الشاعرة / عالية محمد علي


أخطأت أذ أدمنت الدفء
يوم كان البرد
عدوّي
تتفست اعتدال فصولك
وانا مغلقة العذابات
كان من الاجدر بك ان
تتبناني
لتكتمل دورة شبق
الازهار
فاشفق على نفسي من
الانتظار
أتحسس وحشة المكان
أتذمر من الوسادة  في
سرّي
والذنب الحقيقي
حنيني
ايها المرصوف بجانب
ضلعي
كتراصف الاهداب
ايتها الشرنقة المغمضة
العينين
التي تستحم  بشطئان
الأرق
اصرخ : كيف متى لماذا
أتراني أضعت ذلك المجنون
القادم من ارض
الضياع
الذي انتظرت طويلاً
مراقصته
وسط الثلج والمدى
من تبعته حتى انتهت خطوط
الارض
يوم  كانت المدن تنادي الذين
يغادروها لأخر
مرّة
حتى أيبس حناجرها
اليأس
فكتبتُ قهراً تاريخ
المنافي
وأحصيت عدد المرات التي
ضجّت بها طاولات
الاختام
وجواز سفر اللاعودة له طرقة
مختلفة
تميزها جيداً
تلك المسامع التي اعتادت دويّ
الرحيل
رغم النزق والاغواء
كنت مدينتي
الفاضلة
خباز يعجن وجع سهراته
وحيداً
كأسه ذلك الصمت البوذي
كماداته في وهج الحمى
كلماتي
أتعمّد المعصية
اقترف أثم  فراقك
مختارة
كان شعوراً غير مفسّر
ذلك الذي دفعني
لمتاهتك
معصوبة العينين
تعاملت معك بشجاعة
البساطة
استمد الصبر من المحبرة
القوية بالكلمات
لكنّ القصيدة تموت
حين لا يجد الشاعر الكلمة
الاخيرة
التي تدخل كالزرّ العاجي في
العروة
فتكتمل ازرارها
ان تكتب
لمن ليس حاضراً شيء فادح
الوجع .