التقوى مخافة من الجليل

الباشا صادق سعدون البهادلي

التقوى كما عرفها لنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام هي العمل بالتنزيل والخوف من الجليل والرضا بالقليل والاستعداد للرحيل .والعمل بالتنزيل هو العمل بأحكام القرآن الكريم كما أمرنا الله عز جل وهو يحوي علوم الأولين والآخرين وكل أمور الحياة في قوله تعالى ( بسم الله الرحمن الرحيم والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويأتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله ان الله عزيز حكيم ) صدق الله العظيم .والخوف من الجليل هو أن تجعل الله رقيبك في كل أعمالك. وخالف النفس والهوى واعصهما وكن لأمر الله ممتثلا. والرضا بالقليل هو أن تؤمن بما قد قسم الله لك من رزق فالقناعة كنز لا يفنى وما من دابة على الأرض أو طائر في السماء الا وعلى الله رزقها. والاستعداد للرحيل فانظر إلى نفسك اخي المسلم ما اعددت ليوم الحساب من طاعات وعبادات والله يقول في كتابه العزيز. بسم الله الرحمن الرحيم (يا أيها الناس اتقو ربكم ان زلزلة لساعه شيء عظيم يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما ارضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وماهم بسكارى ولكن عذاب الله شديد) فاغتنم فرصة شبابك قبل مشيبك وقوتك قبل ضعفك واطرق كل أبواب الطاعات فرسول الله صلى الله عليه واله وسلم يقول (اعرف الله في الرخاء يعرفك في الشده) نعم ان كل الأعمال الخيرة هي طاعة الله عز وجل في السراء والضراء وكل يطيع الله عزوجل حسب ما استطاع ولا يكلف الله نفسا الا وسعها ....