رياض هاني بهار
الوقاية من الجريمة يتطلب خلق مناخ استنكار جماعي بالجريمة والمجرم، وهناك دور فاعل لكتاب المسلسلات في الوقاية من الجريمة لا
يقل أهمية عن الاجراءات الشرطية التقليدية ، وفلسفة الوقاية من الجريمة تقوم على مبدأ المسؤولية المجتمعية ، والاعلام جزء من مهمته الوطنية هو مكافحة الجريمة،
في العراق نمتلك خامات تصلح الكثير منها لكتابة مسلسلات اجتماعية ناجحة ، بسبب تواجد عصابات المافيا وعصابات الخطف والمخدرات وسراق المال العام، والمشكلات الاجتماعية المستعصية المحفزة للكتابة عنها، توجد عناصر الخلل كلها التي تأتي بأدوات الكتابة من دون أي عناء ، لكننا لا نملك أدوات كتابتها، نملك المادة الاساسية عن الجريمة واللصوصية، والبحث والتحري، لكننا لا نملك الخيوط التي تحول ذلك إلى مسلسل، ولطالما حدثت عندنا جرائم شبيهة بالتي تحدث في دول عربية اخرى وتوحي بكتابتها،
لكن ما شاهدته في بعض الحلقات من مسلسل وطن للشخصيات الشرطية اخجل من تكملة حلقاته لأنها تشعرني بالغثيان للملابسات في حواراته واحداثه (الجاهل بالقانون، الامي بالمهنة، مضطرب الشخصية، يهتم بالأمور التافهة ، محدود الوعي ، الفقر المعرفي المهني ، والغير منضبط وظيفيا ) كما ان المؤلف والمخرج لم يتوضح لديهم مهام رجل الشرطة ، تارة يجعلونه استخبارات ، وتارة محقق ، واخرى ضابط نجدة ( الظاهر تائهة عليهم المهام )
لدى العراق كنوز من خبرات وطنية وجنائية وامنية وادارية وتنظيمية وطاقات ابداعية متنوعة مهدورة ومشتتة ومبعثرة لم تستفاد منها المخرجين والمنتجين والسيناريست وهذا يدلل على قصر النظر ، بعدم اخذهم هذه الكفاءات بنظر الاعتبار ، اعداد لرجال الشرطة المتقاعدون من عام 2004 ولغاية نهاية 2018 حيث بلغت اعدادهم (الضباط 2721) ولو اخذنا بنظر الاعتبار رتب الضباط حسب فئاتهم ( فريق 33 ولواء369 وعميد831 وعقيد 741 ومقدم 344 ورائد 245 ونقيب175)، لم يتمكن المخرج او السيناريست من الاتصال بأحدهم لتعديل النصوص ، في حين بمصر لا يخرج اي نص مالم يخضع الى تدقيق احد الضباط المتقاعدين على السيناريست ، واضرب مثلا سر نجاح مسلسل (وادي الذئاب ) في التسعينات كانت بسبب تنسيب رائد الشرطة رعد من مكافحة الاجرام معهم طيلة فترة تصوير المسلسل لتصحيح كثيرا من الاخطاء ، اما في هوليوود فان اي سيناريست لن يمر الا بعد ان يطلع عليه احد ضباط الشرطة المتقاعدون المتعاقدين مع شركات الانتاج السينمائي ، الخلاصة المسلسل احداثه غير متجانسه وحواراته مخجلة
الخلاصة
أستطيع أن أقول إنه توجد جريمة منظمة في الواقع، وما على الكاتب إلا أن ينقلها إلى الورق ليصنع مسلسل ، ومن ثم يصنع مشاهدا هو في الأصل موجود في كل تلك الأحداث، لكنه مع ذلك لا يستطيع الكاتب كتابتها منفردين بكتابات سطحية، نصيحة للمؤلفين والمخرجين العراقيين استعينوا بالممارسين بالعمل الجنائي الميداني ، او تدريسيين جنائيين وممارسين مهنيين مما مكنتهم وظائفهم من تقديم تراكم خبرة في هذا الميدان، وضرورة اتسامها بخصائص مميزة في الرؤية لتكن الكتابة واقعية وناضجة ، كما يفعل اخوانكم في مصر وتونس ولبنان والخليج ، لكن هناك قصور مقصود من الداخلية واضحا بعدم امتلاكها أسماء الخبراء الجنائيين الوطنيين وهذه عقدة (من بالخدمة جراء من خارج الخدمة) ، وكما يسجل تقصيرا على نقابة الفنايين ونقابة الصحفيين التي لم تضع معايير مهنية لمراجعة النصوص
الوقاية من الجريمة يتطلب خلق مناخ استنكار جماعي بالجريمة والمجرم، وهناك دور فاعل لكتاب المسلسلات في الوقاية من الجريمة لا
يقل أهمية عن الاجراءات الشرطية التقليدية ، وفلسفة الوقاية من الجريمة تقوم على مبدأ المسؤولية المجتمعية ، والاعلام جزء من مهمته الوطنية هو مكافحة الجريمة،
في العراق نمتلك خامات تصلح الكثير منها لكتابة مسلسلات اجتماعية ناجحة ، بسبب تواجد عصابات المافيا وعصابات الخطف والمخدرات وسراق المال العام، والمشكلات الاجتماعية المستعصية المحفزة للكتابة عنها، توجد عناصر الخلل كلها التي تأتي بأدوات الكتابة من دون أي عناء ، لكننا لا نملك أدوات كتابتها، نملك المادة الاساسية عن الجريمة واللصوصية، والبحث والتحري، لكننا لا نملك الخيوط التي تحول ذلك إلى مسلسل، ولطالما حدثت عندنا جرائم شبيهة بالتي تحدث في دول عربية اخرى وتوحي بكتابتها،
لكن ما شاهدته في بعض الحلقات من مسلسل وطن للشخصيات الشرطية اخجل من تكملة حلقاته لأنها تشعرني بالغثيان للملابسات في حواراته واحداثه (الجاهل بالقانون، الامي بالمهنة، مضطرب الشخصية، يهتم بالأمور التافهة ، محدود الوعي ، الفقر المعرفي المهني ، والغير منضبط وظيفيا ) كما ان المؤلف والمخرج لم يتوضح لديهم مهام رجل الشرطة ، تارة يجعلونه استخبارات ، وتارة محقق ، واخرى ضابط نجدة ( الظاهر تائهة عليهم المهام )
لدى العراق كنوز من خبرات وطنية وجنائية وامنية وادارية وتنظيمية وطاقات ابداعية متنوعة مهدورة ومشتتة ومبعثرة لم تستفاد منها المخرجين والمنتجين والسيناريست وهذا يدلل على قصر النظر ، بعدم اخذهم هذه الكفاءات بنظر الاعتبار ، اعداد لرجال الشرطة المتقاعدون من عام 2004 ولغاية نهاية 2018 حيث بلغت اعدادهم (الضباط 2721) ولو اخذنا بنظر الاعتبار رتب الضباط حسب فئاتهم ( فريق 33 ولواء369 وعميد831 وعقيد 741 ومقدم 344 ورائد 245 ونقيب175)، لم يتمكن المخرج او السيناريست من الاتصال بأحدهم لتعديل النصوص ، في حين بمصر لا يخرج اي نص مالم يخضع الى تدقيق احد الضباط المتقاعدين على السيناريست ، واضرب مثلا سر نجاح مسلسل (وادي الذئاب ) في التسعينات كانت بسبب تنسيب رائد الشرطة رعد من مكافحة الاجرام معهم طيلة فترة تصوير المسلسل لتصحيح كثيرا من الاخطاء ، اما في هوليوود فان اي سيناريست لن يمر الا بعد ان يطلع عليه احد ضباط الشرطة المتقاعدون المتعاقدين مع شركات الانتاج السينمائي ، الخلاصة المسلسل احداثه غير متجانسه وحواراته مخجلة
الخلاصة
أستطيع أن أقول إنه توجد جريمة منظمة في الواقع، وما على الكاتب إلا أن ينقلها إلى الورق ليصنع مسلسل ، ومن ثم يصنع مشاهدا هو في الأصل موجود في كل تلك الأحداث، لكنه مع ذلك لا يستطيع الكاتب كتابتها منفردين بكتابات سطحية، نصيحة للمؤلفين والمخرجين العراقيين استعينوا بالممارسين بالعمل الجنائي الميداني ، او تدريسيين جنائيين وممارسين مهنيين مما مكنتهم وظائفهم من تقديم تراكم خبرة في هذا الميدان، وضرورة اتسامها بخصائص مميزة في الرؤية لتكن الكتابة واقعية وناضجة ، كما يفعل اخوانكم في مصر وتونس ولبنان والخليج ، لكن هناك قصور مقصود من الداخلية واضحا بعدم امتلاكها أسماء الخبراء الجنائيين الوطنيين وهذه عقدة (من بالخدمة جراء من خارج الخدمة) ، وكما يسجل تقصيرا على نقابة الفنايين ونقابة الصحفيين التي لم تضع معايير مهنية لمراجعة النصوص
0 تعليقات
إرسال تعليق