معتز الجعمي

أيها العابرين الطارئين على التأريخ والجغرافيا ،  الا تعلمون أن الحرب كما يقال سجال يوم لك ويوم عليك ، ليس مبررا لأي فئة إذا هزمت أو تلقت الضربات في قعر دارها الهش ، ان ترد على ذلك بحقدٍ أعمى وجبان وتضرب الحجر والشجر والشيخ والمرأة والطفل والطرقات والجسور والمنشآت وغيرها ،، الحرب في الإسلام  ليست حرباً همجية ولا عدواناً سافراً ولا قتالاً مجرداً من كل خلق وفضيلة ، كما أن الحرب قد وضع لها قيود وضوابط وآداب ، بحيث ان من عرض للقتال لا يقاتل إلا بقدر ما يحقق الهدف المراد فقط ، فلا يقتل إلا من قد تهيأ إلى قتاله وقاتله فقط ، فإن عجز عن ذلك فليسحب رداء الخذلان و الهزيمة من ساحة المعركة بشرف المحاربين ، محافظاً على ما تبقى من ماء وجهه ، علماً ان حربكم بشتى أنواعه ليس لها مبرر أو هداف كما تدعون بل هي مصالح شخصية و عدوان سافر  وهمجي لا يخفى على ذي لب ، جرائمكم بحق هذا  الشعوب العظيمة خير شاهد عليكم .. 
فليس مبررا لكم إذا قاتلتم فئة أو جماعة أو دولة  ان تقتلوا من لم ينتصب لقتالكم  أيها الجبناء ، وتتجاوز بذلك الأخلاق ، تقتل طفلا وتروع آخر ، وتفجع الآمنين العزل في منازلهم ، وتقلق سكينتهم ، وتحول ليلهم من سكينة إلى فزع وخوف ،  مخالفًا تعاليم الإسلام وضوابطه وآدابه في الحرب ، متناسيا متجاهلا ما نهى عنه الإسلام حيث نهى عن قتل المرأة في بيتها ، والراهب في معبده ، والفلاح في مزرعته ، وحصر الحرب في ميدان الحرب فقط ، مراعاة لبقية الناس
من النساء والأطفال والشيوخ والممتلكات من الضرر ، وحمايتهم من الاعتداء والقتل بغير حق  ، حيث ان الله لا يحب المعتدين ، قال تعالى :
( ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين )

"فأين أنتم من كل هذا يا أغبى وأجبن المحاربين"

تعلموا الحرب وأخلاق الحرب ونظام الحرب أولاً ، 
ومن ثم تعالوا إلى ساحات المعارك  للقتال  ، 
لا تجعلوا الحقد الدفين والخوف الكبير في قلوبكم يعمي بصائركم ، فاليد المرتعشه تطلق النار بشكل كثيف ولكنها لا تستطيع تحقيق أي هدف ، 
أما القوة الحقيقة لا تكمن في المعدات الحديثة ، ولا في السلاح المطور والثقيل ، ولا في المال كما تعتقدون وتتباهون به ، ولا تكمن القوة والشجاعة أيضا في الطائرات التي تواجهون بها الشعوب العظيمة الصامده ، متحصنين ومتوارين خلف السحب ، بل القوة والشجاعة تكمن بالمواجهة والعقيدة الصحيحة والمسيرة القرآنية الراسخة في قلب كل فرد يجاهد و  يدافع عن أرضه التي تغتصب ، وعرضه الذي ينتهك ، وعن دينه ومقدساته ، التي أصبح الرعاة يطبعون و يتاجرون بها ، صامدً بأقل الإمكانيات والتدابير  ، متوكلا على الله الواحد الناصر لدينه ولعباده الصادقين المتمسكين بالله وبالحق وحده . فيا أيها المطبعون وفي المجون متقدمون ، حقا إنكم المارقون الحاقدون .. مهما حلقت طوائركم وارتفعت وقتلت ، فلا تنسوا أن الله فوق كل متجبر وظالم . وفوق كل شيء ، وهو الجبار المتجبر العادل ، القائل 
( ومن اعتدى عليكم فعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم )