهم ، وسلوكياتهم ، وقيمهم الثقافية وما يتداولونه في تلك الحقبة ، ويعتبر الفلكلور عاملاً مهماً في دراسة المجتمعات البدائية وفهم تاريخ البشرية بشكلٍ عام . حيث يملك كل بلدٍ تقريباً ثقافة فلكلورية خاصة به.
كما تكمن أهمية الفلكلور في كونه وسيلة لنقل المعرفة والثقافة من جيل إلى جيل حيث يعتبر الثروة مصدر جذبٍ للسياح في حال اتقان العمل بالشكل الصحيح فيدفعهم الشغف إلى التعرف على ثقافات وعادات جديدة وتجربة كل ما يرتبط بها كالمأكولات والطقوس وغيرها ، مما يشجع على  التعاون بين الثقافات ويقوي أواصر التسامح والسلام وبناء جسور التفاهم بينها .ويعتبر التراث أيضا  همزة الوصل والوسيلة المثالية  لربط الماضي ، والحاضر ، والمستقبل مما يضمن الحفاظ على هذا الإرث ، ويعتبر الفلكلور مهماً بشكل كبير لأنه يضمن الاستمرارية ، والبقاء ، ووجود نوع من الهوية للبشرية .. وتعتبر الدولة أو الحكومة الشريك المهم والأساسي في تفعيل مثل هذه المشاريع إضافة إلى دور المواطن الباحث عن تاريخه وهويته