محمد عبد القادر
 
استمعت كما استمع العالم كله أمس إلى كلمات مندوبي الدول الأعضاء بمجلس الأمن وكلمة السيد / سامح شكري – وزير خارجية مصر-  خلال مناقشة أزمة سد أثيوبيا . وكم كانت كلمة الرجل التي ارتجلها بالكامل منسقة مرتبة جامعة مانعة. فما ترك بندا من البنود ولا عنصرا من عناصر المشكلة إلا وتحدث عنها طبقا لترتيب حدوثها الزمني ، في تسلسل منطقي للأحداث يحسد عليه وكأنه يقرأ من مرجع أمامه. ثم اعلن مطالبه ، ولم ينس أن يؤكد على حق أثيوبيا في التنمية ، في موقف ديبلوماسي راق لاشك انه يحسب له كما يحسب لمصر كلها والتي يمثلها. إلا ان الأهم وما لفت نظري وأثار إعجاب كل المراقبين ومشاهدي الجلسة هو سرعة بديهته وتحفزه التلقائي لأي تلاعب بالكلمات او مناورة من المندوب الأثيوبي، وقد كان ، فما أن أنهى مندوب أثيوبيا كلمته ،التي ضمنها بعض الكلمات الدالة على الإثارة ولي الحقائق والتحريض ضد مصر، والإيحاء بأنها تهدد بحل عسكري ، حتى رفع الرجل يده طالبا الكلمة مفندا حديث مندوب أثيوبيا محذرا إياه من أن مثل هذه المغالطات لا يمكن أن تبني ثقة بين الأطراف.كم كان الرجل مركزا ومنتبها لكل كلمة تصدر عن كل متحدث ، لاسيما ممثل أثيوبيا الذي بدا وكأنه لا يريد للجلسة أن تنجح مطالبا بأن تكون مناقشة الموضوع كاملة من مهام الإتحاد الأفريقي . فإذا بأسد الخارجية في كلمات قليلة يذكر المجلس أن أولى مهامه هي الحفاظ على السلم والأمن العالميين في إشارة ذكية بارعة إلى أن الأزمة في طريقها إلى التعقيد وليس الحل.
كل التحية والتقدير لأسد الخارجية على أسلوبه في عرض القضية والتصدي لمحاولات التدليس والغش. بارك الله في رجال مصر الأوفياء. وتحيا مصر.