بلقيس خيري شاكر البرزنجي

مَن أنا؟
وسط حيرتي وأرتباك عقلي،
تبدو كل الأشياء غريبة لي.
ما هذا؟
كل شيء يتراءى لي بالمقلوب،
أنعكست صورتي بالمرآة ،
قدماي للأعلى ورأسي،
المحموم منكس إلى الأرض.
لاشيء يذكرني بي!
أصبح تفكيري مشوش لااشعر بالزمان أو المكان،
حتى بت لا أستطيع جمع شتاتي المبعثرة كشظايا المرآيا المحطمة على أرضية غرفتي.
كيف حطمت نفسي؟
حقآ لا استطيع فهم فلسفة تكويني الأزدواجية،
التي تقف عائقا امام اي تفكير منطقي،
لعلني الملم اشلائي المبعثرة .

وأنا في دوامة التفكير أجتر ذكرياتي القديمة،
أرتديت ملابسي كالعادة ،
ولكنها اليوم بالمقلوب،
لقد ربطت أزرار قميصي خلف ظهري!
حتى ساعة جدار غرفتي،
أصبحت تخالف قوانين الوقت،
دق جرسها عند السادسة صباحا؟
وليس عند الثانية عشر ليلاً!!
تيك تاك تيك تاك.

أفتح جوالي وأنقر على الكيبورد،
تترتب الكلمات من الحرف الأخير
إلى الحرف الاول بالمقلوب.
أطالع أخبار الجريدة  فأرى صور الناس
تتخبط تائهة بالمقلوب.

هناك شيء في فلسفة ذاتي لا أفهمه.
أصبحت أعيش في عالم مليء بالضلالات و الأوهام ،
أود تناول الطعام بأخمص قدمي!
وأمسك الشوكة بالقدم الثانية، هكذا بالمقلوب.
كل شي يتراءى لي بلا معنى!
وكأني في دراما سخيفة لا تنتهي.
تتبعثر اجزائي فجأة!
لتسافر إلى تيه في دهاليز نفسي،
لكنها لاتجدني؟!
كاللص الذي هرب من نافذة الزنزانة،
فور رؤيته الضوء  المتسرب منها،
مشاعر وأحاسيس غير منطقية تخالج نفسي،
أرى ذاتي هكذا مبعثرة!
بين كومة قش قام بجمعها مزارع،
ونقلها بعربة إلى حضيرة الأبقار،
و بدأت الأبقار تعطيني القش وأنا من اتناوله،
هكذا اصبح كل شيء غير عقلاني وبالمقلوب
حتى أتى المزارع ووصفني بالمعتوه،
و بفورة غضب أطلقت عليه رصاصة!
لكني وبدون إدراك!
أمسكت المسدس بالمقلوب؟
فأصابت قلبي المتمرد المجنون،
وأرتميت على الأرض،
جثة هامدة لا أحد يراها!
لأنها ذهبت في دهاليز الوقت بالمقلوب.