سيد عبد العال سيد


يدخل قاعة العرس التي تتزين بالمصابيح النارية، مفتخراً بليلته التي يتحاكون عنها.. اصطدمتْ عيناهُ بالجالسين على الكراسي وهم يأكلون اللحوم النتنة لكنهم لا يشكرون.. إنهم أقزام بني روح.. انتابتهُ حالة من الرجفة عندما رأى أحدهم يصعد فوق رأس أخيه ناطقاً بصوت عال: مبروك عليك بنت الملك الأحمر.. علتْ البسمة وجههُ وراح يتمتم بكلمات التعويذة التي تقربه من شريكته (زعفرانة).. فامتلأت القاعة برائحة البخور.. فتجلتْ بهودجها البرونزيٍ، ونزلتْ منهُ بفستانها الشفاف الذي يبرز كواعبها الناضجة.. حاول أن يمسك يدها البيضاء وهم يرقصون من حوله بحركات عجيبة.. من هناك جاء كبيرهم يخطو ببطء إليه واضعاً في عنقه قلادة الملوك السبعة.. على الفور قررتْ أن تجلب له أخبار العالم الأرضي حتى يصل إلى صندوق أمه المدفون تحت جدار الحائط.. وعندما أتتْ به وضعتهُ بين يديه اندهش ثم رفع غطاء الصندوق وجد صرة من القماش بداخلها قطعة صابون وزجاجة عطر.. نظر إليها.. ضحكتْ كثيراً وكثيراً ...