ترجمة: ماجد الحيدر
شعر"كزال ابراهيم خدر



جُنبدةً كنتَ في حديقة بلدتي
صرتَ ندى الصباح
صرت نوراً في ليلةٍ مقمرة
ثم غدوت أوراق شجر
أما أنا فخططتُ الضياء والأوراق
فحطّت بأحضاني
رويدا رويدا، في طلق قصائدي،
كأنسام السهوب، كنثيث المطر

عن عشقه الآفل فتشت
لكنني، لأجلك،
صرت درويشا مرسَلَ الشعر
قارعَ دفٍّ هائما
مثل عاصفة ثلجية مجنونة
وفي رفقة الألحان والأغنيات
وعويل الجبال..
استحلتُ بخارا وصعدت للسماء

رفيقةً صرتُ للغمام
في خيالي سكنت، وفي مهجتي
فراشةً غدوتَ
صفراء مزخرفة الجناح
آه كم كنت جميلا، كم كنت بهيا
طاهرا ونقيا !

نسيم بارد لامس جسدي
مع المطر المنهمر
غدوتَ حادي قافلة
تقطع مروج شمسي
وفي سطور قصائدنا
تعانقنا، تبادلنا القبلات
وامتزجنا بالشمس والأفياء
صرتُ أنا ثلج شتاء
وأصبحنا.. جذعاً وشجرة.

خصلات شَعرك
أبيات في شِعري
وبحيرة لأحزانك
وهبتها شبابي
وبين نظراتك وابتساماتك
ولد عشق امرأة
كنت تهمس لها بالمواعيد.

بين رنين الأقداح
في ليلة للشراب
تملأ خيالي وعقلي
يا أرقّ صفحات روحي
تارةً تستحيل شجرةً بنفسجية
وسط شبّاكِ قلبك
في عناقٍ دافئ
تضحك الخضرة فيه
تارة تستحيل سرابا
تنثر في قلبي ماء الورد
وأستحيل لأجلك
كناريا صامتا
وتارة يبلل الدمع جيدي
حين تبكي بحرقة.

عندما أكتب شعرا
تتمايل مثل لبلاب بيتنا
مع نسيم الصباح،
فأتضرع .. اتوسل الى الإله
كي تظل خالداً
كي يبقى قوس قزح
ولا تكف الطيور عن الغناء
ولا تبكي أنت.

أرجوك لا تجعلني
وحيدة، غريبة
كي لا يبلغ الخريف
بثوبه البارد الشاحب
بخصره النحيل
بشَعره المدثّرِ بالقصائد
دنيا أهدابِك
وعيونك السَكرى.

ينهمر المطر على هامتك
قطرة في إثر قطرة
ويبلل حنجرتك التي
جفّت من سنين
فتكتب مثل امرأة جميلة
مرثية لشباب الوطن
وأغنيات للتراب

أنت
أنصع ثلوجي بياضاً
ساعةَ ينساب عشقي وهيامي
في أسراب كلماتك الرقيقة
أبدا لا أريد ان تكون وحيدا
حتى تظل قامتك الفارعة
وشعرك الملون، وشفاهك الناعمات
سامقةً مثل صفصافة.