نزهت حالي


عالم السياسة في تغيّر،والتغيرات آتية لا محالة في الطريق، ثمة عدد كبير من التطورات والمواقف والتفاصيل الجديدة تحدث في عالم اليوم،لا تحضر حتى في مخيلة الكثير من الناس. وكمحصلة حتمية فإن المستقبل من باب أولى ان يحمل متغيرات اكبر مما يحمله الحاضر .

 فالإنسان في مجال العلم والتكنولوجيا في تطور دائم، إذ إنَّ مستجدات العلم والتكنولوجيا الحديثة والثورة المعلوماتية، تسهل حياة الانسان وتوفر له الرفاهية، لكن من جانب آخر القوى العظمى والقوات الإقليمية تنتج الأسلحة الفتاكة والمتطورة باستمرار، لذلك هي في صراع كبير بغية الحصول على الموارد الطبيعية (المادة الاولية)، والبحث عن الأسواق المفتوحة لتصريف منتجاتها وتحقيق الهيمنة الأكثر.

وعلى الرغم من أن فيروس كورونا كان له تأثير كبير على السياسة والاقتصاد العالمي لكنه سينتهي في المستقبل، فتصبح التغيرات أسرع والضغوط الخارجية والداخلية على الدول النامية أكثر تفاقماً.

في الوقت الحاضر ونظراً لتكنولوجيا المعلومات، ومواقع التواصل الاجتماعي، أصبح الناس أكثر وعياً وحساسية من الماضي، باتوا يطالبون بحقوقهم ومشاركة سياسية اكثر.

جيل هذا العصر ليس كأجيال الماضي، فهو ملم أكثر بنوع وأسلوب الحياة وعيش مواطني الدول المتقدمة، يقارن حياته مع حياة الدول المتقدمة، هذا الجيل يبحث عن الفرص المناسبة لأثبات ذاته، وإخراج امكاناته وقابلياته لتطوير نفسه ودولته.

فأمنيات وضروريات الإنسان بحسب أقوال بعض العلماء لا تكون محصورة في الأشياء المادية فقط، لكن هناك أولويات منها العيش بكرامة وباحترام وتقدير مكانته في المجتمع، لهذا نجد تزايد ضغوط الشباب على الدولة والحكومات للحصول على فرص أكثر في تحقيق تلك الاحتياجات المادية وغير المادية.

 الدول الديمقراطية والمتطورة تشتغل على وفق دولة المؤسسات الحقيقية القوية والوطنية التي تسعى لخدمة الصالح العام والمواطن، دولة تراعي التعدد والتنوع وجميع المكونات، وليست دولة خاضعة بمقدراتها لخدمة شخص أو مجموعة، بل دولة تعدّ الموارد البشرية أغلى ثروة في البلاد والتي تسمى بالثروة البشرية ومقياسها مستوى التعلم وقابلية العمل وخبرتهم التقنية وصحتهم، آنذاك هذه الدول باستطاعتها تلبية مطالب الشباب أكثر وفسح فرص العمل لهم، هذه الدول التي هي صاحبة سياسة واستراتيجية واضحة ووتكون على فهم عال للسياسة الدولية، و من هنا يستطيعون في تلك الدول الحفاظ على الامن والمصالح الوطنية في اي مكان من العالم ، والتي دائما في تغيير ويفيدون من الفرص لمواكبة التغيير المتسارع.