د. فاتح عبدالسلام


كلمة البعض لا تصمد كثيراً في قضايا مختلفة تخص الوضع السياسي بالعراق ،ذلك ان الجميع طامس في مسارات الرذيلة السياسية التي تهضم حق الوطن باسم الحزب ولغاية المصلحة الذاتية ووفاء للداعمين الخارجيين وانصياعاً لشياطين الفساد والنهب والتزوير.

ما معنى بعد ثماني عشرة سنة محتقنة بالمفاسد أن نقول لا يجوز التعميم وعلينا أن نقول البعض .

أين هو هذا البعض الذي نحلم ونتغنّى به، وربّما نحتمي موهومين به أحياناً ؟ وماذا فعل هذا البعض ؟ أين من الممكن أن نجده؟ هل في وزارة معينة أو لجنة برلمانية أو مجلس محافظة أو في هيئة مستقلة أو حزب أو تكتل أو تيار أو جهاز أو دائرة؟

اذا كان هناك هذا البعض (المشرق ) والذي يمثل الأمل لا تأثير له وباقيا مسحوقاً على طول الخط أمام الخطوط المتحكمة الاقوى منه سنة بعد سنة فما فائدة وجوده اذا كان موجوداً حقاً؟

من حق المواطن العراقي أن يتساءل، اذا كان لهذا البعض وجود ضمناً هنا أو هناك، فمن أين كل هذا الخراب الذي يقف العقل الاقتصادي والاصلاحي عاجزا عن فعل شيء لتقليل خسائر المصائب التي حدثت وليس تجنبها .

لقد كان هذا البعض أداة طيّعة بيد الاغلبية الساحقة التي سحقت البلد، وكان هذا البعض مثال العجز الذي لا يحتاج الوطن امثاله لأنه يزيد من الاحباط والنكوص والتمزق.

وبعد ذلك نسمع مَن يتساءل بالقول من أتى التردي والتخلف والفساد واستفحال الوهن؟

هذا البعض كان شمّاعة المسؤولين الضعفاء، وكان يجري استخدامه معكوساً على السن مسؤولين في وصف السوء ليصيبوا بسهامهم البعض ويعلنوا براءة البعض الآخر .

ماهذا البلد الذي لا يعرف المواطن فيه بعضَه السيء من بعضه الحسن ، ولا يدري متى يتبادل صفات السوء والصلاح هذان البعضان، اللذان اجتمعا على خراب البلاد؟