الشاعرة دنيا الحسني/ العراق
أمي يا زَهرةُ عْمري
و مَعكِ أَحْلى أَيامُ سنْيني
أَنْتِ فْي دُنياي قْصَةٌ
بَدأَتْ فْي قَلبّي الصَّغير
وتَّرعْرعَ فْي عُهْدةِ حُبّكِ فَريضَة
فَسّواكِ فْي شَّرعِ الحُبّ المُقَدسِ نَوافْل
صَّحائفُ عَشقُكِ كَتَّبتُها وَدوَنتُها
وَتيِرةُ تَّنْهِيدة صُوفْية
تَّغدو وتَّرُوح بأَودية ٍ
أَزهَرتْ فْي رَّبيعي أَدبٌ وشَعر
تَّتجَلى منْذُ طفُولَتي فَي بْحُورِ الخَّيالِ
وَخَّواطْرِي تَّفيضُ عَلَى الوجُّودِ دُرَراً
كُلَ صَباح ٍ ومَساء
فأَسْتَقبلي فَّيضُ شَّوقاً هَاتِف
آسمَى آياتُ الحُبّ والسَّلام
لتَّملَئي رُوحي مِنْ نَبْعِ
حَّنانكِ حبًا سَّماوياً
وَنفْحَةٌ تَّتهاوى مِنْ مُحَّياكِ
رَونَقهُ مِسكُ حُّور الجْنَان
وَكَيفْ يَّنضَبُ وأَنتِ مَنْبَعهُ
فْي عَّينِ فَّيضِ الرَّحْمنِ
إستَّفاقَتْ غْيومُ الرَّبيعُ
مِنْ نَّظرَةِ مُقلَتَيكِ جَّمالاً
ذَرأَتِ نَبضاً يُنعِشنِي فْي رَّوضَتُكِ
أَجْملُ أَسْرارِي الرُوح والعَصا والصَولَجان
و بِحارُ العَشقِ مِنْ قَّطَراتِ طَّلِ السَّماء ِ
كَالؤلؤ المَّكنُون تَّطفُو فَّوقَ
رَاحَتيَكِ عَلَى الوجُّود ِفَهَّبَ نَّسِيمُ
الأَلطَافِ فْيِها نَّجاتِي وَمُناجَاتِي
يَّمرُ بِنَّهرِ الكَوثَرِ عَذب
سِرُ مُبتَغاهُ القَّداسَةَ إعْتَّصَمتُ
بِهِ عَنْ العَالمِ
يأَخْذُنِي إلى لُقيّاكِ عْندَ بزُوغِ الفَّجر
نُّور وَجْهُكِ قَمرٌ مُنِيرٌ يَّغْمرُنِي
كَ وَّحيٌ إلهّي
لَما تَّجَلى حسْنُكِ فْي مَنازلِ
العْفَّةِ وَ الحَّياءِ
أَبحَرتُ فْي بَحرِ الكَلامِ لأَقْتَفِي
لَكِ مِنْ مَملَكَةِ الهَّواشِمِ
أَكاليلُ الرَّوح ِ والرَّيحَانِ
وزهُور الفْردَوس مِنْ أَحْلَى
وأَجْملِ الكَلام
أمي يا جْسرُ الحُبّ المُقَّدَس
الصَّاعْد بِي إلى الجَّنة ِ
صَّلواتُكِ الصَّامتَة المُقَّدسَة
تُهدِينْي إلى لُجَّجِ الحْكمَة ِ
ومَلكَوتُ السَّماوات
رَسَّمتِ لِي خُطواتْ سَعادَتي
قَبلَ أَن تَرى عَينْي النُور
زَرعتِ الفَّرحَ وروداً و نَثَرتِي
عَبيرُ رائِحتُها فْي أَرضي الطَيبةِ
قْطَعٌ متَجاوراتْ وَجَنات مِنْ أَعناب ٍ
وَزروع ٍ ونَخيل صْنوان وَغَيرُ صْنوان
وَجَعلتي مِنْ رُوحِكَ المُقَّدَسَةِ
وشاحٌ يَحمينْي وَدقاتُ قَلبُّكِ
النَّقيُ تَّنهِيدةَ سَّكِينةً و إطْمئنَان
لقَلبّي بأَجْملِ الأَلحانِ
عُزفَّتْ مِنْ عَالمِ الغَيبِ تَّرنيِمةٌ أَحْلام
طَرَبتْ لَها رُوحي العاشِقَة المُتَّعلقَة
بعَينَيكِ وَحْدَهُما نُور الأَمل
وبقايا الأَحلام يَشعُ بَريقٌ
وثَقةٌ بِوعّدكِ لِغَد ٍأَجمَل
يزَينُ أَيامُ حَياتِي أَحفَظيني
فْي رضّاكِ بَاقي أَيامي
بِعبقِ الذكرَيات ِ
أمي يا حُباً خالداً أَهواهُ
يا جسراً سماوياً جَبين السَّماء
يَهديني إلى رَوضِ الهُدى
و سُلَمِ حُبِّ الله .
0 تعليقات
إرسال تعليق