ثائرة اكرم العكيدي


مظاهرات الطلبة في السليمانية وحلبجة ، وربما تمتد الى باقي مدن كرستان تؤكد ان المعاناة واحدة في كل مكان من البلد، فقط هناك عوائل متنفذة تملك عقلية ماكرة ومخابراتية ، فتبني لنفسها المولات والطرق والفنادق ومدن الألعاب وغيرها،ثم تعرضها على انها لاهل كردستان ، المحرومين حتى من رواتبهم وأبسط مستلزمات عيشهم ، فينبهر الناس بها .شعب كردستان الذي  يعاني الأمرين من بطالة مزمنة و تهميش إجتماعي. إذ كانت مجمل تلك الموجات من الإحتجاجات الشعبية بمثابة صرخة شعب تذمرا و سخطا علي أوضاعة المعيشية التي أضحت في الحضيض. فأغلب المتظاهرين هم من الشباب المتضررين من البطالة التي طالت أمدها و غياب العدالة الإجتماعية أو تسوية وضعية العمل المؤقت الذي هو في ظروف تعيسة جدا بدون تغطية إجتماعية. فهنا تبرز تلك النقمة علي تلك الحكومات لدي أغلب مواطني الاقليم  المحتجين والذين أصبحوا يعانون من فقر مدقع و غياب للعدالة الإجتماعية التي لم توفر لهم عيش لائق و كريم في أوطانهم و التي أصبحوا يعتبرون غرباء عنها. أما البقية من مواطنيهم   فقد لجؤا إلي خيار الهجرة نحو الدول المتقدمة لعلها تجد فيها لقمة العيش الكريم و إيجاد الذات في الحياة ،زعماء لا يستحون ولا يخجلون زعماء يهتمون بحيواناتهم الاليفة، أكثر مما يهتمون بالشعب، وعندما يقال عنهم انهم يمتلكون مليارات الدولارات ويسكنون القصور، بينما شعوبهم تعيش ظروف قاسية خاصة إقليم كردستان على وجه الخصوص تدفع بهم  إلى موجات هجرة متكررة تسببت آخرها في أزمة بيلاروسيا والتي ذهب ضحيتها شباب كرد لاذنب لهم سوى انهم ارادوا العيش حياة كريمه والتي افتقدوها في اوطانهم .إن ما يشهده إقليم كردستان  العراق منذ أيام عديدة من غليان داخلي شعبي ما هو إلاّ وصول دكتاتورية الاحزاب الحاكمة  الى أعلى مراحلها ، والى الذروة في الطغيان والإستبداد والإستعلاء إذن ، كما يبدو فإن الشعب الكردي في إقليم كردستان  العراق قد صحا من غفوته التي طالت ،أن الأزمة الاقتصادية في كردستان العراق لا تقف أسبابها عند أعتاب الخلافات بين سلطة الإقليم والحكومة المركزية، بل أيضا هناك حالة من الفساد المستشري في الإقليم، حيث يحظى المنتمون إلى الأحزاب الكبرى بامتيازات في التشغيل وفي الحصول على منح وفي المقابل تعاني الأغلبية من ارتفاع معدلات البطالة.وفي الفترة الاخيرة اصبحت المعاناة اكبر لدى المواطن الكردي بعد زيادة كبيرة في اسعار البنزين وباقي المحروقات الاخرى 

يجب أن ينتهي زمن المسايرات والتدليع، والتحالفات غير المجدية.بماذا يخدمني زعيم يمتلك مليارات الدولارات وهو لم يدفع فلسا واحدا لإنقاذ طفل او لسد رمق عائلة.

هناك اعصار قادم لن ينجو منه احد، سيأكل الأحزاب والشعب من كافة الطوائف، والذي ينجو من هذا الإعصار سيعيش ما تبقى من عمره، اما مشوها او مريضا نفسيا،

لانعلم نحن العراقيين من زمن بعيد لم تنعم شعوبنا بلذة العيش الكريم حكمها المستبدون منذ الازل وسلطوا سواطهم وظلمهم علينا ،هل من المعقول ان يبقى العراقيين يطوفون على بحر من الثروات دون ان يروا مردود الخير منها ؟ وهل من المعقول ان تبقى الحكومات المتعاقبة على هذا الشعب المسكين عاجزة عن ترجمة هذه الثروات الى حياة رغيدة حرة كريمة..؟ وهل اننا ندور في نفس الدوامة التي تلفّنا منذ بداية القرن الماضي وحتى اللحظة من سياسات التجويع والاهمال والحروب والعنف والارهاب و....الفساد الذي يمثل آخر واخطر الآفات المحدقة بنا، كل يوم نرى الإذلال المُذِل على أيدي حكامنا الذين تمادوا في التسلط والظلم، وصارت الشعب لديهم لا يساوي شيئا  بل ربما اعتبروها مجرد قطعان من الأنعام يسوقونها كما يشاءون بالسياط على الظهور والسيوف على الرقاب. وفي ظل هذه الوحشية التي تعددت صورها من الظلم أو العدوان والتجني، الإذلال والإخناع التي توالت  لعقود من الزمن في خدمة حاكم ينعم بكل أدوات الترف والتنعم والاستجمام، ويمارس كل أساليب القهر والاستبداد والاستعباد وتكميم الأفواه وإلجام العقول، والكل منضبط في طابور طويل يمد يده لعطاء يناله من السيد الكبير في استجداء ترسخ في هذه العقول التي توقف عندها التفكير منذ أن عَقَلَت أن المستبد الذي يحكمها هو رازقها الذي عليها أن تخضع له، وتتقي غضبَه وجبروتَه، وتتوسَّل عطفَه وعطاءَه، وتخدُمَه، ثم تشكره أن اختارها في خدمته.سلوك أبناء عوائل السلطة في العراق هو واحد من زاخو للفاو، متشابهون جدًا، ويتعلمون من بعضهم البعض كل موبقات الأرض من سرقة أموال الشعب وقمع وقتل احتجاجاتهم، وتغييب الناشطين، حتى تخييط أفواه الناس واستعبادهم، لكن هذا الجيل يقول لهم هيهات، والظلم لا يدوم والأيام دول،هذه الاضطرابات والتظاهرات قد تؤثر على صورة إقليم كردستان الذي يحاول أن يظهر كملاذ للاستقرار والازدهار الاقتصادي في عراق قوضته الحروب والنزاعات المتكررة.

اليوم يحز في نفسي ويؤلمني مااراه في شوارع السليمانية الحبيبه التي لطالما عشقت كل شيء فيها حتى برود شتائها

ورداء جبالها الناصع البياض حتى فترة الصيف ،لقد أعطتني السليمانية الكثير في حياتي والتي رايت فيها ملجأ لي ولعائلتي ولأكثر العرب الذين نزحوا اثناء فترة داعش لقد رأينا في السليمانية الوطن الذي افتقدناه فارجوا من اهلها التريث لان هناك جهات لاتكترث ان ترى السليمانية يحل بها الخراب لاسامح الله ،ارجوا ان تكون السلمية هي شعار المتظاهرين وعدم الغوص في متاهات قد نندم عليها الكل يعلم هناك من يدس بالمخربين بين المتظاهرين كما يدس السم في الكاس فارجوا الاخذ بالحيطة والحذر . المطالبة بالحقوق واجب مشروع في جميع البلدان لكن هناك من ينظر بعين الترقب لكي يرى خراب هذه المدينة العريقه هذه المدينة التي كانت وما زالت ملاذ ومأوى لجميع القوميات والاديان.

حفظ الله السليمانية واهلها من كل مكروه ..