الأديبة نيسان سليم رأفت



لا أدري
أيُّ الأشياء تموتُ أسرع ؟
القلبُ الذي فقدَ قدرتَهُ على الشغفِ
أم العقلُ المترنحُ في صحوِ سكرتهِ .
والرغبةُ المعلقة في المنتصفِ
كأنَّ الأكتمالَ يرعبُها
في ليلٍ لم يغفلْ عن حملِ صوتِ الذئبِ
إلى ظلِّ صورةٍ لا معنى لها .
صورة ٌلا تعني أحداً إنَّه وجهي فقط
 وجهي الذي يقولُ الكثيرَ
 في مدينةٍ سكانها فقدوا سمعَهم
في حربٍ طويلةٍ مع الحياةِ
من أين اتيتِ بهذا الوجه ؟
 هل ذرّوا الملائكةِ غاراً على صلصالهِ؟
أم أنهم نحتوه من لحاءِ شجر ِالعود
أكنتِ تربة للريحان في الفردوس الأعلى !! 
أم لُففت بمهدٍ من ورق التوت
أعود لأسأل نفسي كما تسأءَلَ الملائكةُ
 الشامات التي تغطي جسدي
 كأنه مسكنها
أليست هي قبل الملائكة
أذن
لما الان أصبحتُ أبنةً للشقاء
 مهاجرةً في الأرض
اسري فيها مثل  لقمةٍ سائغة
أركن جسدي المشلول إلى نافذة
رهينةً للساعات التي تدور عقاربها
وتزيد من عداد عمري
ساعة تلو الأخرى
أنفث التبغ بروح منتشية
أُدقق كل ما توالى عليّ
ولأني أملك قدرة الأحتيال على الزمان
 أنشطر لكتلتين
كتلةً تغزو الوقت وتمشي مع الزمان  خطوةً بخطوة
والكتلة الأخرى روح عتيقة
تعود بي لعالمي الآخر
أرمم ما خذلني بالعدول عنه ندماً
يتركني على قارعة الذكريات لأتلمسها بأصابعي
مثل لوحةٍ على جدار متحف
حتى هنا أشعر بأنني مسروقٌة ومعروضٌة لنفسي
أقتفي مراحل السقوط والتئام اللدغات
 ها أنا أكبر فجأةً
أقفز أعوامًا إلى الأمام.
فأراني جالسة في مكانٍ بعيد
كالطيور النادرة
 أغني ببحة صوت ضئيلٍ
وفِي رأسي السؤال الذي يملأ فراغه
ما الذي سيتغير ؟؟؟
لو كان أسمي يحملُ طعمَ عطرٍ أنثوي
 ومعنى لا يتعدى المحلية "مديحة" أو "ليلى
فتاةٌ عاديةٌ بأفكارٍ رشيقة ٍ
وفطرةِ مخيلةٍ تكاد تخلو إلا من بعضِ الأسئلةِ
 عن سببِ صريرِ البابِ ،
 وعن فرارِ الظلِّ من نورِ الشّمسِ ،
 متلبسة بروح قطةٍ  مصون
 تحملُ أسرارَ ساكني البيتِ بكلِّ وفاءٍ
 لم تبتزهم يوماً بأكثرَ مِن إطعامها ٠٠٠٠٠
ما كنت أفعل!!! . . 
والأيامُ دونَكِ . تمرُّ ثقيلةٌ ،
 تمرُّ مثلَ عقوبةِ مائةِ سوطٍ في ذاتِ الموضع
نصوصُ روحي
 ذابت
مثل فصِ الملحِ..... بعدكَ !!!