بقلم دنيا الحسني / العراق

 تَّفْرُ الروحُ إليكَ كطَير مُهَاجر
   
يَسرحُ فْي أَرضِ حُبِّكَ مَعْنى

 وَيعْزِفُ الوَجْدُ ناياً
 
يَّمْرُ ذْكرُكَ فْي كلِ لَحْظَة ٍ

 تَرتيلةُ عَشق مِنْ جنُونِ
 
تَّلقَفَها القَلبُّ فأَنصَبَتْ

صَّلاةُ الحُبّ لتَكْونَ آيه

فْي هَّواكَ الحبُّ يُلامِسْ

 ثَنايا القَلبَّ بِسْمُوِ الْشْعُّورِ

فْي لَيالِي العَشقِ الإلهْيه

تَسْكرُ فْيهِا مَريَم بإحْساسِ

 رُّوحِ عَابِدةٍ صُوفِيه  
            
يُسْقِيهَا هَّواكَ الصَّفيُ فْيهِ

مَوارِدُ أَنْهارٌ وبحُور رَبانْيه   

رَّقَتْ مَنابِعُهُ بِصَفْوَةِ الهُّدْى

 وَ رَّقَ هَّواهَا بِنُورِ مَولاَها

 وفَاضَ النْورُ  مِّدْرارًا

مَنابِعْهُ الحِّكْمَةِ سَواقِيها    

إن حْبُّكَ نَبعَ الحَّياةَ

 وأَنفاسَها مَقْرُونَةً بِكَ رَواقِيها   
 
وَذْكرُكَ المُقَدَسُ إِطْمئْنانَ

قَلبّها الغَريب بَّياناً وَتفْصِيلا   

تُسْكِن إليكَ سِبْرَ أَغْوارِها

فْي مَلكْوتِ العَشقِ تُأوِيهْا
      
قْندِيلٌ مُعَلقٌ تَّحْتَ العَّرشِ

يَّسْرحُ فْي جَنّةِ المَأوَى

وَحَّنايا الرُّوح مُعَبَدة رِحَابها  

تُخَبيءُ فْيِها إشْتِّهاءِ الخلُود

فَيهْبِّطُ وَحْيٌ وَ إلهامٌ

 يَعْتَري لَيلَها الوَضْاح طَوِيلاً  

عَميقٌ فْي الرُوحِ يَّتَجَلى

بِأَسْرارِ  آياتِ  الحَبْيب
 
يَتلُوها صُحُفاً مُطَهَرة

فْيِها كتْب قَيمَه مَعانِيهَا

كَلِماتُها قَطَراتٌ مِنْ بَحْرِ

الحكْمَةِ وارف نَخْبها

تَّغسِلُ الفْؤادُ وابِلَ النَّدَى

 لَّمَا عَّزَ صَدِيَ مروجِّها

فَهَطَّلَ سَّحابُ الغَيْب

حُكْماً وَعِلْمًا يَرويِها

فَجَادَتْ رأَفتُكْ بِفَيضِ التَّكْريِمِ

 وَالرِّضا لِرقَّةِ وَجْدِها  

بوَصْفِ مَّحْضِ الوِّدِ وَالزُلفَى

 قربَّةٌ مْنكَ تُرضِيها   
           
 شَّواهِدُ كلُ الوّجُود أَنتَ مْوَلِيها

 وَ كل عْيون العُشَاق

السَاهِرة فْي ليّالِيها

تُخاطِبُكَ بِصَمْتٍ

تَّنْهِيدةُ عَشْقٌ سَّماويَة

فَتَنْفخُ فْيِها مِنْ رُوحِكَ

حُبًا لتُحْييها.


اللوحة المعبرة مع  القصيدة

 بريشة الفنان إياد الموسوي/ العراق